تتعدّد أشكال النصب والإحتيال التي يتعرّض لها الفنانون، وذلك لأنهم محل استقطاب وتعلّق الناس، ولتوقّع الكثيرين بأنهم يتمتّعون بإمكانيات مالية كبيرة من جراء أعمالهم التي تدرّ عليهم الأموال الطائلة. وكان من الصعب عليهم الإعتراف بعمليات نصب تعرّضوا لها، والأصعب أحياناً قد يكون تذكّر مثل هذه العمليات خاصة إذا كانت متكرّرة . مجلة سيدتي سعت في هذا التحقيق إلى تنشيط ذاكرة الفنانين لرواية عمليات نصب قد تعرّضوا لها أو كادوا أن يقعوا ضحيتها، وحتى من لم تسعفهم ذاكرتهم واستطاعت المجلة أن تحصل من خلال مصادرها على بعض من هذه المحاولات:
سرقوا الكاميرا والصور...
محمد حماقي: إستغل طالب جامعي صوته في النصب على معجبات محمد حماقي والإيقاع بهن. فخلال عدة أيام تلقى أكثر من 600 مكالمة هاتفية من المعجبات كلهن يتغزلن بصوته. و كان محمد المزيّف يقابلهن في "سيتي ستار". وعندما يكتشفن الفرق في الشكل كان يقنعهن بأنه مدير أعمال حماقي ويطلب من الضحية جهازها المحمول لكي يتصل بحماقي، فيأخذ المحمول ويهرب وسط الزحام بحجة أنه ذاهب إلى دورة المياه ثم يختفي. الى ان ألقي القبض عليه وفي قسم شرطة مدينة نصر تم القبض على المتهم واعترف بأنه كان ينصب على المعجبات من أجل سرقة المحمول!
هيفاء وهبي: لم تكن الفنانة هيفاء وهبي على حد قولها تدرك أن التقاط صورة لها سيعرّضها للسرقة وفي هذا السياق تتذكر: "كنت أقضي إجازة في ايطاليا برفقة أشخاص مقربين مني. وبينما كنت أسير في شوارعها، هممت بالتقاط صورة جماعية لنا. وبينما كنا حائرين بتدبّر الأمر لنجتمع كلنا في صورة واحدة، عرض عليّ أحد المارة المساعدة. فقبلت من دون أي شك بنواياه. وراح يطلب منا التراجع حتى مسافة معينة ليتمكّن من جمعنا كلنا في الصورة. ولمّا ثبتنا في مكان واحد، ولّى فاراً وبيده الكاميرا". وتضيف سينتيا مهنا، مديرة أعمال الفنانة هيفاء وهبي، عن ضروب الإحتيال التي تتعرضان لها في المجال الفني وتقول: "ينتحل بعض الأشخاص صفة مدراء أعمال هيفاء. ويجرون مفاوضات باسمها من دون علمي كمديرة فعلية لهيفاء. وهذا الأمر من شأنه أن يعرقل أعمالاً وحفلات لنا. وتترجم الخطوة على النحو التالي: يحصل أحياناً صاحب حفلة على رقم شخص يدّعي أنه مدير أعمال هيفاء ولا أعلم من يكون الواسطة بينهما. ويجريان تنسيقاً بخصوص حفلة يكتشف لاحقاً صاحبها أنه وقع ضحية الإحتيال. وهذا الأمر تكرّر معنا حوالي 4 مرات آخرها حدث جمالي ـ فني في فندق "فينيسيا" حيث تمّ عرض أزياء برعاية النجمة العالمية كاترين دونوف. وقد فوجئت بعدها بأيام بأخبار وردتني بأن إدارة الفندق اتصلت بي لدعوة هيفاء للمشاركة وأنا رفضت قائلة ليس لدينا الوقت لحضور حفل مجاناً. وصرت ألتقي بأشخاص يستفسرون مني عن هذا الأمر. فاستغربت ذلك لأنني لم أتلق أي اتصال بهذا الشأن. وبالتأكيد أن المعنيين بالحفل تحدّثوا مع شخص آخر ادّعى أنه مدير أعمال هيفاء وتحدّث باسمها".
في الحياة لا بد وأن نتعرّض لمواقف من النصب
راغب علامة: "في الحياة لا بد وأن نتعرّض لمواقف من النصب"، هكذا استهل السوبر ستار راغب علامة مشاركته في هذا التحقيق قائلاً: "تعرّضت كسائر الناس لهذه المواقف التي ليس من الضرورة أن أذكرها. ولكن صرت أتفادى الوقوع بها قدر المستطاع لا سيما بالحفلات كأن أنال أجري مسبقاً وليس بعدها، وهذه الأمور اكتسبتها من خلال خبرتي في مجال الفن".
مادلين مطر: منذ أكثر من سنة اتجهت الفنانة مادلين مطر إلى أبو ظبي لإحياء حفلة فيها. واصطحبت معها من بيروت أغراضها الشخصية لا سيما "البيجاما" ووسادتها الصغيرة الخاصتين بها. في اليوم التالي على حلولها في الفندق، اختفت "البيجاما" والوسادة فجأة. وباءت كل محاولات البحث عنهما بالفشل، حتى قرّرت مادلين إعلام إدارة الفندق بما جرى وتتذكر ضاحكة: "لم أكن أعتقد أن اختفاء "البيجاما" ووسادتي الصغيرة سيكلفني كمّاً كبيراً من التحقيقات. فكل ربع ساعة كنت ألقى واحداً من عمال الفندق يسألني عن مواصفات "البيجاما" ولونها... فاضطر لإعادة الشرح مراراً وتكراراً. وكانت "البيجاما" حمراء اللون وتحوي رسومات الـ Tweety بالأصفر. إلى أن استسلمت في النهاية وقلت لهم لم أعد أريد "البيجاما". وعدت إلى بيروت تاركة رقم صديقتي في أبو ظبي للإتصال بها في حال تمّ العثور على أغراضي. وما إن عدت أدراجي حتى تلقيت اتصالاً أُعلمت من خلاله أنه تمّ العثور على أغراضي التي فقدت عن طريق الصدفة. اذ بينما كان عامل التنظيفات ينزع غطاء الفراش لم ينتبه لوجود أشياء عليه. فحمله بما ضمّ. وأنا لم أكن سأكترث لهذه المسألة لولا أن "البيجاما" كانت تتضمن الـ Tweety الرسمة التي أحبها حتى أن غرفة نومي كلها رسومات من هذا النوع".
محمد عبده: تلقى الفنان محمد عبده دعوة لحضور حفل تشريفي في دبي ولكنه تفاجأ عند حضوره أنه حفل غنائي وعليه المشاركة، وحاول متعهّد الحفل وقتها أن يقنع محمد عبده ولكنه أصرّ على موقفه خاصة وأنه لا يحب المراوغة بالإضافة إلى عدم وجود الفرقة الموسيقية الخاصة به وعدم الإستعداد، واعتذر عن حضور الحفل والغناء فيه أيضاً وعاد إلى جدة.
لا أتذكر تعرّضي لعملية نصب أو احتيال
نانسي عجرم: علّق مدير أعمالها جيجي لامارا قائلاً: "الحمد لله لغاية الآن لم أتعرّض لأي عملية نصب أو احتيال طيلة عملي بإدارة الأعمال الفنية". ويسأل نانسي إذا كانت تذكر تعرّضها لعملية نصب أو احتيال باستثناء السرقة التي تعرّضت لها العام الفائت في أحد فنادق شرم الشيخ حيث كانت تحيي حفلة هناك فنفت ذلك. وتذكرت هذه الحادثة عندما اكتشفت السرقة حوالي منتصف الليل لدى استعدادها للحفلة. اذ فوجئت بإختفاء مجوهراتها ومن ضمنها 3 ساعات يد من ماركات عالمية و3 بطاقات إئتمانية و5 آلاف دولار. وبعد التحريات أُلقي القبض على الفاعلين وهما سائحان أحدهما جورجي الجنسية والثاني روسي. وقد ألقي القبض عليهما في مطار شرم الشيخ قبل مغادرتهما البلاد.
عبد المجيد عبد الله: حاول أحد الصحافيين أن يقنع المطرب عبد المجيد عبد الله أنه بحاجة الى إجراء حوارات صحفية ولقاءات تلفزيونية وظهور أكثر في وسائل الإعلام. واقتنع عبد المجيد دون أن يعرف نية هذا الصحافي، وأجابه بأنه متعاون مع الصحافة ولا يعتقد أنه بحاجة إلى عمل حوارات في الوقت الحالي. لكن مع إصرار الصحافي أعطاه عبد المجيد الموافقة فتفاجأ به بعد ذلك يطلب منه مقابلاً مادياً. فاستشار الفنان محمد عبده وبعض الأصدقاء ليتفاجأ أنه يتعرّض لعملية نصب، وأنه ليس بحاجة لمن يدفع له كي يظهر للصحافة. بعدها رفض عبد المجيد مقابلة الصحافي أو التحدّث معه.
رويدا عطية: الفنانة رويدا عطية تذكر أنها غنّت مرة في حفلة على أنها حفلة خيرية لتفاجأ بعدها أن القيمين على الحفلة حققوا نسبة أرباح عالية وصلت إلى 20 ألف دولار. وتقول في هذا الصدد: "قدّمت الحفلة مجاناً ولم يكن باستطاعتي فعل شيء آخر التزاماً ببنود العقد التي كنت وقّعت عليها قبل موعد الحفلة".
جيني اسبر: أما الفنانة جيني اسبر فتتحدّث عن ذلك الصحافي الذي كان يجري معها المقابلات ويتقاضى المال منها، مدعياً بأن له علاقات مع الفضائيات وأنه سوف يجعلها تشارك في أعمال خليجية ومصرية وقالت جيني: "لقد طالت وعوده فما كان مني إلا أن اتصلت بالجهات المعنية فاكتشفت كذبه وأنه لا علاقة له لا بالصحافة ولا بعالم الفضائيات، وما هو إلا محتال كذاب أراد استغلال طيبتي وحبي للإعلان لكي يستفيد من المال الذي أعطيه له، وقمت بطرده من المنزل على الفور ولم أعد أراه بعد ذلك. ولكنني سمعت بأنه يقوم بعمليات نصب على فنانين آخرين في سوريا ولبنان".
كثيراً ما يصادف حوادث من هذا النوع
دريد لحام: أما النجم الممثل دريد لحام فكثيراً ما يصادف حوادث من هذا النوع. وكان آخرها قيام شخص بالإدعاء بأن قصة "وطن في السماء" الذي يعد السيناريو الخاص بها حالياً النجم دريد لحام هي له، و بأن دريد لحام قد اقتبس الفكرة منه، فما كان من دريد الا أن واجهه بالحقيقة وهدّده باللجوء إلى القضاء، فولّى هارباً.
اليسا وهيفاء ونانسي: بعض مراكز التجميل في مصر تقوم بالنصب على الفتيات عن طريق الترويج لمواد سحرية (وهمية) تقضي على الدهون في وقت قياسي، من خلال مادة يطلقون عليها اسم Lipokill. وقد لجأت هذه المراكز للترويج لها، باستغلال أسماء النجمات إليسا ونانسي عجرم وهيفاء وهبي كنماذج جمالية للفتيات الراغبات بالتحوّل إلى شبيهات لهن. وتعرض تلك المراكز أنماطاً من شفاه نانسي وصدر إليسا وأرداف هيفاء على اللواتي تحوّلن بدورهن إلى ضحايا دون علمهن بما يجري. والأسوأ من ذلك، أن تلك المراكز تلزم المريضة بكتابة تقرير يفيد بأن المسؤولية تقع عليها وحدها إذا ظهرت عليها أي آثار جانبية. وتستخدم المراكز أدوية منتهية الصلاحية للقضاء على الدهون. يجري تخدير المريضة لإجراء شفط للدهون، وما إن تستعيد وعيها حتى يوهمها المسؤولون في هذه المراكز بأنه تمّ القضاء على الدهون بهذه المادة السحرية
محمد البلوشي: تعرّض المطرب محمد البلوشي إلى النصب والإحتيال من قبل أحد الملحنين العرب الذي دفع له البلوشي التكاليف المادية لأغنية اختارها لتكون ضمن ألبومه الجديد الذي يحضّر له. ويقول: "سجّلت الأغنية بحضور الملحن ثم عدت إلى بلدي لاستكمال التحضيرات لألبومي، ومضت الأيام إلى أن أنجزت محتوى الألبوم. وحينما أردت ضمّ هذه الأغنية إلى الشريط قرّرت السفر إلى بلد الملحن. فذهبت إلى الاستوديو الذي سجّلتها فيه وسألت عن الملحن والأغنية. فلم أجد إجابة شافية فلجأت إلى المسؤولين في الاستوديو. وطلبت منهم الأغنية لكنني فوجئت بهم يخبرونني بأن الأغنية قد اختفت ولا أثر لها. كنت أظن ان ما يحدث معي مقلب او فقرة من فقرات الكاميرا الخفية. لكن الحقيقة أنني تعرّضت لعملية نصب واحتيال وحينما بحثت عن الشاعر والملحن لم أعثر عليهما. ثم قرّرت نسيان الموضوع برمته لكي لا أشغل تفكيري بأمور أخرى غير التحضيرات لألبومي الذي سيطرح في الأسواق خلال فترة وجيزة".
ربّ ضارة نافعة
"فرقة ميامي": "ربّ ضارة نافعة"، بهذه العبارة بدأ المغني طارق محمد أحد أعضاء فرقة "ميامي" الكويتية حديثه عن مواقف النصب والإحتيال التي تعرّض لها أعضاء الفرقة ويقول: "إتفقنا مع منتج عربي لإحياء 3 حفلات غنائية في دولته على أن تكون الإقامة في فندق 5 نجوم، إلى جانب بعض التسهيلات الأخرى التي وعدنا بها المنتج، لكن بمجرد وصولنا إلى بلده وجدنا أنه نكث في وعده وأن كلامه ذهب أدراج الرياح لأننا لم نشأ الإصطدام معه. حاولنا التغاضي عن هذه الامور. وبعد إحياء الحفلة الأولى، طلبنا منه إعطاءنا أجرنا عن هذه الحفلة لكنه امتنع. وأمام إصرارنا دفع المبلغ بعد أن خصم جزءاً منه. ثم قدمنا الحفلة الثانية وتكرّر السيناريو نفسه فقرّرنا عدم السكوت على هذه التصرفات والعودة إلى بلدنا وعدم تقديم الحفلة الثالثة. ويضيف: "لكن عملية النصب والإحتيال التي تعرضنا لها دفعتنا إلى عدم التعامل بالإتفاقات الشفوية إنما إبرام العقود الرسمية وقد تولى هذه المهمة مدير أعمالنا الذي يشترط استلام حقوقنا المادية قبل الحفل".