وصل إجمالي التبرعات المقدمة لترميم كاتدرائية نوتردام في باريس، 688 مليون يورو، منها تبرع من الدكتورة جيهان جادو المقيمة في فرنسا، وهي سفيرة النوايا الحسنة وعضوة المجلس المحلي بمقاطعة فرساي الفرنسية. وكان الحريق الهائل الذي اندلع هذا الأسبوع في كاتدرائية "نوتردام"، التاريخية قد اسفر عن سقوط سقفها وبرجها، مما يعتبر خسارة فادحة، خاصًة وأن تاريخ انشاء هذا المبنى يرجع للقرن الثاني عشر الميلادي، ويزوره 13 مليون سائح سنويا.
اقرأ التفاصيل عن كاتدرائية نوتردام والحريق الذي حصل فيها في موقع فرفش بلس هنا: باريس: حريق يلتهم كاتدرائية نوتردام وزوج سلمى حايك يتبرع بـ113 مليون يورو وهنا: بعد يومين من الحريق الهائل.. سر 15 دقيقة فصلت بين دمار وبقاء كاتدرائية نوتردام وهنا: كاتدرائية نوتردام في فرنسا.. ميزاتها وأهم ما يوجد فيها وأيضا: كاتدرائية نوتردام جس دت بنقوشها مواقف مسيحيي أوروبا المتضاربة باليهود وهنا: تصريح صادم لحاخام إسرائيلي متشدد عن سبب حريق نوتردام!
وبعد أن حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة التبرع لكاتدرائية نوتردام، وضعت أول مصرية مسلمة نفسها في محل المسؤولية، و هي الدكتورة جيهان جادو، سفيرة النوايا الحسنة وعضوة المجلس المحلي بمقاطعة فرساي الفرنسية. فقد سارعت إلى التبرع للمبنى عبر رابط الإنترنت الذي خصصته الحكومة الفرنسية ليساهم الفرنسيون ببناء الصرح الديني التاريخي.
من هي جيهان جادو؟
تنحدر عائلتها من محافظة الغربية في مصر، وقد أقامت في الإسكندرية وحصلت على "ليسانس" حقوق، وناقشت الدكتوراه في مصر بعد ان قامت بتجميع المادة العلمية في فرنسا، وحصلت على تقدير جيد جدًا ومع مرتبة الشرف. وهي متزوجة وقد انتقلت الى فرنسا وتقيم فيها منذ 15 عامًا...
وأكدت جيهان جادو ان حادث احتراق كاتدرائية نوتردام شك ل صدمة لها؛ لأن الكنيسة كما قالت ليست تاريخية فقط وانما هي أيضا رمز تراثي وديني. وتابعت جيهان جادو قائلة: تخيلت "لا قد ر الله"، بأن هذا يمكن أن يحدث في مصر، مثلا في الأهرامات وهنا أحسست بأن هناك رمزًا ينهار، لهذا قدمت التبرع وأحسست بمسؤوليتي كمواطنة فرنسية تعيش بهذا البلد.
وأوضحت قائلة: "أنا مسلمة ورأيت أن البعض يشوه الإسلام، وحين قررت المساهمة في ترميم كاتدرائية نوتردام لم أفكر بأي ديانات سوى واجبي في المساهمة بإعادة إعمار هذا الصرح الفرنسي التراثي الذي قمت بزيارته سابقا، وهو صرح حضاري عريق كما نفتخر نحن المصريين بـ "أبو الهول والأهرامات". واستطردت: "من خلال التبرع أردت توجيه رسالة للعالم بأننا كمسلمين مندمجون مع الآخرين ولدينا تعايش معهم، وأنا شخصيًا ليست لدي نية لنبذ أي ديانة و كل شخص حُر ما لا يضر".
وأكدت جيهان جادو بأن المبلغ الذي تبرعتْ به هو بسيط جدًا، ولن تذكره لبساطته. وقالت أنها واجهت انتقادات من البعض لأنها قدمت هذا التبرع مع أنها تبرعت لمصر أيضا لأنها في مجال العمل الخيري و التطوعي منذ سنوات.
وأضافت جيهان جادو أنها تلقت رسالة من الحكومة الفرنسية على الإيميل جاء فيها: "نشكرك لمساعدتك و بفضلك و فضل الفرنسيين سوف يتم إعادة بناء الكنيسة و ستزورونها مرة أخرى". وأكدت بأنها لم تبحث عن الشهرة من وراء هذا التبرع، لكن الإعلام أوصل رسالة بأن الإسلام يساهم أيضا في الأشياء الجيدة، وأن هناك مصريون يرفعون من شأن بلدهم في الخارج.
وحصلت جيهان جادو، على عدة جوائز من عدة بلدان عربية و أوروبية، وكان آخرها تكريمها بمؤتمر "مصر تستطيع بالتاء المربوطة"، الذي أقيم برعاية عبد الفتاح السيسي الرئيس المصري. واقامت جيهان في فرنسا، الأسبوع الثقافي المصري، وتم اختيارها عام 2009، كنموذج المرأة العربية المهاجرة وبالتعاون مع مقاطعة فرساي".
وقالت جيهان جادو: "عام 2014 تم اختياري وبقرار من مقاطعة فرساي، لأكون عضوة في مجلس حي "نوتردام"، وكان هذا مفاجأة بالنسبة لي وخاصًة أنني وقتها لم أكن حاصلة على المواطنة الفرنسية. وقد أتاح لي هذا المنصب الإندماج أكثر مع المحافظ والبلدية".
تعليقات الزوار | اضف تعليق
