في مشهد حضاري، قررت مجموعة من الشباب المصريين، تنظيف ستاد القاهرة اثناء مباريات بطولة أمم أفريقيا. ووقف هؤلاء المشجعون بعد المباراة الافتتاحية وباقي مباريات بطولة كأس الأمم الإفريقية والتي تستضيفها مصر، ينظفون المدرجات ويلتقطون القمامة ويجمعوها في أكياس كبيرة.. فبينما كان الجمهور قبل المباريات منشغلا بتجهيز المأكولات والمشروبات ليستمتعوا بها في الاستاد، كان الشباب المشاركين بمبادرة تنظيف ملاعب البطولة يشترون أكياس القمامة السوداء، والقفازات الطبية لارتدائها أثناء جمع القمامة بعد المباريات.
وقال احمد محب، احد الشباب المشاركين بالمبادرة، إن الفكرة جاءت بعد اقتراح تقدم به محمد العيوطي، قبل يومين من البطولة، حيث كان يهدف إلى ترك الاستاد في صورته الأولى قبل أن تدب فيه أقدام المشجعين. "جمعنا 5 أكياس كبيرة ده غير الكراتين.. بدأنا الساعة 12 وتلت خرجنا 1 وربع".. حسب حديث "محب"، مؤكدًا أن هناك بعض المدرجات كانت خالية من انتشار القمامة، إذ أن المشجعين بها وضعوا بقايا الطعام وفوارغ المشروبات في أكياس بلاستيكية، وهذا ما سهل علينا الأمر.
شباب مصر يتطوعون لتنظيف ملاعب أمم أفريقيا
حالة من الضحك الهيستيري انتابت شباب المبادرة، بعد انتشالهم لقمامة لم يكن يتوقع أن يجلبها الجمهور إلى داخل المدرجات كعلب الجبن والحلاوة الكبيرة :"الناس واضح كانت بتعمل سندوتشات وكسلت تعملها في البيت". ويستكمل: "أسوأ حاجة قابلناها هي قشر اللب، معرفناش نجمعه، لأن كنا هنقعد لتاني يوم، الله يكون في عون عمال النظافة بتوع الاستاد".
لم تقتصر المبادرة على المباريات التي سيشارك فيها المنتخب الوطني فقط، بل جميع مباريات البطولة، إذ أن الهدف هو إظهار مصر بصورة حضارية أمام العالم أجمع: "ياريت بس الناس وهي رايحة تاخد كيس في شنطتها، وقبل ما تغادر الملعب تجمع الزبالة اللي حواليها، الموضوع سهل ومش مرهق خالص".
ريهام سعيد تعلق على واقعة تنظيف استاد القاهرة بعد مباراة مصر وزيمبابوي
شباب المبادرة، رغم بعد المسافة بين محافظاتهم والقاهرة، لم يعترض أحد منهم على المشاركة فيها، بل جاؤوا من الأقاليم البعيدة كـ"العريش والمنيا والمنصورة وطنطا وقنا"، حسب الشاب العشريني.
ويقول أحمد ناجح، شاب آخر مشترك بالمبادرة، إن تحركهم لجمع القمامة خلال مغادرة الجمهور، جعل الجمهور يتفاعلون ويشتركون معهم لمدة دقائق ثم انصرفوا.
ويروي عبدالرحمن طلعت، الذي كان حاضرا في المباراة الافتتاحية والتقط بعدها بهاتفه فيديو ظهر فيه المشجعين المصريين وهم ينظفون المدرجات، بأنه تصادف خروجه من الملعب عقب المباراة بـمظهر " أقشعر له بدني، عندما رأيت الشباب المصري يلتقطون القمامة الملقاة في المدرجات ويجمعونها في أكياس قمامة تمهيدًا لإلقائها في الأماكن المخصصة لها" على حد قوله.
وقال طلعت انه أنه لا تجمعه أي علاقة صداقة بهؤلاء الشباب، ولم يكن هناك أي تنسيق بينهم قبل التصوير، بل هي لقطة عفوية كام بتصويرها لتوثيق هذا المشهد، الذي وصفه بـ"الرائع الذي يدعو لفخر المصريين بأنفسهم".
المشهد التقطه وتناقلته وسائل إعلام عالمية أيضا وحصل على نسبة مشاهدات عالية ونقل رسالة عن الشعب المصري ومدى الرقي والتحضر الذي يتمتعان به. فرحة وسعادة عبدالرحمن اكتملت بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للفيديو الذي التقطه الشاب العشريني، قائلا: طالما سمعت عن دعم ومساندة الرئيس للشباب وتبنيه للمبادرات الإيجابية إلا أنه لأول مرة يلمس هذا الدعم بنفسه، متوقعًا أن تعم ظاهرة تنظيف الاستادات خلال المباريات القادمة بشكل أكبر بعد أن أولى الرئيس لها اهتمامه.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
