استضاف غاليري "هكيبوتس"، في تل ابيب، ابتداء من اليوم، الخميس - الفنان أسامة سعيد، ابن بلدة نحف الجليلية، في معرضه الشخصي الأول، في إسرائيل. أقيم المعرض تحت عنوان" وارف الظلال"، وهو الأول خارج منطقة سكنه القريبة (حيفا والجليل). ورُسمت غالبية لوحاته بين السنوات 1988-1993، خلال سنوات مكوثه في المنفى الأوروبي. علما أن أسامة سعيد من مواليد نحف عام (1957). عاد إلى البلاد عام 1998 بعد مكوث دام 16 عامًا في ألمانيا، حيث أنهى فيها دراسة اللقبين الأو ل والثاني في جامعة الفنون – برلين.
الفنان اسامة سعيد مع احدى لوحاته في المعرض
تقف في محور المعرض مجموعة من رسومات المنظر الطبيعي . وكتب طال بن تسفي يقول:عنوان المعرض "وارف الظل " يشهد على ما تم ت الإشارة إليه كغائب؛ ما تم محوه من رسومات المنظر الطبيعي قبل النكبة". وأضاف: صورة الشجرة المقطوعة تتكر ر في أعمال سعيد منذ الثمانيني ات وحتى اليوم. صورة المنظر الطبيعي الفلسطيني هذه تُشحن على الدوام بمعانٍ فني ة وسياسي ة، نابعة من واقع مستمر من مصادرة الأراضي. ويخلق طيف المعاني علاقة بين صدمة الماضي وبين الواقع الراهن للأقلي ة الفلسطيني ة في إسرائيل. إن ه رسم ما-بعد-الصدمة، حيث يعود على الدوام إلى موقع الجريمة، إلى الجذوع المقطوعة، إلى منظر القرية الفلسطيني ة، ولو لغرض العثور على منطق في العنف الماثل على الأرض.
وكتب ينيف شبيرا يقول عن المعرض: عنصر الجذع المقطوع الذي يرافق العديد من لوحاته، يرمز هو الآخر إلى أراضي والده التي صادرتها الدولة. ويظهر في إحداها جذع مقطوع بحجم إنسان، شخصية جَد برداء أبيض يحتضنه بيديه الكبيرتين، فيما تشهد الفروع المُهش مة المنتشرة حوله على مشاعره الثائرة. وفي لوحة أخرى، ينتصب جذع الشجرة في مقد مة اللوحة ككتلة سوداء داكنة، تمنح لها طبقات اللون عمقًا وتشد د من ملموسي تها بينما تبدو القرية في الخلفي ة كحلم بعيد.