لم تعد الغارة التي شنتها طائرات "مجهولة" قبل أكثر من شهرين على قافلة شاحنات في السودان موضع غموض أو تشكيك بالجهة التي نفذت عملية القصف.
ووجد القادة العسكريون في إسرائيل أمس شهيتهم مفتوحة للإدلاء بمعلومات حول تلك الغارة والطريقة التي نفذت فيها، مع إجماع على أن طائرات إسرائيلية متطورة أوكلت إليها تلك المهمة، بينما تضاربت الأنباء في السابق حول منفذ الهجوم على قافلة أسلحة قيل إنها إيرانية كانت تمر في الأرضي السودانية في طريقها إلى منطقة سيناء المصرية، ومن ثم إلى قطاع غزة.
وأعلن ضابط برتبة جنرال في الجيش الإسرائيلي، وهو قائد سلاح الجو السابق، أن إسرائيل هي من نفذت الهجوم، شارحا طريقة الوصول إلى الهدف فوق الأراضي السودانية.

إسرائيل اعتمدت بشكل أساسي
على معلومات استخبارية
وقال أفيو بينون إن طائرات إسرائيلية من طراز إف 16 قصفت شاحنات الأسلحة الإيرانية في السودان، موضحا أن إسرائيل اعتمدت بشكل أساسي على معلومات استخبارية تم جمعها بشكل دقيق جدا حول الشاحنات والمواد التي كانت تحملها، مشيدا في الوقت نفسه بوجود شبكة تجسس تعمل على الأرض من داخل السودان، ساهمت في توفير المعلومات الدقيقة لتنفيذ مثل هذه الغارة.
وأوضح بينون: "إنه من دون هذه المعلومات الدقيقة ما كان لإسرائيل أن تنجح في عملية القصف هذه، كما أن المعلومات شجعت الدوائر السياسية والأمنية على اتخاذ القرار وتنفيذ عملية القصف، حيث كان من السهل على عملاء الموساد الإسرائيلي على الأرض توجيه الطائرات إلى الهدف المحدد، وهو ما يدلل على القدرة العالية للاستخبارات الإسرائيلية". وأشار بينون إلى أن المعلومات حول طبيعة القافلة السودانية كانت دقيقة للغاية، كانت الأجهزة الأمنية تعلم بشكل دقيق ما تحمله تلك الشاحنات من أسلحة، ومصدر حمولة تلك الشاحنات والجهة المتوجهة إليها، مؤكدا أن قنابل موجهة بشكل دقيق جدا تم استخدامها في الهجوم.
وتأتي تصريحات بينون متزامنة مع تصريحات أخرى أدلى بها قائد كبير في الجيش لم يتم الكشف عن اسمه قال إن طائرات من طراز "إف 16" نفذت الهجوم على السودان، ولم يكن من ضمنها طائرات أميركية كما ادعت بعض وسائل الإعلام، وبحسب الضابط الذي تحدث لصحيفة التايمز الأميركية فإن طائرات "إف 15" وفرت الحماية في الجو للطائرات الهجومية، وبحسب المسؤول الإسرائيلي فإن قافلة الشاحنات كانت تحمل أكثر من 120 طنا من الأسلحة ومن بينها كميات كبيرة من صواريخ فجر إيرانية الصنع، وكان من المفترض أن تصل لأيدي حركة حماس في قطاع غزة.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت التي نقلت الخبر عن صحيفة التايمز فإن عشرات الطائرات الإسرائيلية المقاتلة شاركت في هذا الهجوم، كما شاركت طائرات بدون طيار في العملية، وقامت بتصوير تفاصيل الهجوم، والشاحنات التي تم استهدافها بعد تدميرها.
ورغم تصريحات الضباط تلك إلا أن المسؤولين السياسيين لم يدلوا حتى الآن بتصريحات تؤكد قيام إسرائيل في تلك الغارة، ورجح محللون إسرائيليون السبب في ذلك لكي لا تجد إسرائيل نفسها في حرج، وأن يقدم ضدها شكاوى من قبل السودان أمام الهيئات الأممية والدولية.
وتجدر الإشارة إلى أن الغارات التي تنفذها إسرائيل عادة في الخارج لا تعترف بتنفيذها مباشرة، كما حدث عند استهداف ما قيل إنه مفاعل نووي سوري في منطقة دير الزور، وتسعى إسرائيل بشكل متكرر لإنكار العمليات الهجومية في الخارج، وهو ما يرجح أن هناك عمليات تم تنفيذها ولم يتم الإعلان عنها، لعدم حصول وسائل الإعلام على معلومات بشأنها.أوان.