موضوع الطب البديل لا يزال يثير للشك والاهتمام في ان واحد، فمن جهة نحن نسمع عن حالات تحسنت بفضل الطب البديل واصبحت بمثابة معجزة، ولكن من جهة أخرى نسمع ايضا عن حالات تفاقمت وازدادت سوءا.. لذا احببنا في "فرفش" ان نلقي بعض الضوء على الموضوع. ونود ان نذكر الجميع انه حسب نصيحة الاطباء، فمن الواجب عدم التوقف عن تناول أي دواء وصفه الطبيب واستشارته قبل البدء بأي علاج جديد.
الدكتور رامز داوود
الدكتور رامز داوود، من كفر ياسيف، درس موضوع علم الاجرام والتربية في جامعة بار ايلان وحصل على اللقب الاول، اثناء دراسته في السنة الاخيرة توجه الى احدى الكليات في تل ابيب وبدأ بدراسة الطب البديل وتخصص في الناتروباتيا وهو العلاج بالمواد الطبيعية، الاعشاب والتغذية السليمة.
في العام 89 افتتح اول بيت طبيعة في الوسط العربي في كفر ياسيف وكان يقدم الاستشارة لمن يطلبون ادوية وعلاجات طبيعية معينة بالاضافة الى موضوع التغذية السليمة.
في العام 97 حصل على الدكتوراه في موضوع الطب البديل من احدى الجامعات البريطانية وافتتح عيادته للطب الطبيعي في بلدته وهي العيادة التي يعمل بها حاليا والتي ياتي اليها الناس من البلاد والخارج لتلقي العلاج..
وكان لنا في "فرفش" هذا اللقاء مع د. رامز داوود
كيف قررت الدراسة في فترة لم يكن الموضوع معروف في الوسط العربي.
سكان القرى اقرب الى الطبيعة
د. رامز: لقد ولدت في بيت كان الاب والاخت فيه مريضان ومنذ جيل صغير اعتدت على رؤية كميات كبيرة من الدواء في البيت. كنت دائما اسمع واقرا في الصحف عن موضوع الطب البديل وفي الفترة التي بدات ارى فيها ان الطب العادي يعلن افلاسه امام الوضع الصحي لابي واختي فقدت ثقتي في الطب العادي. قررت بدء التعليم عندما توفي كل من ابي واختي واضاء ذلك امامي ضوء اخضر للبحث عن مجال لعلاج الناس الذين يموتون دون ان يجد لهم الطب العادي اي علاج، واليوم بعد 16 عام من التجربة والعمل فان النتائج حسب رأيي تظهر تفوق الطب البديل على الطب العادي في حل العديد من المشاكل.
الم تكن تلك مغامرة؟
د. رامز: عندما افتتحت بيت الطبيعة قوبلت بالعديد من ردود الفعل الساخرة من قبل الكثيرين وكان بعض الاصدقاء ياتون الي ويسالون بنوع من الاستهتار :" عندك خبيزة؟" في البداية كان الامر مغامرة كبيرة وكان صعب، هناك من اعتقد اني استغل الناس لكن اليوم نفس الاشخاص لا يقومون باي علاج بدون استشارتي ونجحت في اقناع الجميع بان هذه هي طريقة ممكنة للعلاج وجعلت هذا الطب ياخذ حقه من الاحترام والاهتمام.
هل زاد الوعي اليوم لموضوع الطب البديل؟
د. رامز: طبعا، اصبح الناس يهتمون بالطب البديل في ظل ازدياد المعرفة حول اخطار الادوية الكيماوية والعوارض الخطيرة التي يمكن ان تظهر في وقت متاخر، اضافة الىان التجارب اثبتت مدى نجاعة العلاج.
اي الفئات من الناس تتوجه للطب الطبيعي اكثر؟
د. رامز: من تجربتي لاحظت ان هناك مميزات تجمع الاشخاص الذين يتوجهون للطب البديل، فمثلا الاعمار عادة تتراوح بين 25- 50 عاما، وسكان القرى اكثر من سكان المدن ربما لانهم اقرب الى الطبيعة، والاكثر غرابة ان اصحاب الوضع المادي العادي يتوجهون للطب البديل اكثر من اصحاب الدخل العالي على الرغم من ان العلاج مكلف بسبب عدم حصول الطب البديل على اي تمويل من قبل صناديق المرضى.
ما هو سبب التكاليف العالية للطب البديل؟
د. رامز: السبب هو عدم تمويله من قبل الحكومة او صناديق المرضى، الادوية المهمة وغالية الثمن تحصل على تمويل من قبل صناديق المرضى وهناك رقابة على اسعارها اما الطب البديل فلا تمويل له ولا رقابة على اسعاره.
تقول جداتنا ان الوصفة العربية ان لم تفيد لن تضر..
الدواء أم الاعشاب؟!
د.رامز: وصفات جداتنا مفيدة احيانا اكثر من الدواء، وما تقوله الجدات حول النفع والضرر صحيح، الوصفة العربية افضل من الدواء لان جسم الانسان يطور مناعة ضد المركبات الكيماوية بالاضافة الى ان الكيماويات تؤثر في الكبد والكلى والامعاء، نضيف الى ذلك ان الوصفات العربية تثبت نجاعتها خلال وقت قصير واذا تم اتخاذها وفق اصول العلاج فهي حتما ستفيد، كما ان للادوية مضاعفات واثار سلبية تظهر مستقبلا بعد العلاج الامر غير الموجود في الطب البديل.
هل تهتم بسماع وصفات السيدات كبيرات السن؟
د. رامز: انا اهتم بتسجيل كل وصفة تعطى لاي مرض من قبل كبار السن واقوم في المختبر بفحص وتجربة الوصفة، احيانا اتبنى وصفات الجدات لفائدتها، فالطب البديل اصله من الطب الشعبي وهناك حضارات وشعوب كثيرة وكل شعب له وصفات خاصة، واينما اذهب اقوم بكتابة الوصفات الشعبية المختلفة.
هل تعطى وصفة لكل شخص على حدة ام ان هناك علاج واحد للجميع؟
د. رامز: هناك علاج يعطى لمرضى بمرض معين وهناك علاجات تعطى للمريض بشكل خاص حسب حالته وتقبل جسمه للمواد. يوجد اتجاهين في الطب البديل، الاول يقلد اسلوب الطب العادي ويتم فيه تصنيع دواء لمرض معين وتجربته على المرضى ويتم فحص نسبة نجاحه، ونسبة النجاح هنا منخفضة. اما الاتجاه الثاني وهو طريقتي في العلاج، فهو علاج الشخص وليس المرض اي ما يسمى تشخيص المرض واعطاء الدواء لكل مريض بشكل ذاتي.
ما هو مصدر الاعشاب المستخدمة في العلاج؟
د. رامز: معظم الاعشاب يتم شراؤها من المستوردين الذين يحصلون على اعشاب مصدرها اوروبا، افريقيا، الدول العربية والصين. معظم الاعشاب يتم الحصول عليها من المستودعات ثم يتم تصنيعها في المختبرات. احيانا اقوم انا بالخروج الى الطبيعة للحصول علىاعشاب معينة، لكن قليلا ما يقوم الطبيب نفسه بالبحث عن الاعشاب او المواد الطبيعية.
هل تقوم بتصنيع الادوية بنفسك واين يتم ذلك؟
د. رامز: نعم انا اقوم بتصنيع الادوية بنفسي في مختبري الخاص الموجود في كفر ياسيف وهو مجهز بافضل الاجهزة اللازمة لتصنيع الادوية وبمواصفات عالمية، وهو بمثابة مصنع للادوية الطبيعية والمواد التجميلية وكلها طبعا مصنعة من مواد طبيعية واعشاب. كما اقوم هناك باجراء الابحاث اللازمة على امراض ونوعيات معينة من المرضى.
هل توجد فروع للعيادة ام انك تكتفي بتوزيع الادوية على صيدليات الطب الطبيعي؟
وصفات جداتنا مفيدة احيانا اكثر من الدواء
د. رامز: الفرع الوحيد للعيادة هو الذي اديره واعمل به في كفر ياسيف، وبالنسبة للمنتجات، مثل علاجات تخفيف الوزن، الكلف، حب الشباب والضعف الجنسي اومستحضرات التجميل فانها تباع في عدد من الصيدليات، بيوت الطبيعة، ولدى اخصائيي الطب الطبيعي في البلاد والخارج.
ذكرت ان الادوية التي تصنعها تصل الى خارج البلاد، كيف يتعرف الناس الى الادوية والعلاجات؟
د. رامز: الحديث ينتقل من شخص الى اخر، وكل شخص يحصل على علاج يشفيه من مرضه ويعالج مشكلته يحدث الناس حوله ويدلهم على مصدر العلاج، بالاضافة طبعا الى الاعلام الذي ينشر عن العلاجات التي تنجح بشكل خاص، كما اني اهتم بان انشر نتائج ابحاث اجريتها في مجلة خاصة اصدرها مرة كل عامين واسمها "الصحة والجمال". واود ان اذكر انه قد وصل الى عيادتي مرضى من الاردن، عرب من اوروبا والولايات المتحدة، بالاضافة الى الضفة الغربية والوسط اليهودي.
الا تفكر بتوسيع مشروعك عن طريق افتتاح مدرسة لتعليم الطب البديل؟
د. رامز: لقد بدات بالتفكير والتخطيط لمشروع مشابه منذ 3 سنوات، وتنفيذ مشروع كبير كهذا فيه مسؤولية ويحتاج دراسة عميقة. اليوم في المختبر والمصنع نعمل على تعليم تصنيع الادوية والمستحضرات، كما اقوم برفقة طاقم مختص بتعليم الموضوع في عدة كليات في البلاد.
ما هي المواضيع التي تدرس حتى الان؟
د. رامز: نعلم موضوع الزيوت الاثيرية وخواصها العلاجية، بالاضافة الى علاج يسمى علاج بالشمعة وهو علاج عمره مئات السنين ومصدره الهنود الحمر ويستعمل لعلاج مشاكل وامراض الاذنين ونحن نستورد نوعية خاصة من الشمع لهذا العلاج من الولايات المتحدة، وهذا الموضوع نعلمه للامهات على شكل محاضرة من جلسة او جلستين كي يستطعن علاج اولادهن
بما انك اتيت على ذكر المحاضرات فانت تستضاف لتقديم محاضرات بالاضافة الى البرامج التلفزيونية.
اقوم بتصنيع الادوية بنفسي
د. رامز: صحيح، تمت استضافتي في الكثير من البرامج التلفزيونية للحديث عن موضوع الطب البديل، كما انني اتلقى دعوات كثيرة لالقاء محاضرات حول التغذية السليمة، الطب البديل والتجميل في النوادي النسائية، المراكز الجماهيرية ونوادي المسنين، وعادة اقوم بتوزيع نشرات ارشاد وهدايا عبارة عن مستحضرات تجميل او علاجات للاسعاف الاولي.
هل تذكر الصعوبات التي كانت تواجهك خلال عملك؟
د. رامز: في البداية كانت الصعوبة في جذب اهتمام الناس وتبديل شكوكهم في نجاح هذا الطب، خاصة وان الاطباء كانوا يحاربون الطب البديل. اليوم اختلف الامر وحتى الاطباء انفسهم اصبحوا يشجعون هذا النوع من الطب ومنهم من يدرس الموضوع او قسم منه، واليوم عندي اطباء يتلقون العلاج حتى في مجال تخصصهم، ومنهم من ينصح ابناء عائلته بتلقي علاج الطب البديل.
هل هناك نجاحات حققتها وتفخر بها بشكل خاص؟
د. رامز: بما انني اعالج مشاكل العقم بشكل خاص، فقد تلقيت حالة خاصة لرجل كان عمره 62 عاما وكان متزوج منذ 38 عام ولم يرزق باطفال، فبعد وفاة اولى زوجاته وكبر سن الثانية رزق بتوام من زوجة ثالثة، وكان هناك اهتمام اعلامي وطبي بهذه الحالة.
ما هي النصيحة التي تود ان توصلها للقراء؟
د. رامز: انصح بالابتعاد قدر الامكان عن الادوية الكيماوية، واصح ان يقوم المريض بتجربة المواد الطبيعية قبل تناول الادوية بعد استشارة طبيبه الخاص اذا اراد، الاهتمام بالتغذية السليمة والتزود في البيت بالاعشاب الطبية المهمة والمتوفرة بكثرة.
ما سر نجاح د. رامز؟
د. رامز: سر النجاح هو الثقة، منذ 16 عاما وانا اثبت لكل من يتوجه الي للعلاج اني اقدم ما فيه الفائدة فقط وهكذا حظيت بثقة الناس، والنجاحات الكبيرة اثبتت ذلك.. كل من يتوجه الي يشعر اني ارغب في مساعدته والربح المادي الكبير ليس هدفي لاني عانيت في فترة ما من نتائج الامراض كما ذكرت سابقا، واليوم وبكل تواضع اعتبر عيادتي هي المصدر الاول للطب البديل في الوسط العربي.
لو عدت الى الوراء 16 عاما هل كنت تختار الطب البديل؟
د. رامز: بلا شك، انا سعيد بعملي وبقدرتي على المساعدة والافادة، العمل في هذا المجال يحتاج اخلاص كبير وعطاء، وسعادتي الكبرى تكون في اللحظة التي اسمع فيها دعوة اهل شفي ابنهم على يدي او زوجين حققت حلمهما بانجاب اطفال..انها سعادة كبرى وفرحة صعب وصفها بالكلمات..
