نال البروفيسور الفلسطيني حسام حايك ابن مدينة الناصرة والذي يجري أبحاثه في كلية الهندسة الكيماوية في معهد التخنيون في حيفا، نال جائزة الحداثة من الاتحاد الأوروبي بفضل تطويره لجهاز يمكن الأطباء من التشخيص المبكر لسلسلة من الامراض الخطيرة والمستعصية عن طريق تحليل هواء الزفير. وقد اطلق على هذا الجهاز اسمه الانف الإلكتروني. وحصل البروفسور حسام حايك وهو في الـ43 من العمر على جائزة التطوير والاستحداث من الاتحاد الأوروبي للابتكارات في حفل مهيب في لشبونة، وبحضور قادة أوروبيين وهي جائزة تمنح عادة لتقدير الدراسات والابتكارات.
وعن عملية استلهام الفكرة، قال حايك أنه قرأ قبل سنوات كتاب تاريخ عن أطباء اليونانيين القدماء، وفيه ملاحظة عن عادة الأطباء اليونانيين باستنشاق رائحة المريض لتشخيص مرضه. ويضيف حسام حايك: "بواسطة هذه الطريقة أمكنهم تشخيص مرض في الكلية. وهذه المعلومات أشعلت خيالي وفضولي وبدأت أبحث عن تفسير علمي بطرق علمية عصرية، لأعرف كيف يمكن أن نكتشف الأمراض عبر التنفس وتحليل المعطيات بشكل موثوق".
ويوضح أن استخدام هذا الجهاز المبتكر يعفي المرضى من فحوصات عميقة صعبة وغير لطيفة كالجراحة أو الحصول على عينات من الأنسجة أو فحوصات الدم والبول وفحوصات الناظور. منوها أن امتياز الأنف الإلكتروني لا يقتصر على توفير فحص مريح جدا، بل يتيح عملية تشخيص سريعة ورخيصة جدا لكل الناس مما يعني إنقاذ حياة الكثير من البشر.
* الجهاز الجديد
ويحتوي الجهاز الجديد على أدوات استشعار للجزيئات في الزفير ثم يتم تحليل هذه النتائج بواسطة الحاسوب. ويمكن الجهاز الجديد الأطباء من تشخيص الامراض مثل أنواع مختلفة من السرطان و مرض باركينسون أي الرعشة العصبية والتصلب المتعدد وامراض الكلى وغيرها.
وقال البروفيسور حايك، وهو من مواليد الناصرة ، ان تطوير الجهاز قد اكتمل وانه يخضع حاليا لفحوص من قبل الهيئات الحكومية المختصة الامريكية والأخرى تمهيدا للمصادقة على استخدامه متوقعا انه سيدخل مرحلة الاستخدام الواسع في غضون اربع الى ست سنوات.
وتابع البروفيسور حايك يقول ان تطوير الجهاز الجديد تم على مراحل انه قرر التركيز على هذا الجهاز إدراكا منه لأهمية التشخيص المبكر للمرض حتى في المراحل التي لا يشعر فيها المريض بأعراض المرض. ونوه البروفسور حايك انه استلهم فكرة تطوير الجهاز من طرق تشخيص الامراض لدى الاطباء الاغريق القدامى الذين كانو يشمون زفير المرضى لتشخيص مرض مزمن في الكلى.
* الجهاز يوفر المرضى الفحوص الصعبة
وبإمكان الجهاز الجديد توفير المرضى العديد من الفحوص الصعبة التي تعتبر حاليا ضرورية للتشخيص الدقيق مثل اخد العينات من انسجة الجسم عن طريق الاعمال الجراحية ، كما سيكون من الاسهل اجراء الفحص بواسطة الجهاز الجديد لعدد اكبر من الناس مما سيؤدي الى انقاذ حياة العديد منهم.
وقد اكتسب التطوير الجديد البروفيسور حسام حايك تقديرا واسعا من جانب العلماء زملائه في العالم وقد نال بفضله جوائز تقدير ومنحا عديدة لمواصلة البحث في هذا المضمار.
* ملصقات لتشخيص مرض السل
وهناك مشروع علمي اخر يقوده البروفيسور حايك وهو مراقبة عدوى السل في الدول النامية التي تتسبب في مليون ونصف المليون حالة وفاة سنويا في العالم . وقد طور الطاقم الذي يقوده البروفيسور حايك ملصقة صغيرة يتم الصاقها بالجلد وانها تقوم بتشخيص مرض السل بدقة ما بين 91 و95% . ويعمل الطاقم حاليا على تخفيض تكاليف انتاج هذه الملصقات لكي يتسنى توسيع استخدامها.
تعليقات الزوار | اضف تعليق