الفكرة بدأت عندما كان يتوجه الى القرى البدوية لشراء منتجات حليب بدون مواد حافظة فقرر ان يبدا بالعمل على انتاج مشتقات الحليب بلا مواد حافظة. البداية كانت مع ماكنات بيتية بسيطة والموقع كان غرفة صغيرة تحت البيت مساحتها 40 مترا، بدات عملية شراء الحليب بكميات قليلة 12 الف لتر في الشهر واللبنة المنتجة كانت توزع مجانا على بيوت بعض المعارف لتجربتها. كان هذا اول تعرف للناس على المنتج. حصل على مصادقة وزارة الصحة لانتاج لمدة سنة بهذه الظروف وبعدها عليه ان ينتقل لموقع اخر او اغلاق المصلحة.
اعمل بجد وكل انسان يعمل بجدية ومثابرة يلقى النجاح
الانتقال لكيبوتس هسولاليم جاء بعد فحص وايجاد 70% من الظروف اللازمة للعمل من غرف تبريد، معدات اساسية من النيروستا، انتقل وبدأ العمل مع ماكنات البدائية حتى منتصف عام 2003 حيث اشترى معدات جديدة تستوعب كميات اكبر من الحليب (60 الف لتر في الشهر) وانتاجها اسرع. بدا الانتاج مع عمال مؤهلين وعددهم اليوم 7 ومن بينهم مهندسو غذاء، واليوم المصنع في مرحلة بناء وانطلاقة للسوق المحلي.
منتجات المحلبة اليوم هي : لبنة، لبنة قليلة الدسم، جبنة عربية، جبنة عربية قليلة الدسم، لبنة من حليب النعاج وجبنة 9%، وستكون هناك منتجات جديدة منتج خاص بنا الى جانب اللبنة والجبنة، بالاضافة الى فكرة طرح حلويات مثلجة محشوة بالجبنة.
مميزات المنتوج (لبنة الارز) ان طريقة اعدادها تشبه الطريقة البيتية، لا تستعمل مواد حافظة وعمر المنتوج (مدة صلاحيته) نفس طول مدة المنتجات التي تستعمل فيها المواد الحافظة. وهذا بفضل طريقة التصنيع الخاصة. ومن مميزات لبنة الارز ايضا طعمها بحيث ان الروبة المستعملة لصنع اللبن تكون خالية من المواد الحافظة التي يمكنها تغيير طعم اللبن واللبنة، استعمال لهذا النوع الخاص من الروبة يزيد من تكلفة الانتاج لانها غالية الثمن ومع ذلك يستعملونها للحفاظ على طعم مميز للبنة.
بعد ثلاث سنوات من الانتاج وبدون اي حملة اعلانية الاسم معروف ومتداول بين الناس، والانطلاقة الاولى للسوق كانت نتيجة طلب الناس للمنتوج من محلات البقالة، الكميات التي نزلت الى السوق في البداية كانت قليلة لنفحص مدى الاقبال على المنتوجات، واليوم يميز المنتوج انة بلا مرتجعات من السوق.
فرفش:هل توقعت هذا النجاح؟
هدفي حاليا ان ازيد الانتاج وان تزيد نسبة التوزيع
غسان: توقعت هذا النجاح وبهذه السرعة لاني اعمل بجد وكل انسان يعمل بجدية ومثابرة يلقى النجاح واليوم انا مؤمن انه لا يوجد منتوج شبيه يضاهينا. اسم المنتوج اثبت نفسه بفضل الطعم، واليوم تطلب الجبنة البيضاء (العربية) التي ننتجها بشكل كبير بفضل كونها نقية بدون ماء زائد او هواء.
عندما دخلت السوق كنت اريد ان ادخل منتوج يتفوق على المنتوجات الموجودة، عندما اخذت عينات من منتجات اخرى وقارنتها بمنتوجي تبين انني اتفوق بنسبة 70% وما زلت اعمل على تحقيق هدفي. حاولت وتفوقت على قسم من منتجات المنافسين من ناحية جودة. هدفي حاليا ان ازيد الانتاج وان تزيد نسبة التوزيع.
فرفش:كيف تعلمت انتاج اللبنة والجبنة؟
غسان: استفدت وتعلمت من الرعاة والفلاحين والبدو في المنطقة والذين كنت اشتري منهم منتجات الالبان، في المصنع اعتمد على معرفة مهندسي الغذاء اضافة الى التجربة التي علمتني الكثير.
فرفش:هل الجودة تؤثر على نسبة الارباح؟
غسان: سعر منتوجي والمنتوجات المنافسة متشابه فانا ابيع وفق سعر السوق، واليوم لا استطيع رفع الاسعار ما دامت البضاعة غير متفوقة تماما على كل منافسيها.
فرفش:الا تفكر بانتاج منتوج اغلى سعرا واعلى جودة؟
غسان: قبل فترة قمت بانتاج جبنة حلومي وهذه جبنة تصنع في البلاد من حليب البقر، لكننا صنعناها من حليب نعاج وهو اغلى بكثير (1.5 شيكل للتر حليب بقر مقابل 4 شيكل للتر حليب نعاج) وكيلو الجبنة تحتاج 9 لتر حليب، السوق المحلي لم يستوعب هذه الجبنة لغلاء ثمنها، اردت انتاج منتوج ذي جودة عالية لكن السوق لم يتقبله بشكل جيد بسبب الثمن.
فرفش:كيف كان رد فعل الزوجة والاولاد عندما قدمت لهم الفكرة؟
السيد غسان يتوسط بعض عاملات المصنع
غسان: في الوسط العربي عامة نجد دفعة للخلف عند التفكير بمشروع، تشجيع على نسيان الفكرة، لكن انا انسان مغامر وعملت شهرين دون ان يعرف احد من الاقارب او الاصدقاء، زوجتي واولادي لم تعجبهم الفكرة واعتبروها مغامرة تاخذ وقتها ثم تزول، استغرق وقت طويل حتى امنوا بالمنتوج وذلك منذ حوالي سنة.
فرفش:كيف مررت هاتين السنتين من ناحية اقتصادية؟
غسان: كل مصلحة تحتاج مبالغ وطاقة واذا لم تكن تملك المال لانشاء مصلحة ستعاني من ضائقة مالية، انا بدات المشروع من نقطة ديون للبنك ولم لملك راس مال لابدأ مشروعي لكني اؤمن ان النجاح غير مربوط بالمال. ولقد تكبدت في البداية مبلغ نصف مليون شيكل تكاليف اولى اي مصروفات ومدخولات بدون ربح.
فرفش:وهل اثر هذا على جو البيت؟
غسان:لم يكن الجو مريحا. مررت بمشاكل لكن زوجتي وقفت الى جانبي وانا اعتمدت عليها في ادارة البيت وتركزت بمشروعي. اليوم عندما تزور زوجتي المصنع وترى الطلب على منتجاتنا تشعر بالسعادة فاصبحت تدعمني اكثر وتساعدني وتعمل معي في مشروعي.
مررنا بعض المصاعب لكن تخطيناها بفضل تفهمها واعترف انني مهمل بحق البيت قليلا لكن امل ان ينتهي هذا خلال سنة.
فرفش:ما هي اهم المصاعب التي واجهتك؟
لبنة الأرز
غسان: البداية بدون راس مال، عدم تلقي دعم معنوي من المحيطين والبيت والسعي حتى اثبت اسم المنتوج في السوق.
فرفش:ما الذي يخيفك اليوم او يهدد مشروعك؟
غسان: لا شيء يخيفني او يهدد مشروعي، الخوف زال، واليوم كلما ازور مكان جديد يطلب بضاعتي يزول الخوف اكثر فاكثر.
فرفش:هل تفكر في تحديد كمية الانتاج؟
غسان: اليوم لا استطيع تحديد كمية الانتاج، محتمل ان تكون هناك طلبات على المنتوج اكثر من المعتاد فكلما زاد الطلب يزيد الانتاج.
فرفش:هل تنصح غيرك بان يغامر مثلما غامرت انت؟
غسان: اذا لم تكن هناك مخاطرة لن تكن امكانية للنجاح.
فرفش:ما هي القمة التي تريد الوصول اليها في عملك؟
غسان: لا توجد قمة، المجال واسع ولا يمكن الوصول الى نقطة نهاية، يمكن الوصول الى نقطة تحقيق طموح. توجد حدود للمغامرة لكن لا حدود للطموح.
