spacer
باستخدامك موقع موقع فرفش تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
spacer
spacer
farfesh Twitter Page
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer

فادي نجار صاحب 'دوزان' يقدم لنا وصفة النجاح

راسلونا: news@farfeshplus.online

انه التناغم بين الذوق الرفيع، النغم الراقي والاكل اللذيذ، عمره اليوم خمس سنوات وعلى الرغم من ذلك فلقد تخطى مرحلة الابتائية بكل براعة ونجاح. "دوزان" اكثر من قهوة بكثير وزواره يعرفون تماما معنى هذه الجملة.

وراء نجاح مطعم ومقهى دوزان في جادة ابن غوريون في حيفا يقف شخص واحد لا شك انه مغامر ومثابر، فادي نجار هذا هو الاسم الذي يرتبط ارتباط وثيق باسم دوزان.. حدد الزمان ولا تحدد المكان فالمكان هو حتما دوزان..

فرفش: عرفنا بفادي اولا وكيف بدأت فكرة بدوزان؟

الانسان الذي يعيش بضائقة معينة يحب ان يتمرد

فادي: يسعدني ويشرفني ان اكون من الناس المختارين لهذه الزاوية، انا فادي نجار من مواليد حيفا، وادي النسناس، تربيت وترعرعت في الوادي حوالي 20 سنة، كنت اسكن مع اهلي في غرفة وانا الثاني في البيت مع اخ واختين، كل الفكرة اننا ترعرعنا بمنطقة فقيرة مزدحمة بالسكان.

لكن دائما الانسان الذي يعيش بضائقة معينة يحب ان يتمرد، وبهذا التمرد يمكن ان يصل وهذا تمرد ايجابي انا تمردت على وضعي فالانسان لا يمكن ان يبقى ويعيش بوضع مادي صعب وصعب ويبقى فقير لان الفقر لا يمكن ان يتعدى على الانسان لان الله اعطى الانسان قدرات وعقل ليتخطى الفقر.

لم يكن والدي يعملان وعندما قررت التمرد والخروج من الغرفة التي كنا نعيش فيها ستة اشخاص، عملت في النهار وتعلمت في الليل. في البداية، انهيت دراستي لموضوع التصميم المعماري وحصلت على لقب هندسي من التخنيون ثم انتقلت الى معهد شنكار وتعلمت تصميم الازياء بعدها انتقلت الى الفيتسو ودرست تصميم الديكور الداخلي.

صممت اول بيت ولقي استحسان وعمل ضجة كبيرة في حيفا. وأدركت أنه لكي أبني نفسي يجب ان اعمل بعملين او اكثر. والانسان يستطيع ذلك لاننا نملك 24 ساعة يوميا يمكن استغلالها بكثير من الامور الايجابية. رسمت لنفسي عدة أهداف وأولها كان شراء بيت لاهلي وبعدها قررت ان استقل وامتلك بيت خاص بي.

بدأت البحث عن مصادر رزق اقوى واكبر، في هذه الفترة كنت اعمل في تنظيم رحلات الى الاردن والقاهرة وشرم الشيخ وفي نفس الفترة تعرفت على صديقي يوسف نخلة وهو مدير عام لواحدة من انجح المصالح في الوسط العربي واكتشف بي امور لم اكن استطيع رؤيتها بنفسي رأى انني املك قدرة على التسويق. عملت معه حوالي سبع سنوات في مجال التسويق، بدات العمل في ثلاث بلدات ووصلت بفضل المثابرة الى كل الوسط العربي من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب اي ما يقارب 900 زبون. كنت اسوق 14 طن قهوة في الشهر.

في هذه الفترة كنا نجلس في اجمل مكان في هذا الحي وانا اعتبره صخرة الحي وهو مقهى فتوش، وديع صاحب المقهى انسان شجاع وهو اول من افتتح مقهى عربي للشباب والصبايا العرب.. كنت اتواجد بكثرة في فتوش وعندي شعبية كبيرة ومعارف كثر وعلاقات اجتماعية ممتازة وكلما كنت اجلس في فتوش كان يتجمع حولي اصدقاء كثر.

فادي تحاوره مراسلة فرفش سماح بصول

بعد ثلاث سنوات من قضاء الوقت في فتوش، وبعد انتفاضة اكتوبر ضاقت بنا الاماكن ولم يعد بامكانا ان نجلس في مقاهي الكرمل بسهولة او في اماكن اخرى نتيجة التعامل معنا وعدم مقدرتنا من التحدث بلغتنا بسهولة او سماع موسيقانا العربية. هذا الامر ضايقني جدا، وهكذا بدأت استنتج باني يجب ان افتتح مكان في هذا الحي يجيب على احتياجات كثيرين من الوسط العربي.

وكانت فكرتي افتتاح مقهى او مطعم يكون مكملا لفتوش الموجود، بدون ان تكون هناك منافسة سيئة انما منافسة شريفة مع تجديد. فقد لاحظت ان هناك عائلات لا مكان لها في الحي ولا يستطيع المقهى الموجود احتوائهم فقررت ان اعمل "اكثر من قهوة" وهذه الجملة ترافق شعار المقهى، الفكرة ان آتي بعائلات حيفا والشمال الى دوزان. أول شيء بحثت عنه عندما قررت افتتاح دوزان هو مكان واسع لكي احضر شريحة من المجتمع لم تكن تاتي الى هذا الحي لان الحي (الحي الالماني او جادة بن غوريون) كانت معروف كمكان للشباب والصبايا والطلاب الجامعيين فقط.

وهذا الامر ليس سيئا بالعكس لكن لا تزال هناك حاجة لاستقطاب باقي شرائح المجتمع من عائلات وازواج وشباب وان يجدوا هنا مقهى ومطعم بمستوى جورميه يقدم اكل ايطالي فرنسي وشرقي تعده الوالدة، والاهم من الطعام والشراب كان اللقاء بالمبنى نفسة.

عندما بدأت العمل على دوزان احترمت المبنى الذي بني عام 1870 وهذا امر يهمني جدا كمصمم معماري في البداية رممنا المبنى واعدت اليه طابعه الاصلي ولا يزال البلاط الاصلي والجسور الخشبية في السقف. ولم ارغب في ان يحوي اثاث عصري يستعمل يوميا في البيوت انما اثاث عمرة من عمر المبنى الاثاث الموجود هو ابن 80 حتى 120 عام احضرته من ايطاليا فرنسا، انجلترا والقدس العربية ومن بيوت حيفا القديمة. ويميز الاثاث اختلاف الواحد عن الاخر وهناك رسالة اود ايصالها في هذا الاختلاف انها تشبه الناس التي تجلس عليها واقصد ان اختلاف الناس وتنوعهم لا يعني انهم لا يستطيعون الانسجام معا وانا اؤمن ان اختلاف الناس يجمل الحياة ويجعل لقاءهم مثيرا اكثر ورسالتي الأخرى هي الاسم " دوزان" .

فرفش: متى تم افتتاح دوزان ولماذا اخترت هذا الاسم؟

دوزان.. التناغم والانسجام

فادي: في 2001/12/12، وقد كان من المفترض ان يفتتح دوزان بتاريخ آخر ولكن عندما أخبرت ام صديقة لي وهي الحاجة ام ماهر الصفدي انني سافتتح دوزان بعد يومين، قالت ان ليلة القدر ستكون في 12/12. وفكرت ان اؤجل الافتتاح الى موعد ليلة القدر فأنا انسان روحاني جدا واؤمن بالروحانيات في فترة شهر رمضان. هذا تاريخ يسعدني ويملا قلبي ايمان واحترام الاديان. وفي يوم الافتتاح دعوت كاهن الطائفة التي انتمي اليها وهذا برايي احد اسباب النجاح فان اجتماع الاديان والايمان والمحبة هو بمثابة شعلة تضيء للامام.

اما الاسم فقد بحثت عن اسم لا يتحدث عن طعام، لان الهدف الرئيسي ليس الطعام ولو كان هذا هدفي لما استثمرت ما يقارب 120 الف دولار لتصميم المكان. بالرغم أن ومع اسم فادي نجار كمسوق معروف كان بامكاني لفتتاح مقصف صغير ويلقى نجاح كبير بتكاليف أقل. لكن فكرتي هي اللقاء والجو والاسم، الاسم يجب ان يكون رنان فاخترت اسم موسيقي له علاقة بالشارع الذي اكتسب مكانته من الحديقة البهائية المحاذية ودوزان يقع في الوسط بين البحر والجديقة البهائية.

في البداية فكرت ان أسمي المكان نيروز، وهو عيد الربيع لدى البهائيين فشعرت ان الاسم لا يعني لي كثيرا وينقصه امر ما. بعدها كنت مع صديقي ايهاب الشيتي نبحث عن اسم في المنجد وكان ايهاب يقرأ فقرأ اسم دوزان وتابع، فطلبت منه التوقف وتكرير الاسم رسخ هذا الاسم برأسي. كنت ارغب في ان يكون الاسم سهل اللفظ لمتحدثي اللغات المختلفة ولم اشا ان يشوه غير العرب اسم المكان.

بالفارسية دوزان يعني التناغم والانسجام. وبالعبرية اذا قسمناه لكلمتين فسيكون "ثنائي النوعية" وهذا يناسب فكرتي في الحياة المشتركة لمختلف الناس.

اردت اسم له عدة ابعاد وعدة معاني، ولكني بعد خمس سنوات من النجاح لا زلت اسال في النهار عشرين مرة عن معنى الاسم دوزان وكذلك اللوجو (الشعار) الذي صممه اشرف فواخري، وهوعبارة عن استعمال لاحرف اللغة الانجليزية لكلمة عربية اما الخطوط والدوائر الموجودة فترمز لكيفية بناء الحرف العربي.

فرفش: بعد سنوات من العمل هل انت راض عن ما يقدمه دوزان؟

عانيت في فترة ما وانا اتعالى على رواسب الماضي

فادي: انا راض جدا عن دوزان واعرف انه امامي الكثير لاقدمه له، واكثر ما يرضيني بدوزان هو انه بيت ثاني يساهم في معيشة 24 بيت من طلاب جامعيين، ربات بيوت، طباخين، عمال نظافة وعاملي البار والخدمة. مساعدة طالب جامعي يعمل بجهد ويكسب مصروفة يريحني الامر جدا فقد عانيت في فترة ما وانا اتعالى على رواسب الماضي واحاول ان اساعد مجتمعي وشعبي.

اليوم انا اتعامل مع كبرى المؤسسات في حيفا والذين نقدم لهم الوجبات في دوزان في مناسباتهم المختلفة، مثل: البلدية، جنيرال الكتريك، جامعة حيفا، فيليبس، التخنيون، فيتسو وغيرها الكثير. انا ارغب في ان يعرف من يزور مطاعمنا ومقاهينا اننا نقدم الكثيرغير الحمص والفول، دوزان عمرة خمس سنوات وهو يعلو في السلم في كل عام..

فرفش: ما الذي يميز دوزان عن غيرة؟

فادي: يميزه اني موجود هنا يوميا واني اؤمن به، احب زبائني واقمت هذا المكان من اجلهم.. حاليا دوزان هو كل شيء بحياتي للسنة الخامسة رغم اني اعمل كمصمم ديكورات داخلية، دوزان مثل ابن بالنسبة لي، يسالونني لماذا لا افتتح فروع لدوزان؟! اعتقد انه لا يمكن، لان دوزان ليس قائمة الطعام فقط بل المكان ايضا بالاضافة الى اننا كل ليلة نسمع موسيقى كلاسيكية عربية ام كلثوم وفيروز وموسيقى غربية راقية. يميز دوزان ايضا احساس البيت الذي يمنحه لزبائنه فان استمرار دوزان ونجاحه هو وجود زبائن مخلصين يترددون عليه يوميا.

فرفش: هل المغامرة موجودة؟

فادي: المغامرة طبعا موجودة، وبالذات عندما اعطي للمشروع مبلغ هائل لكن المغامرة هي متعة الحياة وانا اؤمن بنفسي وبقدراتي واحب نفسي وحبي لنفسي يجعلني احب الناس واحب عملي. لو خسرت لكنت تعاملت مع الامر كانه الالم الذي يزيدنا قوة لاننا نعرف سببه، لا يوجد شخص ولد ناجحا. الانسان يصادف العثرات لكن عليه ان يكون شجاع ويتحدى الظروف ويضع امامه هدف مع مبادئ.

فرفش: لاي درجة يوجد ارتباط بين التصميم والمطعم؟

فادي: دوزان يجيب على هذا السؤال، دوزان فيه فن معماري، فن تصميم وقمة التسويق. وانا احرص ان اسوق دوزان بكل صدق. اذا قدمت قهوة تكون قهوة عربية اصلية واذا قدمت وجبة فرنسية تكون باعلى مواصفات المطبخ الفرنسي واذا كان اكل شرقي فالوالدة تحضره بنفسها وبنكهه مميزة يوميا. المطعم ليس فقط مجموعة طاولات وكراسي وطعام انا اريد ان اعطي الجو اولا ثم الطعام والشراب، انا اؤمن بالذي اسوقه حاليا، عندي ما يميزني عن غيري.

فرفش: توجد الكثير من المطاعم والمقاهي بجوار دوزان الا يخيفك هذا؟

دوزان هو روح والروح لا تقلد

فادي: انا على علاقة طيبة مع كل اصحاب المقاهي حولي واعرف اني مكان للتقليد. مع احترامي للجميع الا ان المقهى الوحيد الذي احبة غير دوزان هو فتوش لانهما يملكان روح واسلوب مميز وخاص. الامر لا يخيفني ابدا. انا اؤمن بكل تواضع، اننا في الحي مثل حديقة فيها الكثير ودوزان سيكون احد الاماكن التي ستعمق جذورها في الحي وتستمر.

وقد أخترت هذا الموقع لإقامة "دوزان" لانه يستقبل الزبائن بشجرتي زيتون وهذا يلائم روح وتصميم وفق نمط استقطاب الطاقات الايجابية، لذا امتلك صور قديمة لحيفا باصالتها، امتلك مكتبة متنوعة، واوفر معرضا للروسومات وانا اعود لاؤكد ان دوزان يوفر الثقافة والطعام.

يضايقني احيانا التقليد لكن دوزان هو روح والروح لا تقلد دوزان هو فادي وفادي لا يقلد!! لكن كلما زادت المقاهي فهذا سيجذب اشخاص اكثر للحي خاصة اذا كان يتميز الواحد عن الاخر وهذا يوفر التنوع للزبائن الذين يحتاجونه..

فرفش: الى اي درجة المنافسة تؤثر وهل تؤثر سلبا ام ايجابا؟

فادي: توجد منافسة في الحي لكنها لا تؤثر على دوزان ربما تؤثر ايجابا في انها تعطي فكرة جديدة. التفاصيل الصغيرة لا تبني نواة زبائن بل روح المكان وهدفي هو زبون للمستقبل البعيد.. انا اريد ان يكبر دوزان الى ما لا نهاية...

فرفش: انت ايجابي جدا حتى في الحديث عن المنافسة هل هذا الدواء الذي يجعلك تستمر؟

فادي: طبعا ايجابي، ودوائي هو ابتسامة ورضا الزبون ومتعته، احساس الزبون باهميته. المنافسة ايجابية وانا بكل تواضع لا ارى ان هناك غير "دوزان"، احترم جيراني لكن لا انشغل بغيري كي لا اخسر نفسي.



فرفش: اذا قررت شرب القهوة في غير دوزان الى اين تذهب؟

فادي: احب زيارة "فتوش" واحيانا احب مقاهي الكرمل كي اتمكن من شرب قهوتي بهدوء مع احد الاصدقاء، لاني لا اتمكن من الحصول على الهدوء الصباحي في دوزان فانا املك الكثير لافعله هنا.



فرفش: هل هنالك من ينافسك في الحي بالقائمة والاسعار والتصميم والخدمة؟

فادي: طبعا هنالك من ينافسني بدون ذكر اسماء. وانا مقتنع بانه لا ينافسني بل يقلدني..



فرفش: هل تعتبر نفسك الاصل؟

spacer
spacer
الاعلانات على مسؤولية اصحابها، ولا يتحمل موقع فرفش أي مسؤولية اتجاهها
spacer