spacer
باستخدامك موقع موقع فرفش تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
spacer
spacer
farfesh Twitter Page
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer

قصة (ملاك) في نيجيريا يدفع فواتير علاج المرضى بالسر

راسلونا: news@farfeshplus.online

ماذا سيكون شعورك لو لم تتمكن من دفع فاتورة علاجك في المستشفى وتم احتجازك رغم شفائك؟ لن ينقذك في هذه الحالة الا ملاك ترسله العناية الالهية، وهذا بالفعل ما يحدث لبعض المحظوظين في نيجيريا. الملاك النيجيري هو المستشار المالي "زيل أكرايواي" الذي يجاوز الأربعين بقليل. لا يملك جناحي ملاك بل لديه سيارة مرسيدس سوداء فخمة وهو مسيحي مؤمن يقول إنه يرغب بإثبات أن كل شخص عليه أن يفعل ما بمقدوره لمساعدة الآخرين.

يزور "زيل" المستشفى الحكومي بشكل دائم ويقدم له فريق الأخصائيين الاجتماعيين ما طلب منهم اعداده: "قائمة" مرتبة عليها أسماء المرضى الذين تم احتجازهم رغم تحسن حالتهم، لانهم لا يقدرون على دفع فواتير علاجهم بالمستشفى. يستمع "زيل" باهتمام لتعليقات الأخصائيين الاجتماعيين عن الأشخاص الذين سيلتقيهم.

 صورة رقم 1 -  قصة (ملاك) في نيجيريا يدفع فواتير علاج المرضى بالسر

بعض هؤلاء الأشخاص أرغموا على البقاء في المستشفى 6 أو حتى 8 أسابيع بعد إنهاء علاجهم. يقود الأخصائيون الاجتماعيون زيل إلى سرير مريض تلف فخذه ضمادات كثيفة. ينحني زيل مقترباً من المريض ويسأله بصوتٍ خفيض:"ما الذي حدث معك؟" فيجيب المريض الشاب الذي يعمل حلاقاً قائلاً إن شخصاً لا يعرفه أطلق عليه النار. يسأله زيل: وكيف ستدفع فاتورة المستشفى؟ فيرد أنه يدعو الله. يواصل زيل حديثه معه لمدة دون أن يسأله المريض عن هويته كما أن زيل لا يعر ف بنفسه. ثم ودون أن يسمع المريض، يتأكد زيل من قصته من طاقم التمريض. تبلغ فاتورة علاجه 250 دولاراً ويبدو أنه محظوظ فقد قرر زيل دفع الفاتورة. وفي وقتٍ لاحق من اليوم ذاته سيكون بمقدوره العودة إلى منزله.

ولا يتواصل زيل مع أي من الأشخاص الذين يساعدهم. ولا يرغب حتى في تلقي الشكر منهم. الا أن هناك شيئا واحدا يأمله في المقابل ألا وهو أن يقوموا ذات يوم برواية قصته: قصة الملاك الذي زارهم عندما كانوا عالقين بالمستشفى ودفع فواتير علاجهم ثم غادر. يقول زيل:" هذا هو السبب وراء إطلاق اسم "مشروع الملاك" على ما أقوم به. كن أنت الملاك الذي تأمل في مقابلته".

 صورة رقم 2 -  قصة (ملاك) في نيجيريا يدفع فواتير علاج المرضى بالسر

دفع فواتير علاج المرضى غير القادرين على دفعها هي واحدة من الطرق التي يعبر فيها زيل عن إيمانه المسيحي. ويقول إنه يرغب في البرهان على أن كل شخص بمقدوره أن يفعل شيئاً لمساعدة الآخرين. يقوم أصدقاء زيل وعائلته أيضاً بإعطائه المال من أجل مشروعه أما هو فيحتفظ بإيصالات الدفع في ملف أسود مرتب الى جانب تفاصيل كل المستفيدين من المشروع.

في عنبر النساء، أُخذ زيل لرؤية مريضة غائبة عن الوعي وتعتمد على انابيب الأكسجين في التنفس. وكانت قد تعرضت لسكتة دماغية حادة. يرغب العاملون الاجتماعيون أن يقوم زيل بدفع فاتورة علاجها كي يتسنى نقلها لوحدة العناية المركزة لتلقي علاج متخصص. هز زيل رأسه وتحرك بعيداً عن سرير المريضة.

 صورة رقم 3 -  قصة (ملاك) في نيجيريا يدفع فواتير علاج المرضى بالسر

خارجاً في الممر، انضمت اليه ابنة المرأة المريضة. سألها عن صحة والدتها. وبدا أنه حتى لو قام بدفع الفاتورة هذه المرحلة فلن يكون ذلك سوى خطوة أولى في طريق طويل جداً وقد لا تنجو المريضة في نهايته. تحدث زيل بلطف للابنة معرباً عن أسفه. ابتسمت وشكرته ثم عادت لمراقبة أمها.

دفع فاتورة علاج هذه المرأة كان سيعني كسر القواعد التي وضعها زيل بنفسه فهو عامةً لا يقدم المساعدة للحالات الجدية التي تتطلب علاجاً متواصلاً. فمشروع الملاك يقوم فقط بدفع فواتير أولئك الذين تعافوا وبإمكانهم العودة لبيوتهم على الفور. ومع ذلك يقر زيل بأنه يضطر أحياناً لتوسيع دائرة المستفيدين من المشروع.

 صورة رقم 4 -  قصة (ملاك) في نيجيريا يدفع فواتير علاج المرضى بالسر

فهو يتذكر جيدا المرأة التي ظلت تنزف طيلة أحد عشر شهراً بسبب حاجتها لعملية استئصال الرحم. قام زيل بدفع 400 دولار لاجراء العملية. وفي زيارة اليوم للمستشفى العمومي، هناك حاجة لمزيد من التوسيع. فمشروع الملاك قدم المساعدة لمريض يحتاج عملية لقرحة الساق ومن جانبه يرغب زيل في الاطلاع على التقدم في حالة طفلة في العاشرة من العمر تنتظر اجراء عملية أخرى في الأمعاء. وكان قد قام بدفع تكاليف علاجها حتى الآن كما سيواصل دفع فواتيرها لحين عودتها للبيت. وقد طمأنه العاملون الاجتماعيون بأن الطفلة تبلي بلاءاً حسناً. كان زيل قد التقى هذه الطفلة الصغيرة من قبل الا أنه لا يريد أن يراها مجدداً ويستذكر قائلاً: ان عينيها تشبهان عيني ابني.

اليوم، يزور زيل كل من هم في القائمة التي أمده بها الإخصائيون الاجتماعيون. توجه إلى المحاسب ودفع فواتير ثمانية أشخاص. العمل الخيري الذي يقوم به في المستشفى يجعله حزيناً على الدوام ويثير غضبه ازاء فشل الحكومة. يتمتع خمسة بالمئة فقط من السكان في نيجيريا بتأمين صحي. وتسود الشكوك بشأن نجاح أي برنامج شامل للتأمين الصحي وذلك بالنظر للتباين الهائل في الثروات وملايين الأشخاص الفقراء الذين سيتعين على الدولة تغطية اشتراكاتهم. ويبدو زيل وقد نفد صبره حيال الأمر فهو يقول:" كل أسبوع أرى بأم عيني عواقب عدم وجود تأمين صحي اجباري. الناس يموتون ويدفعون الثمن".

تعليقات الزوار   |  اضف تعليق

spacer
spacer
الاعلانات على مسؤولية اصحابها، ولا يتحمل موقع فرفش أي مسؤولية اتجاهها
spacer