أنواع الشاي كثيرة ومختلفة باختلاف الحضارات والثقافات. هذه العشبة تتميز بأنها تمتلك نكهات وأصناف متنوعة. يرجع موطن الشاي الأصلي إلى شرق آسيا، وتناول هذا المشروب تقليدٌ يعود تاريخه إلى عام 2737 قبل الميلاد. وفقاً للأسطورة، فقد وجد الإمبراطور الصيني شينونغ حينها أن الماء الساخن تحسن بشكلٍ كبير عندما سقطت ورقة جافة من نبات الشاي في فنجانه. منذ ذلك الحين، انتشرت عادة شربه في جميع أنحاء العالم. وتطورت وصفاته ومستحضراته على طول الطريق. تعرفوا في التالي إلى أنواع الشاي، وكيفية الاستمتاع بتناول كوبٍ منه حسب عادات بعض دول العالم.
1. شاي الطوارق في المغرب العربي: في المغرب يمكنكم شرب شاي الطوارق، المعروف أيضاً باسم شاي النعناع المغربي. وهو من أنواع الشاي التي تميز حضارة البلاد. يحضر هذا الشاي من النعناع، أوراق الشاي الأخضر والسكر. يتم سكبه في أكوابٍ رفيعة ورقيقة، ويقدم على ثلاث مرات للضيوف. وفي كل مرة تختلف النكهة قليلاً. ويقول المثل إن “أول كوب لطيف مثل الحياة، الثاني يشبه الحب، والثالث مرير كالموت”. ويعتبر رفض شرب أي من هذه الحصص الثلاث فظاظةً غير مقبولة.
2. شاي الهند الحار: تعتبر الهند من أكثر الدول المنتجة والمستهلكة للشاي بجميع أنواعه. وتشتهر بوجود أكثر من طريقة لتحضيره. وعلى الرغم من اختلاف أنواع الشاي والوصفات الإقليمية لتحضيره في الهند، إلا أن الشاي الحار يعد عنصراً أساسياً في الحياة اليومية. تمتزج أوراق الشاي الأسود مع التوابل مثل القرفة، الزنجبيل، جوزة الطيب، القرنفل، الهيل والفلفل. ويتم ارتشافه أثناء التنقل على الطريق، كما يقدم كنوعٍ من الضيافة للزائرين. وتوجد أكشاك بيع الشاي في كل شارعٍ في الهند. يقدم هذا المشروب في أكوابٍ صغيرة مصنوعة من الفخار. واعتبر البعض أن غبار هذه الأواني عنصر هام للحصول على المذاق الحقيقي.
3. طقوس شرب الشاي في الصين: حفل الشاي الصيني التقليدي عملية معقدة بشكلٍ لا يصدق. وتتضمن الطقوس وجود صينية، مصافي، ملقط، مناشف شاي، وصينية تخمير. هذا بالإضافة إلى أكواب رائحة، التي يتم استخدامها فقط لشم رائحة الشاي القوي والمر قبل تخميره، من قبل الضيوف المدعوين. بعد الانتهاء من الخطوات التي تميز تقاليد الشاي في الصين، يتم ترتيب الكؤوس في دائرة، والسكب من ارتفاع في حركة واحدة مستمرة وحولها حتى يمتلئ كل كوب. يجب على الضيوف إمساك الكوب والصحن المصاحب له، وتذوق النكهة ببطء.
4. الشاي المثلج في تايلاند: مع اقتراب الحرب الأهلية الصينية من نهايتها عام 1949، فر اللاجئون إلى تايلاند، حاملين معهم عناصر من الثقافة الصينية بما في ذلك تقليد الشاي. لكن ثقافة الشاي في تايلاند أصبحت فريدةً من نوعها مع تطور الشاي المثلج التايلاندي المتميز باللون الكهرماني أو Cha Yen. وهو مزيج من شاي سيلان أو أسام، مع السكر والحليب المكثف والتوابل مثل: يانسون نجمي، التمر الهندي، وزهر البرتقال. يقدم هذا الشاي المميز مع الثلج في كأسٍ طويل، وتتضمن بعض الوصفات إضافة الحليب.
5. شاي الضيافة في المملكة العربية السعودية: على الرغم من أن القهوة هي المشروب الساخن المفضل لدى السعوديين، إلا أن الشاي يلعب دوراً أساسياً في المناسبات العائلية والاجتماعية. تنص عادات وتقاليد المملكة على وجوب تقديم الشاي الأسود للضيوف في اللقاءات الودية والرسمية. لذلك عندما يزور السياح المنازل المحلية يجب أن يشربوا كوباً من الشاي للاعتراف بالضيافة. ويتميز الشاي السعودي بأنه أسود مخمر مع السكر، ويسكب في كوبٍ طويل نحيف ومملوء.
6. أنواع الشاي في مصر: يحظى الشاي بشعبيةٍ كبيرة في مصر. فهو المشروب الوطني للبلاد، ويحبه الجميع من مختلف فئات المجتمع. يوجد نوعان من الشاي في مصر بشكلٍ رئيسي، هما الشاي الكشري والشاي المغلي الصعيدي. يشرب الشاي الكشري عادةً في المنطقة الشمالية من البلاد. يضاف إليه النعناع حسب الرغبة، ويمكن تحليته بالسكر. أما الشاي الصعيدي فموجود في جنوب مصر، وهو شاي أسود للغاية له مذاق مر. يقوم الناس بمزجه مع سكر القصب لجعله أكثر حلاوة. ويفضل معظم الناس في مصر شرب شاي الكشري على الصعيدي لأن طعمه أفضل.
7. تقليد شرب الشاي في بريطانيا: تم تقديم الشاي في إنكلترا في القرن السابع عشر، لكن التقليد البريطاني الشهير لشرب الشاي بعد الظهيرة، استغرق ما يقرب من 200 عاماً أخرى. ويتم تقديم الشاي مع مجموعة مختارة من الكعك أو السندويشات الصغيرة. وكان هذا التقليد متبعاً من الطبقة العليا فقط، ثم انتشر في جميع أنحاء بريطانيا.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
