spacer
باستخدامك موقع موقع فرفش تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
spacer
spacer
farfesh Twitter Page
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer

إليكم قصص أشخاص محظوظين نجو من المستحيل!

راسلونا: news@farfeshplus.online

قد يبدو ما تراه في الصورة البارزة أعلاه لقطة لا تظهر إلا في أسوأ كوابيس المرء قبل دقائق من استيقاظه وهو يتعرق بشدة مرعوبًا، غير أن هذه اللحظة المرعبة كانت بعيدة كل البعد عن كونها مجرد كابوس سيئ بالنسبة للسائح الأمريكي (كريس غورسكي)، الذي وجد نفسه مضطرًا للتشبث بالحياة بكل ما أوتي من قوة بينما راحت الطائرة الشراعية التي كان سيسقط منها في أي لحظة تحلق فوق الجبال والصخور الحادة، وذلك بعد أن نسي المشرف على هذه الرحلات إحكام ربطه بهيكل الطائرة بالشكل اللازم. وهو ليس الشخص الوحيد الذي نجى من حوادث مميتة تكاد النجاة منها تكون مستحيلة، وذلك بالضبط ما أتيناك به في المقال هذا: قصص أشخاص محظوظين نجو من المستحيل ليقصوها علينا، تابع معنا القراءة:

1. داني بالتش

 صورة رقم 1 - إليكم قصص أشخاص محظوظين نجو من المستحيل!

إذا كنت تبحث عن مغامرة خطيرة، فإن التخييم بالقرب من بركان نشيط هو بالتأكيد طريقة جيدة للسهر على حصولك على ما تتمناه. في سنة 1980، كان (داني بالدج) وصديقه (بريان توماس) يخيمان بالقرب من جبل (سانت هيلين) عندما استيقظا مرعوبين على الساعة الثامنة والنصف صباحًا على إثر صوت صاخب للغاية، وعندما نظر الصديقان خارج خيمتيهما كانت أسوأ مخاوفهما قد أصبحت حقيقة: كان ثوران البركان يتجه صوبهما. هرع الصديقان للنجاة بحياتهما واتجها أسفل الجبل باتجاه الأشجار، وهنا ضربت موجة حر شديدة وكتلة هائلة من الرماد البركاني والطين والجليد (بالدج) فأسقطته الصدمة أرضًا، في هذه الثواني القليلة، اتجه جسمه من قريب إلى التجمد إلى قريب إلى التفحم بينما راحت الحرارة الشديدة تذيب الجلد عن أصابعه.

راح (بالدج) ينادي على صديقه (توماس) الذي اختفى، ثم تمكن بطريقة ما من الوصول إلى النهر حيث خفف من وطأة الحروق التي كانت تغطي جسمه. عندما واصل بحثه عن صديقه، أخذ يشق طريقه بين الأشجار الساقطة والمتفحمة، وفجأة شعر بذراع تلمس كتفه من الخلف فاستدار ليجد صديقه (توماس) تحت أنقاض الأشجار، كان (توماس) يعاني من كسر على مستوى الخصر، غير أن (بالدج) كان قادرًا على سحبه من تحت الأنقاض، قبل أن تخيم غيمة الرماد البركاني على المنطقة وتحول النهار ليلًا. لم يكن كلا الرفيقين قادرًا على الرؤية أبعد من بضعة سنتمترات بسبب كل ذلك الظلام والرماد البركاني.

بشكل مثير للدهشة، كان شخصان آخران يخيمان في المنطقة وهما (بروس نيلسون) و(سو روف)، عندما ثار البركان ووقع ناظريهما على (توماس) و(بالدج)، هرعا لمد يد المساعدة، وتعاون الجميع على حمل (توماس) إلى ما تبقى من كوخ قديم، حيث وضعاه في سرير تقليدي من صناعتهم، وتركوه هناك ثم خرجوا للبحث عن المساعدة. في نهاية المطاف، تم رصدهم على الساعة السادسة مساءًا من طرف طائرتين مروحيتين، غير أن (بالدج) لم ينس صديقه (توماس) وحدد موقعه على الخريطة لرجال الإنقاذ الذين عثروا عليه ونقلوه جوا إلى أقرب مستشفى. أسوأ جزء من هذه القصة هو أن (بالدج) كان ينوي الذهاب إلى الشاطئ في ذلك اليوم قبل أن يقنعه (توماس) بالعدول عن رأيه والذهاب للتخييم بالقرب من البركان.

2. هيلين كلايبين

 صورة رقم 2 - إليكم قصص أشخاص محظوظين نجو من المستحيل!

في سنة 1963، قررت (هيلين كلايبن) التي كانت قد بلغت عامها الواحد والعشرين آنذاك الذهاب في رحلة عل ها تعيش مغامرة العمر. غادرت مدينتها الأم (بروكلين) في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الذهاب إما إلى الهند أو هونغ كونغ، ومن أجل ذلك كان يتعين عليها الوصول أولا إلى سان فرنسيسكو، مما كان يعني الذهاب على متن الطائرة إلى (وايتهورس) عاصمة منطقة (يوكون). لم تكن (كلايبين) تملك الكثير من المال، لذا قررت الطيران على متن طائرة صغيرة ذات محرك واحد يقودها ربان هاوٍ يدعى (رالف فلوريس) ذو الواحد والأربعين عامًا. انطلقت الطائرة في الرابع من فبراير سنة 1963، وبعد وقت وجيز من الإقلاع وجد الربان (فلورس) نفسه في مواجهة عاصفة ثلجية، لذا قرر التحليق بالطائرة فوق الغيوم، وبعد فترة نزل من تحت السحاب متوقعا رؤية الطريق السريع في ألاسكا ليتفاجأ بقمم الجبال والأشجار العالية، فتحطمت الطائرة فوق قمة أحد الجبال بالقرب من الحدود التي تفصل بين (يوكون) و(كولومبيا البريطانية).

نجا المسافران بأعجوبة من حادثة التحطم تلك، غير أنهما لم يخرجا منها سالمين تمامًا، حيث عانت (كلايبين) من كسر في الذراع الأيسر، بينما عانا الربان (فلوريس) من كسر على مستوى الفك السفلي، ووجدا نفسيهما عالقين في البراري المتجمدة في درجة حرارة تصل حتى -42 درجة مئوية. كان الغذاء الذي يملكانه قليلا لا يتعدى بضعة علب من السردين والتونة وسلطة الفواكه وعلبة من البسكويت المملح وبعض أقراص الفيتامينات. لم تكفهما هذه المؤونة لأكثر من 10 أيام، فأُجبرا بعدها على إعداد "حساء الثلج المذوب". قبل هذا، كان الثنائي قادرًا على إعداد ملجأ لهما من خلال قطع من حطام الطائرة، واستخدما كذلك الوقود من خزان الطائرة لإشعال النار بغرض التدفئة ليلًا.

في نهاية المطاف، عثر (فلورس) على غصن شجرة يابس فخطط بواسطته في الثلج عبارة SOS "أنقذوا حياتنا" عملاقة، كما رسم بالقرب من العبارة سهمًا يشير إلى مخيمهما التقليدي. بعد مضي 49 يومًا عن حادثة التحطم، رصدهما طيار محلي يدعى (تشارلز هاميلتون) كان في رحلة جوية لنقل بعض المؤونة لإحدى المدن القريبة من المنطقة بعد أن رأى عبارة النجدة، فقام بإنقاذهما. توفيت (كلايبين) في سنة 2018 عن عمر 76 سنة غير أن قصة نجاتها المذهلة استمرت من خلال كتاب ألفته ونشرته سنة 1964 بعنوان Hey! I Am Alive "هاي! أنا على قيد الحياة".

3. جوليان كابكي

 صورة رقم 3 - إليكم قصص أشخاص محظوظين نجو من المستحيل!

في عشية عيد الميلاد لسنة 1971، كانت (جوليان كابكي) التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 17 سنة على متن رحلة جوية فوق الغابة المطيرة البيروفية بصحبة والدتها عندما اتخذت الأمور منحى سيئًا. حل قت الطائرة داخل عاصفة رعدية قاتمة جعلت هيكلها يهتز بشدة قبل أن تنطفئ جميع الأنوار وتسقط الطائرة سقوطًا رأسيًا حرًا. أغلقت (كابكي) عينيها وسدت أذنيها بإحكام لكي لا تسمع صراخ وعويل المسافرين المذعورين والدوي الصاخب الصادر عن محركات الطائرة، ثم فجأة توقف كل شيء بعد أن تفككت الطائرة في السماء على ارتفاع كيلومتر ونصف عن سطح الأرض، فوجدت (كابكي) نفسها تسقط سقوطا حرا وهي مربوطة إلى مقعدها في الطائرة.

فقدت (كابكي) وعيها دقائق قبل الارتطام بالغطاء الغابي الكثيف للغابة المطيرة تحتها. بعد استفاقتها في اليوم الموالي، أدركت (كابكي) أنها كانت وحيدة بالكامل وأنها كانت الناجية الوحيدة من حادثة التحطم تلك، غير أن محنتها لم تنته بعد، حيث كانت تعاني من كسر في عظم الترقوة إلى جانب جروح عميقة على مستوى الساقين. تمكنت (كابكي) من السير إلى غاية الوصول إلى جدول مائي فراحت تتبعه هائمة لوحدها في الأدغال على مدى عشرة أيام قبل أن تعثر على درب يؤدي إلى كوخ صغير بجانبه محرك قارب ودلو من البنزين، فاستخدمت بعضا من البنزين على جرح ملتهب في كتفها، ثم نامت داخل الكوخ لتستيقظ في صباح اليوم الموالي على إثر صوت رجلين محليين.

عند رؤيتها لأول مرة، اعتقد الرجلان في البادئ أن (كابكي) إلهة المياه التي وردت قصتها في أسطورة محلية، وبعد أن شرحت لهما قصتها باللغة الإسبانية، قام الرجلان بعلاج جروحها واصطحباها إلى المستشفى حيث تلقت العلاج الملائم، قبل أن يتم نقلها إلى والدها. سردت (كابكي) قصتها المثيرة سنة 2000 في وثائقي بعنوان "أجنحة الأمل" من إخراج (وارنر هيرزوغ)، ولسخرية القدر، كان هذا المخرج قد حجز لنفسه تذكرة على متن نفس الطائرة المشؤومة قبل أن يعدل عن قراره ويقرر عدم ركوبها في آخر لحظة.

4. داني بينار

 صورة رقم 4 - إليكم قصص أشخاص محظوظين نجو من المستحيل!

في سنة 1998، كان (داني بينار) طالبا باحثًا في مجال سلوكات حيوانات وحيد القرن البيضاء في جنوب إفريقيا، غير أن هذه الفرصة التي لا تتاح لطالب في مجاله إلا مرة في العمر كادت تنتهي بنهاية مأساوية في أحد أيام الثلاثاء في شهر يناير. في مساء ذلك اليوم المشؤوم، قرر (بينار) الخروج لتقفي آثار حيوانات وحيد القرن دون إخطار زملائه الطلبة بوجهته المقصودة، فقادته رحلته تلك إلى مياه أحد الجداول الصغيرة، وهناك رأى (بينار) شيئًا بنيا وطويلا يسبح في المياه قبل أن يشعر بحرقة أسفل ركبته، وبعد أن نظر إلى مكان الحرقة وجد أربعة ثقوب زرقاء مائلة للون البنفسجي وقطرة من الدم. تأكدت أسوأ مخاوفه عندما رأى الجرح وأدرك أنه تعرض للدغة أفعى المامبا السوداء.

يشتهر سم أفعى المامبا السوداء بكونه سريع الفعالية، حيث يتسبب في إيقاف الجهاز العصبي للضحية والتسبب لها في شلل تام، وبدون أي علاج في أسرع وقت ممكن يموت معظم ضحايا أفعى المامبا. أدرك (بينار) أن فرصته الوحيدة في النجاة تتمثل في عودته السريعة إلى سيارته ومحاولة قيادتها عودة إلى البلدة الرئيسية حيث يتواجد زملاؤه، والمشكلة أن المسافة كانت بعيدة جدا. على الرغم من محاولته وضع ضمادة لوقف تدفق الدم لمنطقة اللدغة، كان السم قد بدأ يستحوذ على جسمه حيث بدأ يشعر بالدوار وبدأت الرؤية لديه تضطرب ونبضات قلبه تتسارع. بعد أن تمكن بصعوبة من الوصول إلى سيارته، قام بقيادتها على الطريق الرئيسي المؤدي إلى البلدة بسرعة 140 كيلومتر في الساعة إلى أن رأى سيارة أخرى فقام بإجبارها على التوقف، فنقله أصحابها إلى المستشفى، وبحلول الزمن الذي وصل فيه إلى قسم الاستعجالات كان (بينار) غير قادر على الابتلاع أو التحدث، حيث بدأ يصاب بالشلل التام. بعد أن قضى بضعة أيام في غرفة الإنعاش، غادر (بينار) المستشفى مع ندبة اللدغة في ساقه وقصة مثيرة ليقصها لبقية حياته.

5. بون ليم

 صورة رقم 5 - إليكم قصص أشخاص محظوظين نجو من المستحيل!

عندما بدأ (بوم ليم) الصيني الأصل يعمل مضيفًا على متن السفينة البريطانية (إس إس بين لوموند)، التي كانت تبحر من (كايب تاون) في جنوب إفريقيا إلى (سورينام) في أمريكا اللاتينية خلال زمن الحرب العالمية الثانية، ربما لم يخيل له أبدًا أن تلك الرحلة ستجبره على إحراز رقم قياسي عالمي مازال صامدا إلى اليوم، في فئة أطول مدة يقضيها شخص تائها في البحر لوحده. في سنة 1942، رصد قارب (يو بوت) ألماني السفينة التي كان (بون ليم) يعمل على متنها على بعد 750 ميلا شرق الأمازون، فضربها بزوج من الطوربيدات ما أدى إلى إغراقها في غضون دقيقتين لا أكثر. حدث الأمر بسرعة كبيرة لدرجة أن معظم طاقم السفينة غرق مع الحطام، ومن بين طاقهما الذي كان يتكون من 55 رجلا، كان الناجي الوحيد هو (بون ليم).

بينما كانت السفينة تغرق، ارتدى (بون ليم) سترة نجاة وقفز في المياه قبل أن تنفجر محركاتها. بعد تيه بدون عنوان لمدة ساعتين تقريبًا، شاهد (ليم) طوفًا عائمًا صغير الحجم فسارع بالتوجه إليه والصعود على متنه. وجد (بون ليم) على متن الطوف بعض المؤونة حتى وإن كانت قليلة، والتي تضمنت بعض البسكويت المجفف، و40 لترًا من مياه الشرب، وكيسًا من مكعبات السكر، وبعض الشوكولا، ومصباحًا كهربائيًا يدويًا، غير أن ذلك الغذاء لم يدم لفترة طويلة، واضطر (ليم) للارتجال والتكيف مع الوضع من أجل النجاة والاستمرار.

فاستخرج سلكًا معدنيًا من داخل المصباح الكهربائي اليدوي وصنع خطاف صيد سمك بواسطته، فقام بوصله بنهاية خيط ليف لاصطياد السمك، كما صنع سكينا تقليديا من علبة البسكويت القصديرية استخدمه لقتل الطيور البحرية واستخدامها كطعم لاصطياد أسماك القرش الصغيرة. وقد كان (ليم) يقوم بكل هذه الأمور وهو لا يجيد السباحة! في الواقع كان يربط نفسه بالطوف حتى لا يحيد عنه إذا ما حدث وسقط منه. قضى (بون ليم) 133 يومًا يهوم في البحر لوحده حتى عثر عليه قارب صيد أسماك برازيلي في الخامس من أبريل سنة 1943 وأنقذه. خسر (ليم) في محنته تلك 10 كيلوغرامات من وزنه، وكان بالكاد على قيد الحياة عندما عُثر عليه، وعندما سؤل عن رأيه في كونه قد أحرز رقما قياسيًا، كان جوابه بأنه يأمل أن لا يضطر أحد على تحطيمه.

6. كريس غورسكي

 صورة رقم 6 - إليكم قصص أشخاص محظوظين نجو من المستحيل!

إذا كنت من مدمني تدفق الأدرينالين في الدم، فإن الطيران الشراعي قد يكون الوجهة المناسبة لك، غير أننا متأكدون أنك بعد قراءة هذه الفقرة ستفكر مرتين قبل اتخاذ قرارك. هذا الرجل الذي تشاهده في الصورة أعلاه يتشبث يائسا بهيكل الطائرة الشراعية حتى لا يسقط من على ارتفاع شاهق هو بائع قطع غيار السيارات من ولاية فلوريدا الأمريكية يدعى (كريس غورسكي).

في سنة 2018، كان (غورسكي) يقضي عطلته السنوية في سويسرا عندما قرر تجربة الطيران الشراعي لأول مرة في حياته، وكان يجهل حينها أن ذلك كاد يكون آخر شيء يفعله في حياته. المشكلة هي أن مدرب (غورسكي) نسي أمرا مهما للغاية وهو ربط (غورسكي) بالطائرة الشراعية، وبعد الإقلاع من جرف جبل على ارتفاع 1200 متر، كاد (غورسكي) يسقط على الفور لأنه لم يكن هناك من شيء يربطه بهيكل الطائرة، غير أنه تشبث بإحدى عارضات الهيكل وظل على تلك الحال لمدة دقيقتين و14 ثانية، شعر وكأنها مدة دهر من الزمن لشدة المعاناة التي مر بها. حاول قائد الطائرة الشراعية يائسًا التحكم فيها بذراع واحدة والتشبث بـ(كريس) بالذراع الأخرى والهبوط به إلى بر الأمان. لحسن الحظ تمكن الإثنان من الهبوط بسلام، ونجا (غورسكي) بأعجوبة من الموت، غير أنه خرج من محنته تلك مع كسر في المعصم وتمزق في عضلة الذراع بسبب التشبث لمدة طويلة.

7. كوتو شاو

 صورة رقم 7 - إليكم قصص أشخاص محظوظين نجو من المستحيل!

إن هجمات الحيوانات ليست أمرًا مسليًا بدون شك، وإن كان هناك من مخلوق على الأرض قد لا ترغب في العبث معه فهو الدب القطبي الذي يزن 200 كلغ. في شهر سبتمبر من سنة 2003، كان (كوتو شاو) البالغ من العمر 46 سنة يعمل دليلًا ضمن بعثة صيد في براري كندا عندما اتخذت الأمور منحا سيئًا للغاية في الساعات الأولى من الصباح. استيقظ (شاو) وقائد بعثة الصيد ليكتشفوا بأن سقف خيمتهم تعرض للتمزيق بينما كانوا نائمين، في البادئ بدا وكأن الخيمة امتلأت بالثلج، لكن بعد أن أمعنوا النظر اكتشفوا أن ما اعتقدوه ثلجًا كان في الواقع فروا أبيضًا خاصًا بدب قطبي. بدأ الجميع فجأة بالهرب بأقصى سرعة ممكنة، وبعد أن فشل (شاو) في العثور على سكينه في الخيمة فر هاربًا هو الآخر، بعد عدة لحظات تعثر على حجر وسقط ليهاجمه الدب بعدها.

قام الدب بجر (شاو) إلى حافة الجرف وكاد يلقي به في المحيط في الأسفل، ثم هب لتحطيم جمجمته بواسطة غرس أنيابه البارزة فيها بعد أن ثبت مخالبه في ظهره، وهنا تدخل أحد أعضاء البعثة بعد أن جلب بندقية الصيد خاصته، وأطلق منها رصاصتين أصابتا الدب مردياً إياه في عين المكان. مما يثير الدهشة أن (شاو) لم يفقد الوعي أبدًا، وعندما وصلوا به أخيرًا إلى مصلحة الاستعجالات، استخرج الجراحون حفنة من الرمال من المنطقة التي تخثر بها الدم في جمجمته بعد أن تعرضت للعض من طرف الدب، وقد كانت تلك الرمال هي ما حال دون إصابته بنزيف حاد يودي بحياته، حيث سد ت الجراح ومنعت الدم من النزيف. بعد 13 ساعة من العمليات الجراحية المتواصلة، غادر (شاو) غرفة الإنعاش وصار يلقب بـ"رجل الدب القطبي".

8. كريس ليمونز

 صورة رقم 8 - إليكم قصص أشخاص محظوظين نجو من المستحيل!

في شهر سبتمبر من سنة 2012، كان (كريس ليمونز) يعمل في بحر الشمال في مجال إصلاح آبار النفط، فكان يغوص من سفينته التي تحمل اسم (بيبي توباز) إلى عمق البحار لإصلاح وصيانة آبار النفط المغمورة تحت البحر داخل آلة غطس صغيرة. في أحد الأيام المشؤومة، تم إنزال (كريس) إلى عمق 91 مترًا في آلة الغوص الصغيرة إلى جانب زميله (دايف يوسا) و(دنكان ألكوك) من أجل إصلاح أحد أنابيب بئر نفط في حقل (هنتينغتون)، وقد كادت هذه لتكون رحلة لن يعود منها ولن يرى بعدها البر. خلال أعمال الإصلاح والصيانة، سمع (كريس) صوت إنذار في جهاز التحكم الخاص بالغطس، مما كان يعني الخروج من المياه في أسرع وقت ممكن والعودة إلى آلة الغطس، وما كان الرجال يجهلونه هو أن عطلاً ما في حاسوب السفينة المسؤول عن جعلها ترسو في مكانها جعلها تبحر بعيدا عن نقطة الغطس، ثم حدثت الكارثة عندما التف حبل النجاة الخاص بسترة غطس (ليمونز) حول أحد أعمدة بئر النفط.

لا يعمل هذا الحبل -الذي يسمى بالحبل السري أيضًا- على سحب الغطاسين إلى خارج المياه فقط، بل يمدهم بالأكسجين والمياه الدافئة التي تبقي على ستراتهم دافئة بما فيه الكفاية، ناهيك عن إمدادهم بالطاقة الكهربائية والإنارة. مع كون سفينة الغطس التي تزن 4000 كلغ تسحب الجميع في الاتجاه المعاكس، حدث ما لم يكن بالحسبان وانقطع الحبل السري الخاص بـ(ليمونز). لم يتبق في سترته سوى دقيقتان من الأكسجين فبذل قصارى جهده ليطفو إلى سطح البحر، وكانت أبعد نقطة وصل إليها قبل أن يغمى عليه جراء انعدام الأكسجين هي سقف هيكل بئر النفط.

فعل زملاء (ليمونز) كل ما كان في وسعهم من أجل العثور عليه، وكانوا عند بحثهم عنه يعرفون جيدا أنهم كانوا بصدد البحث عن جثة، لأنه كانت قد مضت 30 دقيقة على انقطاع الأكسجين عنه، فعثروا عليه على سقف هيكل البئر مغمى عليه. بعد أن عادوا به إلى السفينة وأجروا عليه التنفس الاصطناعي، تفاجأ الجميع بكونه استعاد وعيه وهو على قيد الحياة، والفضل في كون دماغه لم يتضرر جر اء الحرمان من الأكسجين يعود للأكسجين المشبع الذي كان يتنفسه قبل أن يغمى غليه، حيث غمر أنسجته وخلاياه بالهواء الضروري مما مك نه من النجاة. في غضون ثلاثة أسابيع من الحادثة، تعافى (ليمونز) وشفي تماما، وبعد وقت ليس بطويل عاد إلى مزاولة عمله من جديد.

9. كوليدج وينست

 صورة رقم 9 - إليكم قصص أشخاص محظوظين نجو من المستحيل!

من خلال قراءتك لهذه الفقرة، ستدرك أن الأمان مبدأ نسبي، وأنك لن تكون أبدًا في مأمن حتى وإن كان المكان الذي تتواجد فيه مرحاضًا! (كوليدج وينست) عامل نظافة متقاعد يبلغ من العمر 75 سنة ومعطوب حرب من زمن الحرب العالمية الثانية، ظل يعيش في نفس المنزل الذي ترعرع فيه في الجنوب الغربي لولاية فيرجينيا الأمريكية لمعظم حياته. تكمن المشكلة في أن المنزل الذي كان يعيش فيه لم يكن مجهزًا بمرحاض داخلي، وكان يتعين على قاطنيه الخروج إلى حفرة مرحاضية قريبة بناها (وينست) سنة 1950 لقضاء حاجتهم، وهو الأمر الذي واضب (وينست) على القيام به معظم حياته، وطوال هذه المدة لم يكلف الرجل نفسه عناء إلقاء نظرة عليها أو إجراء أعمال صيانة عليها.

في أحد أيام شهر أغسطس الحارة من سنة 2000، وبينما كان (وينست) يقضي حاجته في الحفرة المرحاضية خارج منزله مثلما جرت عليه عادته، اهترأت الألواح الخشبية القديمة التي شكلت أرضية المرحاض لدرجة انهارت تحت قدميه فسقط تباعًا إلى عمق الحفرة المليئة بالفضلات والحشرات. لحسن حظه تمكن من الطفو فوق كل ذلك الكم الهائل من الفضلات المتراكمة بفضل ألواح الأرضية الخشبية التي سبقته في السقوط. ولسوء حظه كان (وينست) يعاني من شلل جزئي بسبب أزمة قلبية أصابته في السابق وكانت إحدى ساقيه مبتورة، فعلق داخل الحفرة وبقي عاجزًا عن الخروج منها.

بمرور الأيام، كان ساعي البريد الذي يبلغ من العمر 17 سنة هو الشخص الوحيد الذي كان يزور منزل (وينست) بصورة دورية، فلاحظ في إحدى المرات أن البريد أخذ يتراكم بشكل مثير للريبة داخل صندوق البريد خاصته، فأخذ يتحرى الموضوع وهنا اكتشف سقوط (وينست) في الحفرة المرحاضية بعد أن سمع صرخات النجدة صادرة منها. استدعى ساعي البريد رجال الإسعاف الذين أخرجوا (وينست) من معضلته بعد قضائه ثلاثة أيام كاملة هناك.

تعليقات الزوار   |  اضف تعليق

spacer
spacer
الاعلانات على مسؤولية اصحابها، ولا يتحمل موقع فرفش أي مسؤولية اتجاهها
spacer