رغم ان مجتمعنا العربي المحلي ما زال خاضعا في كثير من ميادين حياته "للسيادة الذكورية "كما هي حال المجتمعات العربية قاطبة - الا انه لا يمكن اغفال حقائق تحمل بشائر باتجاه تغيير الاحوال، على طريق المساواة بين النوعين. فمثلا نجد ان نسبة الجامعيات العربيات في مجتمعنا تفوق(ولو بقليل) نسبة الجامعيين، وكذلك الامر بالنسبة لكوادر المربين في المدارس الابتدائيه. كما ان نسبة لا باس بها من النساء العربيات على استعداد للانخراط في سوق العمل لو توفرت لهن الفرص .
السيدة تمام شلش
الا ان الثغرة الاوسع للحضور النسوي تتمثل في الغياب الصارخ عن ميدان العمل السياسي والحزبي عموما، وعن المشاركة المباشرة، وبفعالية، في السلطات المحلية، والاسباب كثيرة، منها ما هو مفهوم وربما مقبول، لكن عنصر المبادرة من قبل النساء انفسهن، ما زال منقوصا .
ومع اقتراب موعد انتخابات السلطات المحلية في بلادنا نلتفت حولنا، فلا نجد في عضوية هذه السلطات سوى عدد لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة، في حين ترشح عدد قليل جدا(يجب القول) للسلطات القادمة.
وفيما يلي ثلاثة نماذج لسيدات عربيات تقترن اسماؤهن بالعمل المحلي ، واحدة في عضوية السلطة المحلية في بلدتها (عرابة)، واثنتان مرشحتان لمنصبين متفاوتين (في تل ابيب - يافا وفي عكا )..
عربية لرئاسة بلدية تل ابيب يافا
السيدة اسماء اغبارية
مراسل "فرفش" التقى مع السيدة اسماء اغبارية المرشحة العربية الاولى لرئاسة وعضوية بلدية تل ابيب –يافا وسالها عن دوافع ترشيحها فاجابت :" نحن في حزب "دعم" العمالي نخوض الانتخابات لرئاسة وعضوية تل ابيب –يافا لاول مرة من اجل العمل على تحقيق هدفين اساسيين : الاول تحقيق المساواة بين العرب واليهود والثاني العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة الفقر والبطالة، وايجاد حلول لمشاكل السكن وتوفير فرص العمل - وبالذات للمواطنين العرب "
وتحدثت اغبارية عن ردود الفعل حول ترشيحها فوصفتها بانها ايجابية من كلا المجتمعين - العربي واليهودي "لاننا نسعى للتغيير الجذري ، واعتقد ان ترشيح سيدة عربية لرئاسة قائمة مشتركة من العرب واليهود امر فريد من نوعه وسابقة جديدة ".ووصفت اغبارية قائمتها بانها اممية تجمع عناصر من الشعبين تؤمن بالعدالة واهمية النضال من اجل المساواة " بخلاف باقي القوائم التي هي اما يهوديه صرف او عربية، بينما نحن منفتحون على الجميع ".
"شو بدك بوجع الراس"!
وفي حديث خاص اجراه مراسل "فرفش" مع السيدة تمام شلش ، أول عضوة في مجلس عرابة المحلي قالت:" منذ بدايات وعيي وانا ناشطة في صفوف الجبهة في بلدتي ، لكنني عندما قررت خوض العمل البلدي من خلال السلطة المحلية لم الق تشجيعا من قبل كثير من الناس ، ولا اعرف لماذا ، فمنهم من اعترض قائلا : شو بدك بهالشغلة، وكلام من هذا القبيل" .
واضافت السيدة شلش:" خلال عضويتي في المجلس المحلي لم استطع ان انجز الكثير كوني في المعارضة ،لكن الانجاز الذي افتخر به هو ترشيح سيدة اخرى في عرابة في احدى القوائم واعتقد ان تجربتي كانت حافزا قويا لتكرار التجربة بالرغم من العقلية الذكورية التي يتماشى معها الرجال والنساء على حد سواء،في مجتمعنا وانني في الحقيقه لا افكر حاليا في ترشيح نفسي للانتخابات الوشيكة ،لكن هذا لا يعني انني لا اريد ترشيح نفسي في المسقبل "!
"لمكافحة ظاهرة الزواج المبكر"
السيدة ريم حزان
وفي عكا ترشحت الشابة ريم حزان، وهي ناشطة سياسية نسوية، في منتصف العشرينات من عمرها، لتحتل المكان الثاني(المضمون – كما يرجح) في قائمة الجبهة لانتخابات البلديه .
وفي حوار اجراه معها مراسل فرفش قالت ريم ان ترشيحها في هذ الموقع يهدف الى " احياء روح جديده في عروق البلد وخلق طاقات جديده من منطلق ايمان الجبهة بضرورة ايجاد حلول للمشاكل المختلفة في عكا ومنها التسرب من المدارس وهبوط معدلات البجروت ومكافحة ظاهرة الزواج المبكر لدى الفتيات والعديد من القضايا الملحة التي تكمن اهم اسبابها في انعدام المراكز الثقافية في المدينة والنشاطات والفعاليات التثقيفية ".
واضافت المرشحة الشابة انها تشعر بالاعتزاز والثقة بالمستقبل وبنجاحها في مهامها المقبلة "نظرا لكوني اعمل في الجمعيات التي تتابع قضايا ومشاكل الناس، والمرأة بشكل خاص.
وانا ناشطة سياسية منذ الصغر والعمل في هذا المجال ليس غريبا ولا صعبا علي وانا متحمسة للمسؤوليات المقبلة لتقديم كل ما ما بوسعي وتنظيم برامج ارشاديه وكل ما يلزم من جهد".
