جاءت دراسة حديثة لتُبَي ِن أن الحميات التي تقتصر على مشروبات مخفوقة وحساء هي أكثر فعالية من أنواع الريجيم التي تنصح بها جهات صحية حول العالم لمرضى السمنة. وكانت النظرة السابقة هي ان دايت السوائل ومشروبات ال "سموذي" والحساء هو من الحميات العابرة ولا جدوى منها لإنقاص الوزن. والمعروف أن السمنة، أي ارتفاع مؤشر كتلة الجسم عن 30، يعني أن الشخص البدين يكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. بالإضافة الى أن وجود دهون زائدة في الجسم يعتبر أحد أبرز أسباب المرض والوفيات، حسب منظمة الصحة العالمية، والحل هو فقدان الوزن بشكل كبير.
وقال الباحثون الذين أشرفوا على تلك الدراسة الجديدة، التي نشرت مؤخراً بالمجلة الطبية البريطانية، إنه إذا احتاج أحد الأشخاص وسيلة تساعده على إنقاص وزنه، فيمكنه مزج برنامج بديل خاص بالحمية مع طلب المشورة بشكل أسبوعي من متخصص.
وأوضح الباحثون أن النتائج أظهرت لهم أن تناول الطعام في صورة سائلة أمر يعمل على خداع المعدة ويجعلها تعتقد أنها أكثر امتلاءً مما تشعر به في واقع الأمر. ونقل موقع Wired بهذا الخصوص عن روبن سبيلر، مدير قسم البحوث الطبية والحيوية بمركز نوتينغهام للأمراض الهضمية، قوله إنك إذا حصلت على وجبة وقمت بخلطها سوياً، فإنها ستجعلك تشعر بشبع أكبر مما تشعر به عند تناولها صلبة.
وأوضح سبيلر كذلك أن النتائج أظهرت لهم أن الطعام والسوائل ينفصلان في المعدة، وأنه عند شرب ماء إلى جانب تناول الطعام، فإن الإحساس بالشبع يقل مقارنة بما يحدث إذا تم خلط الطعام والسوائل سوياً ومن ثم تناول هذا الخليط في آن واحد.
وقال سبيلر إننا عندما نتناول الطعام، فإن أول شيء يخبر الدماغ بمدى شعورنا بالشبع هو حجم المعدة. وإذا كان بمقدور المياه أن تنفصل سريعاً، فإن المعدة تكون أكثر جاهزية للانكماش بشكل أسرع، ومن ثم يتولد الشعور بالجوع على نحو أسرع.
وشأنها شأن أي نوع من حمية السوائل، أو أي حمية تنخفض بها بشكل كبير كمية السعرات الحرارية التي يتم استهلاكها، فإن قدرة الجسم على التمثيل الغذائي تبدأ في التباطؤ بعد فترة من الوقت. وهو ما يرجع إلى تعود الجسم على العيش على عدد قليل من السعرات الحرارية، وهو ما قد يعني أنه عندما يبدأ الشخص متبع الحمية في تناول الطعام مرة أخرى، فإنه يكون أكثر عرضة لزيادة الوزن بشكل سريع.
لذا أوصى الباحثون بإمكانية إتباع نهج سهل وبسيط، يرتكز على استبدال كامل الحمية الغذائية ببدائل منها المشروبات المخفوقة، الحساء ومشروبات السموذي، التي توفر جميعها بين 800 و1200 سعر حراري في اليوم. ومن ثم سيكون بمقدور الطبيب الاستشاري المختص أن يساعد في وضع البداية التي يمكن من خلالها إعادة تقديم الطعام للجسم، ومن ثم تكرار زيارة الطبيب مرة كل شهر لضبط الحمية وتقديم الدعم السلوكي اللازم لإنقاص الوزن وتقديم المشورة بشأن ما يجب تناوله.
وبعد مرور أول ثمانية أسابيع، يكون الطبيب الاستشاري قد ساعد متبعي الحمية في ما يتعلق بإعادة تقديم الطعام لهم لتحقيق ما يعرف بالنمط الغذائي الصحي لجسم الإنسان.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
