بالتأكيد الجميع شاهد بعض اللقطات الدرامية للفرحة الكبيرة التي تجتاح وجه بطل العمل الدرامي عندما يكون قاربه عالقاً وسط المياه ويرى على امتداد الأفق جزيرة في منتصف المحيط. وعلى الرغم من أن اليابسة المتمثلة في تلك الجزيرة قد تكون سبيله إلى النجاة والخروج من المحيط فإن الأمور قد تنقلب رأساً على عقب، ويكون من الأفضل البقاء بداخل المياه للنجاة بحياته بسبب ما ينتظره على تلك الجزيرة. وفي تقريرنا التالي لن تختلف فكرته كثيراً عن قصة الأعمال الدرامية التي تتناول قصصاً للجزر المرعبة؛ فالسطور التالية أيضاً سوف تعرض لك بعض الحقائق المثيرة عن جزر العالم المختلفة.
10- جزر فارالون: على الرغم من أن التعرض لأي حادث لانقلاب القوارب أو السفن قد يبدو غير خطير قبالة ساحل سان فرانسيسكو بسبب وجود عدة مجموعات من الجزر التي يمكن اللجوء إليها، فإن تلك القاعدة تُستثنى منها جزر فارالون المعروفة أيضاً باسم فارالونيس. فالمياه المحيطة بتلك السفينة كفيلة بقتل أي كائن حي في ثوانٍ معدودة بسبب وجود أكثر من 47800 برميل من النفايات المشعة التي تم رميها هناك بين عامي 1946 و1970 . وتهدد تلك النفايات السامة التي يصعب السيطرة عليها محمية مارين فارالونيس البحرية الوطنية الأمريكية، ولكن يمكننا اعتبار أن أرض الجزيرة غير الملوثة التي يمكن الوصول إليها جواً من الأخبار السارة. أما بالنسبة للأسماك فالحظ يلعب لعبته؛ لأن هناك الكثير من الأسماك المصابة بالإشعاع بجانب أيضاً الأسماك السليمة، لذلك يفضل عدم المغامرة بصيد الأسماك.
9- جزيرة الدمى: تقع تلك الجزيرة التي تقع جنوب مكسيكو سيتي، وتحتوي على مئات الدمى القديمة مقطوعة الأطراف، وتتدلى من بين الأشجار بجانب رؤوس دمى على العصي تحدق في زائري تلك الجزيرة. وبالتأكيد خلف كل تلك الدمى المعلقة قصة حقيقية حزينة بطلها حارس الجزيرة جوليان سانتانا باريرا الذي لم يستطع إنقاذ طفلة كانت تسبح داخل القناة المائية للجزيرة قبل أن تجرفها المياه بعيداً وتغرق. وباعتباره نوعاً من التكريم قام جوليان بتعليق دمية تلك الطفلة التي وجدها على ضفة القناة على أفرع إحدى الأشجار، ومنذ هذا الوقت كان يأتي جوليان بين الفترة والأخرى؛ لتعليق المزيد من الدمى في محاولة منه للحصول على المغفرة من روح الفتاة الصغيرة التي كانت تطارده بحسب ما قاله للمقربين منه. ولكن المثير والمخيف في الأمر هو ما حدث بعد ذلك؛ حيث تم العثور على جثة جوليان نفسه طافية فوق المياه في البقعة نفسها التي شهدت غرق الفتاة الصغيرة. ومن المفترض أن زيارة تلك الجزيرة اَمنة، ولكن هذا فقط إن استطعت أن تتوقف عن الاعتقاد بأن رؤوس الدمى وأجسادها تنظر إليك أو تهمس لك، كما تقول الأسطورة.
8- جزيرة جيولا: بالتأكيد أن تتعرض لانقلاب قاربك في خليج مدينة نابولي الإيطالية، وتقذفك الأمواج إلى جزيرة جايولا لتجد فيلا مهجورة يمكنك الراحة والاسترخاء بداخلها؛ أفضل من البقاء داخل المياه في مصارعة الأمواج العاتية، أو هكذا كان يعتقد الكثيرون. فتلك الجزيرة الإيطالية الصخرية التي يجمعها جسر حجري طبيعي بجزيرة أخرى تحتوي على لعنة غامضة كما يقول عنها الإيطاليون وسكان الجنوب في مدينة نابولي.
وتعود أحداث تلك اللعنة إلى عشرينيات القرن الماضي حيث كان كل من يفكر في امتلاك أو شراء تلك الفيلا يلقى حتفه بشكل مفاجئ؛ فمنذ مقتل مالكها الأصلي هانز براون غرقت زوجته، ثم توفي بعد ذلك أوتو غرونباك الذي اشترى الفيلا بنوبة قلبية. ولم تتوقف الأحداث عند وفاة أوتو غرونباك؛ فبعد امتلاك موريس إيف ساندوز الفيلا فارق الحياة بعد أن انتحر وأنهى حياته في غموض ودون مقدمات! ويا للأسف! اللعنة امتدت لتشمل بارون كارل بول الذي أفلس بعد شرائه الفيلا، وتنازل عنها لجياني أغنيللي رئيس شركة فيات السابق الذي انتحر نجله بعد شراء الفيلا، بينما توفي ابن أخيه بسبب مرض السرطان وهو في الـ 33 من عمره. وعلى الرغم من كل تلك الأحداث المرعبة اشترى ثري يدعى بول جيتي الفيلا، ولكن حفيده تعرض للخطف فترك الفيلا وباعها لمالكها الأخير جيابسكوالي جرابوني الذي تم سجنه بعد فترة وجيزة من شراء تلك الفيلا. وفي الوقت الحالي تعود ملكية الفيلا إلى الحكومة الإيطالية، ولم يتقدم أو يجرؤ أحد على شرائها بعد سلسلة الحوادث التي حدثت لكل من امتلكها.
7- جزيرة بكيني أتول: تبدو جزيرة بكيني أتول في غاية الجمال بسبب امتزاج الرمال البيضاء مع أشجار النخيل والمياه الزرقاء، وهو ما يجعلها جزيرة رومانسية وخلابة. ولكن الأمور عن قرب لا تبدو بهذا الجمال؛ فجزيرة بكيني أتول كانت حقلاً للتجارب النووية الأمريكية في الفترة بين عامي 1946 و1958، وذلك بعد نقل مواطني الجزيرة الأصليين إلى أماكن وجزر أخرى. ولقد شهدت الجزيرة تجارب نووية مدمرة؛ حيث تم إلقاء قنبلة نووية أُطلق عليها قلعة برافو تفوق قوة القنبلة التي أُلقيت على هيروشيما في الحرب العالمية الثانية بمقدار 1000 ضعف. وبالنسبة لمعايير السلامة على المدينة يمكن للزائرين -وإن كانوا يعدون على الأصابع- صيد السمك والسباحة في المياه، ولكن التفكير في تناول أي ثمرة من الجزيرة سيؤدي إلى الوفاة!
6- جزيرة بيرن العظمى: يجب ألا تدع جمال جزيرة بيرن العظمى البرازيلية يخدعك؛ لأنها موطن لأكثر من 4000 من الأفاعي الذهبية السامة التي - وفقاً للأسطورة المحلية- تسببت في قتل أسرة كاملة بعد اقتحام منزلهم وعضهم حتى الموت. وتنظم السلطات البرازيلية رحلات سياحية إلى تلك الجزيرة؛ حيث يتم فرض إجراءات صارمة على الرحلات السياحية والحرص على وجود أطقم طبية مع كل رحلة.
5- جزيرة بلوم: تلك الجزيرة التي تقوم فيها حكومة الولايات المتحدة بتجارب غامضة -كما يعتقد- على الأمراض الحيوانية، والواقعة قبالة سواحل جزيرة لونغ آيلاند؛ تشبه جزيرة بلوم كثيراً مختبر العلماء الأشرار التي تصورها لنا الأعمال الدرامية والأفلام، فهي تمتلئ بالأسرار ومرض الحمى القلاعية، والكثير من الأمور الغامضة الأخرى. وربما ظهور حيوان غريب لأول مرة يُسمى وحش مونتوك على الجزيرة عام 2008 هو ما جعل جماعات حماية الحفاظ على البيئة والحياة البرية ترفع دعوى لتوقف التجارب المريبة التي تقوم بها الولايات المتحدة على الجزيرة.
4- جزيرة سنتينال الشمالية: إذا قادك حظك العاثر واقتربت من جزيرة سنتينال الشمالية في خليج البنغال؛ فما سيحدث فور رسو قاربك على الجزيرة هو أنك سوف تستمتع لأصوات صاخبة، وغالباً ستموت بعدها مباشرةً قبل أن تدرك ما الذي يجري. فتلك الجزيرة تحتوي على شعب السينتالانيز، وهم من شعوب الأرض التي لا تمتلك أي اتصال بالعالم المتطور، ولا يعرفون أي شيء عما يجري حولهم. ولا يزال شعب السينتالانيز يستخدمون الحراب والرماح، ولم تستطع الحكومة الهندية مد جسور التواصل معهم، وقررت فرض حدود خاصة على الجزيرة بطول 4.8 كيلومتر؛ حتى لا يقترب أحد منها ويتعرض للقتل. ولقد تسبب شعب السينتالانيز في العديد من حالات القتل للبحارة والسائحين الذين يقودهم فضولهم إلى تلك الجزيرة.
3- جزيرة مياكجيما: مجرد الاقتراب من جزيرة مياكيجيما اليابانية يعني تعريض حياتك للموقت بسبب الاختناق عن طريق الغاز؛ وذلك لأن تلك الجزيرة تقع أسفل بركان مياكيجيما الذي يغطيها بسُحب نشطة تتكون من الغازات المُحملة بالكبريت، وهو ما يجعل هواء تلك الجزيرة ساماً للغاية. ومع مرور الزمن قامت السلطات اليابانية بإخلاء تلك الجزيرة من السكان بشكل نهائي بسبب زيادة النشاط البركاني وانبعاثات الغازات السامة إلى حدود مميتة لا تستطيع الأقنعة الواقية للغاز منعها.
2- جزيرة جرويند: في أربعينيات القرن الماضي كانت تلك الجزيرة تحتوي على المساحات الخضراء من البقع المميتة؛ بسبب التجارب التي قامت بها الحكومة البريطانية في أثناء الحرب العالمية الثانية بعدما تم إخلاء السكان، ووضعت مجموعة من الخراف على الجزيرة، ثم قامت بقصفها بقنابل جرثومية تحتوي على الجمرة الخبيثة؛ بهدف استخدامها ضد الجيش النازي فيما بعد. وعلى الرغم من أن الحرب العالمية انتهت فإن التلوث في تربة تلك الجزيرة لم يختفِ؛ وهو ما جعل مجموعة من أنصار البيئة تدعى Operation Dark Harvest يقومون بإرسال عينات من التربة الملوثة للجزيرة إلى مختلف الهيئات الحكومية في محاولة لتنظيف الجزيرة. وبالفعل بدأت عملية تطهير الجزيرة في عام 1986 وأعلنت الجزيرة آمنة في عام 1990 أمام الزيارات والأفواج المدنية السياحية.
1- جزيرة رامير: محاولة السباحة في جزيرة رامير الواقعة قبالة ساحل بورما في الماضي كان لا يختلف كثيراً عن الانتحار؛ فلقد شهدت مياه تلك الجزيرة أكبر المذابح التي تعرض لها البشر على يد الحيوانات، وعلى الوجه الأخص التماسيح. ففي أثناء الحرب العالمية الثانية وقع الجش الياباني ضحية للتماسيح وتحول جنوده إلى وجبات طازجة لمئات التماسيح التي كانت تستوطن مياه تلك الجزيرة في السابق. ولقد فارق أكثر من 1000 جندي ياباني الحياه سواء بسبب التماسيح أو الأمراض التي سببها البعوض بجانب الجوع والعطش، ولم يستطع سوى 20 جندياً فقط من البقاء على قيد الحياه بعد أن تم إلقاء القبض عليهم من قبل قوات التحالف.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
