قرية "ليلي ديل" الصغيرة فى نيويورك، تعتبر بالنسبة للبعض مميزة وللبعض الآخر مخيفة ومرعبة! ففيها يخيم جو الأرواح واستحضارها بعد الموت!عدد سكان القرية قليل لا يتجاوز الـ275 شخص لكن بينهم الكثير من "الوسطاء" الذين يزعمون قدرتهم على التواصل مع الموتى، واستحضار الأرواح!!
تأسس مجتمع Lily Dale الروحاني في عام 1879، من قبل أعضاء حركة روحانية من القرن 19، والتي تشدد على أن أرواح لديها قدرة على التواصل مع البشر الأحياء. وتشير التقارير إلى أن 50 فردا من المقيمين فى Lily Dale هم من الوسطاء الدائمين على مدار العام، ومن بينهم قائدات فى الدفاع عن حقوق المرأة..
وتحولت الروحانيات في هذه القرية إلى صناعة بمليارات الدولارات، مع تزايد عزوف الأمريكيين عن الأديان المنظمة لصالح الاتجاهات الروحانية الأخرى. وحظيت الحركة بدعم من شركة أسستها المغنية والكاتبة والممثلة الأمريكية، جوينيث بالترو، ما أدى إلى تزايد الاهتمام بقرية Lily Dale وتسليط الضوء عليها بشكل دائم. وبحسب تقرير لشركة أبحاث السوق IBISWorld، فإنه من المتوقع أن يكسب الأشخاص الذين يقدمون خدمات نفسية نحو 2.3 مليار دولار قبل عام 2023، ويشكل الوسطاء الروحانيون نحو 20% من هذا الرقم.
فيما قالت لين فورجيت وهي إحدى الوسطاء الروحانيين في Lily Dale: "في وقت ما، كانت القرية جميلة وفريدة، بسبب أن هذا النوع من الأشياء لم يكن عاديا. لكن الآن، أصبح فى كل مكان، مشيرة إلى أنها لاحظت ارتفاعا فى عدد الشباب الذين يبحثون عن الوسائل الروحانية فى الآونة الأخيرة، بينهم الرجال على وجه الخصوص، والذين يأتون عن طيب خاطر، وهم يؤمنون بهذا حقا". وتجذب الروحانيات، التي تحولت إلى عمل تجارى ضخم، الآلاف إلى قرية Lily Dale سنويا، للتحدث إلى الموتى.
وتوضح شانون تاجارت، التى وثقت الحركة الروحانية فى كتاب بعنوان Séance، أن نحو ثلث السكان الأمريكيين فى القرن التاسع عشر كانوا روحانيين، وكان الأمر أكبر من مجرد اتجاه عام، إذ تمتعت الحركة بنفوذ سياسي، وتفاخرت بأتباعها المؤثرين مثل السيدة الأولى مارى تود لينكولن، وناشطة حقوق المرأة فيكتوريا وودهل، وعالم النفس كارل يونج، وتوماس أديسون. ومع ذلك، كان لدى الوسطاء دائما نصيبهم من المنتقدين، وبالتأكيد تزايد التشكيك بشأنهم مع إيجاد هذه الممارسة طريقها مرة أخرى إلى الانتشار بشكل واسع.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
