تخفي عوالم البحار بجعبتها العديد من الأسرار، حيث تحتضن أغرب الكائنات البحرية ذات الأشكال والأنواع المختلفة، ما يجعل توثيقها غاية يسعى إليها المصورون تحت الماء. وعادة ما ترصد الغواصة المحترفة والمصورة تحت الماء، كاثرين هولزر، مشاهد مثيرة للإعجاب خلال استكشافها مياه البحر الأحمر بخليج العقبة في الأردن.
ومؤخرًا، رصدت عدسة هولزر مشهدًا مثيرا للذهول لسمكة عقرب البحر، تتوسط الشعاب المرجانية المحيطة بها، لتُصبح كأنها جزء من تلك الشعاب وأوضحت هولزر، وهي مرشدة غوص لدى مركز "Deep Blue Dive Center" في مقابلة أنها تقوم بالغوص بين الشعاب المرجانية بحثا عن فرص لتوثيق الصور ومقاطع فيديو للحياة البحرية في مياه العقبة، بهدف مشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها.
مشهد مثير مدهش لسمكة عقرب البحر في الأردن
وتُسمى أسماك عقرب البحر أيضًا بأسماك الصخور أو الأسماك الحجرية بسبب ميلها للعيش بين الصخور بالقرب من قاع البحر، وفقا لما ذكرته منظمة "Oceana" للحفاظ على المحيطات. وينتشر أكثر من 200 نوع معروف من أسماك عقرب البحر، بشكل شائع في المحيطين الهندي وجنوب المحيط الهادئ، حيث تكون درجات حرارة المياه معتدلة والشعاب المرجانية وفيرة.
وتوفر الشعاب المرجانية مساحة مثالية لسمكة عقرب البحر للاختباء سواء للبحث عن الفرائس أو تجنب الكائنات المفترسة المحتملة. وتُعد أسماك عقرب البحر واحدة من أكثر الكائنات البحرية السامة، إذ تغطي أشواك تحتوي على سم خطير جسمها، وعندما تخترق تلك الأشواك جلد المفترسات البحرية، فإنها تعمل على حقن السم مباشرة عند نقطة الاتصال.

وأوضح موقع "Oceana" أنه يمكن أن تكون لسعة تلك الأشواك قاتلة للكائنات البحرية الأخرى، ومؤلمة للغاية للبشر. وتقول هولزر إنه رغم أشواكها السامة، إلا أن أسماك عقرب البحر لن تبادر بالهجوم. وتتميز أسماك عقرب البحر بلونها الباهت، أي البني أو الأصفر المرق ط، في حين أن الأنواع الأخرى تتمتع باللونين الأحمر أو البرتقالي الفاتح، ما يجعلها شبه غير مرئية عند اختبائها بين الصخور أو الشعاب المرجانية.
وصفت هولزر لقائها بهذه السمكة الفريدة من نوعها قائلة: "بألوانها الرائعة، تمتزج هذه السمكة العجيبة مع محيطها بشكل مذهل"، موضحة أن أسماك العقرب تتمتع كذلك بقدرة فريدة على تغيير ألوانها لتندمج مع البيئة المحيطة بها. ولقي مقطع الفيديو الذي شاركته هولزر عبر حسابها على "انستغرام" صدى واسع النطاق من قبل متابعيها.
تعليقات الزوار | اضف تعليق

