الأنفلونزا ليس بفيروس جديد ظهر خلال عصرنا الحالي، بل هو فيروس موجود منذ قرون عديدة مضت، سعى البشر خلال تلك الفترة للوصول إلى علاج مناسب له للقضاء عليه على الفور. ولكن بعض العلاجات التي وصلت إليها البشرية وتم استخدامها بالفعل لعلاج الأنفلونزا كانت مجنونة للغاية، وبعضها كان يؤدي للوفاة، نعرض لكم فيما يلي أبرزها..
1. الفلفل الأحمر وارتداء اللون الأحمر
جلب وباء الأنفلونزا الإسبانية الذي انتشر عام 1918 معه عددًا كبيرًا من علاجات الطب الشعبي، حيث كانت الأنفلونزا مخيفة - ولم يكن هناك أي لقاح أو علاج لها حتى هذا الوقت، لذا فرضت العلاجات المنزلية للأميركيين مظاهر السيطرة على المشهد، ففي شيكاغو، كانت الأسر تغلق جميع المنافذ والأبواب وتغلي الفلفل الأحمر الناضج لدرء الفيروس. ولكن ربما كان الإجراء الوقائي الأكثر إثارة للجدل هو ارتداء اللون الأحمر، والذي وفقًا لبعض سجلات الطب الشعبي، قام أحد الأمريكيين بنشر رسالة إلى الجمهور تشير إلى أن الجنود يرتدون شريطة حمراء حول الصدر، لأن "الأنفلونزا هي الشيطان والشيطان لا يعجب باللون الأحمر".
2. شرائح البصل
بمجرد أن ينزل شخص واحد في المنزل مصابًا بالأنفلونزا، فإن الآخرين سيصابون أيضًا بالعدوى، لمحاولة منع ذلك، تقوم بعض العائلات بقطع البصل ووضعها حول المنزل، كان يعتقد قديمًا أن البصل يمكنه "امتصاص" الفيروس ومنع الآخرين من اللحاق به.
3. إراقة الدم
لأكثر من ألفي عام، تم استخدام الدم لعلاج مجموعة من الحالات، من الأنفلونزا وأمراض القلب إلى الطاقة السيئة والشياطين. وعندما كان الأمر يتعلق بمعالجة الأنفلونزا، كانت النظرية بسيطة: عن طريق تجفيف الجسم من الدم يتم طرد السموم، وبالتالي التخلص من المرض، ولكن يا للصدمة!! لقد قتل الكثيرون من الأشخاص الذين اتبعوا هذه الطريقة لعلاج الأنفلونزا، ولكن مع ذلك ظلت ممارسة هذه الطريقة شائعة الاستخدام إلى حد كبير، حتى فترة قريبة من عشرينيات القرن العشرين.
4. الملينات السامة
مثل إراقة الدماء التي تجفف الجسم من السموم والمرض، فإن الملينات - الأدوية التي تقوم بمنح الشخص القدرة على الإخراج بشكل أكثر سهولة- تقوم بنفس الفعلة كما اعتقد عام 1930، ولكن لسوء الحظ، فإن كافة الملينات التي كانت تستخدم في السابق كانت تتكون من مكونات مسممة مثل الفينول فثالين والزئبق السام.
5. استنشاق الدخان
خلال وباء الأنفلونزا عام 1918، لاحظت مجموعة من القرويين الإنجليز أن العمال الذين تعرضوا للغازات السامة رأوا لديهم معدلات أقل من الأنفلونزا، وبسبب هذه الملاحظة، أخذ العديد من الآباء أطفالهم إلى أقرب مصنع صناعي بدلاً من الطبيب. قرر أحد العاملين الصحيين التحقيق في صحة الأمر، وجد أن المعدل العام للأنفلونزا كان 40 في المئة، أما في مصنع للقصدير المحلي حيث تعرض العمال لحمض النيتريك، كانت 11 في المائة فقط، وإذا كان هؤلاء العمال يستنشقون البارود أيضًا، فإن المعدل كان مجرد خمسة في المائة، مما جعل هذه الوسيلة شائعة ودارجة إلى حد كبير دون أي دليل علمي على العلاقة بين هذه الأبخرة السامة والأنفلونزا.
6. "كينين" مادة شبه قلوية
صُنع الكينين من لحاء شجرة الكينشونا في أمريكا الجنوبية، وقد استخدم منذ قرون من قبل السكان الأصليين لعلاج الملاريا (ولا يزال!). وقد تم جلبه إلى أوروبا بحلول منتصف القرن السابع عشر، واستمر في إثبات فعاليته في الحد من الحمى المرتبطة بالملاريا. خلال وباء الأنفلونزا الإسبانية في عام 1918، حاول الأطباء استخدامه لتفادي الحمى المرتبطة بالأنفلونزا، على الرغم من عدم فاعليته للعلاج من الأنفلونزا، إلا أنهم أصروا على استخدامه.
7. الحقن الشرجية
ومثلما هو الحال في إراقة الدماء والمسهلات، كان يُعتقد أن الحقن الشرجية هي طريقة أخرى يستطيع بها الأطباء في القرن التاسع عشر لـ "طرد" الأنفلونزا، وذلك من خلال تلقي 7 حقن شرجية خلال 3 أسابيع.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
