الفنان الأمريكي "مارك جنكيز" هو صاحب فكرة وضع تماثيل بشرية مجهولة الهوية في شوارع مدن مختلفة من العالم. حرص "جنكيز" على أن تكون لهذه التماثيل وضعيات مستفزة لتصوير ردود فعل الناس، وغالباً ما تكون هذه التماثيل البشرية الغريبة نوعاً من الانتقادات الاجتماعية، والهدف منها تشكيك الناس بواقعهم.
يطلق على هذا النوع من الفن اسم "المسرح الحضري"، وتثير هذه التماثيل الواقعية مجموعة من ردود الفعل التي تحول هذه التماثيل الغريبة إلى فن سلوكي متعدد الجوانب. المسرح الحضري هو الدراسة التخصصية الأولى التي قام بها الفنان "جنكيز"، حيث وثق في كتابه مجموعة كبيرة من تماثيله الغريبة والمثيرة للقلق مضيفاً ردود فعل المشاهدين التلقائية وطريقة تفاعلهم مع هذا النوع من الفن الغريب.
بدأ الفنان "جنكيز" مسيرته الفنية في الشوارع عام 2003، كانت الخطوة الأولى في مسيرته هي وضع تمثال في مكب النفايات في "ريو دي جانيرو" وذلك للفت الانتباه إلى مشكلة الأطفال المشردين في الشوارع. منذ ذلك الحين، بدأ الفنان "جنكيز" بعرض أعماله المبتكرة في معارض شهيرة كمعارض "لازاريدس" و"كونستال فيينا" كما كان يتلقى تمويلاً حكومياً في بعض مدن العالم. ولم يقتصر هذا النوع من الفن على الشوارع فحسب، بل إن "جنكيز" قد وضع لمسات من فنه الغريب والحضري في الطبيعة وضمن المباني.
تميل المواضيع التي يتناولها "جنكيز" إلى التوجه نحو الجانب المظلم من الحياة، حيث أوضح في إحدى المقابلات: "غالباً ما تتقمص هذه التماثيل شخصية الأفراد المهمشين، أو في بعض الأحيان أشخاصاً منعزلين، لذلك قد تبدو هذه التماثيل ذات طابع شاعري ولكنها مظلمة أيضاً. على سبيل المثال، يحمل الشاب في النهر مجموعة من البالونات الملونة التي تبدو وكأنها وسيلته للخروج من مكانه بطريقة سحرية. دائماً هناك خيبة أمل".
بحسب الفنان "جنكيز": "أحب دفع الناس للتساؤل والتشكيك بمحيطهم، ما هو حقيقي وما هو غير ذلك. في هذه الأيام، ترى الأشخاص مهووسين بهواتفهم المحمولة، لذلك كل ما أريده هو دفعهم للنظر حولهم. لذا في البداية، كنت أقوم بجمع المعلومات عن طريقة استجابة الناس لفني في الشوارع، ولكن بعد مرور 6 سنوات، أصبحت هذه الصور أكثر شاعرية، وتصو ر لنا لحظات سحرية".
وإليكم المزيد من صور هذا الفنان، التي قد تثير الدهشة أو الرعب لدى المارة غير المدركين لها، لكنها أيضاً تحمل في طياتها رسائل بخصوص السلوكيات البشرية والحضارة التي وصلنا إليها:
تعليقات الزوار | اضف تعليق
