هل تعلم أن دماغ الكركند يقع في حلقه؟ ربما لم تفعل. أو هل كنت تعلم أن شياطين تسمانيا يتقاتلون كثيرًا فيما بينهم لدرجة أنهم يتسببون في سرطان فموي لبعضهم البعض وضعهم في قائمة الأنواع المهددة بالانقراض؟ على الاغلب لا. حسنًا، إذا كنت مهتمًا بمثل هذه الحقائق الغريبة عن عالم الحيوان، فنحن نقترح عليك قراءة هذا المقال!
1. يقع دماغ الكركند في حلقه وأسنانه موجودة في معدته. يقع جهازه العصبي في بطنه، وتوجد كليتيه في رأسه. كما يتذوق بقدميه.
إذا كنت من محبي المأكولات البحرية، فقد يكون الكركند قد شق طريقه إلى طبقك ثم معدتك. حتى أنه يتم الاحتفال باليوم الوطني للكركند في الولايات المتحدة في الخامس عشر من حزيران. فهذه الحيوانات ليست مجرد مصدر للبروتين والطاقة بالنسبة لنا. بل يستخدم الكركند كسماد للمحاصيل وكطعم أثناء الصيد. لكن الشيء الأكثر إثارة في جراد البحر هذا هو بنيته التشريحية. تشتهر حيوانات الكركند بتشريحها الفريد، فهي لم تتطور كثيرًا على مدار المائة مليون عام الماضية ولكنها استمرت في إثارة اهتمامنا. الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في تركيبة جسدها هو أن دماغ الكركند يقع في حلقه.
وبدلاً من الدماغ، تقع الكلى في الرأس. ناهيك عن إن الجزء السفلي من الكركند، البطن، هو موقع الجهاز العصبي البدائي للغاية والشبيه بالذي تملكه الحشرات. فهي تملك حوالي 100.000 خلية عصبية فقط، بالمقارنة مع البشر الذين لديهم أكثر من 100 مليار خلية. كما أن معدة الكركند غير عادية. فهي تتكون من زوج من أسنان الطحن التي تطحن الطعام إلى جزيئات صغيرة قابلة للهضم. كما لديهم خمسة أرجل للمشي تنتهي كل واحدة بكماشة، الكماشة عبارة عن مخالب صغيرة وحادة تشبه المقص يستخدمها الكركند للتعامل مع طعامه وتذوقه. تتكون الكماشة من شعيرات صغيرة حساسة للتذوق واللمس، وعي ما يعوضه عن ضعف البصر والقدرات السمعية.
2. ليس لإسفنج البحر رأس أو فم أو عيون أو عظام أو قلب أو رئتان أو أدمغة ومع ذلك فهي على قيد الحياة.
إسفنج البحر هو أحد أبسط المخلوقات التي خلقتها الطبيعة الأم. فحتى بعد 700 مليون سنة من التطور، حافظ الإسفنج البحري على بساطته وعدم تطوره إلا ببطء على مدى عقود عديدة. تنمو هذه الكائنات في جميع الأنواع والأحجام والأشكال والقوام والألوان، وقد اكتشف العلماء حوالي 5000 نوع فريد منها. لكن الشيء المثير للاهتمام في الإسفنج البحري هو أنه على الرغم من تصنيفه على أنه حيوان، إلا أنه لا دماغ أو حتى جهاز هضمي أو دموي أو عصبي مركزي له. هذا يعني أنه ليس لديه رأس أو فم أو أي من الأعضاء الداخلية مثل القلب والرئتين. كما أن أجسامه ناعمة للغاية ومسامية ولا تحتوي على أية عظام. لكن كيف يبقون على قيد الحياة؟
بمجرد أن يتثبت بمكانه بقوة، يعيش الإسفنج البحري عن طريق امتصاص العناصر الغذائية من مياه المحيط. وهي تحقق ذلك عن طريق تحريك التيارات المحيطية عبر أجسادها. تقوم بعد ذلك بتصفية الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا أو العوالق من الماء للحصول على الطعام، وتأخذ الأكسجين المذاب في الماء، وفيه تطلق الفضلات.
3. تستطيع إناث الصراصير أن تلد أطفالها بنفسها دون مساعدة من أي ذكر. بالطبع، جميع الصغار سيكن من الإناث.
وفقًا لبحث أجراه علماء يابانيون، يمكن أن تستمر إناث الصراصير في التكاثر لعدة سنوات دون الحاجة إلى مساعدة أي ذكر. قد يبدو الأمر غريبًا لأننا نعلم جميعًا أن إنجاب الأطفال غالبًا ما يتطلب اثنين. لكن الصراصير لديها وسيلة احتياطية للتكاثر عندما لا تجد أي ذكور حولها. تمتلك إناث الصراصير القدرة على التكاثر اللاحميمي من خلال عملية تعرف باسم التوالد العذري أو التوالد البكري، وهو نوع من التكاثر اللاحميمي يتطور فيه الجنين مباشرة من البويضة غير المخصبة. التوالد البكري يحصل في بعض الأنواع الأخرى مثل معظم النباتات الدنيا واللافقاريات مثل متفرعات القرون وبعض النحل وبعض أنواع العقرب، والزنابير الطفيلية والفقاريات مثل بعض الزواحف والسمك، ونادرا جدا عند الطيور وأسماك القرش.
وهنا يجب التفريق عن التوالد الخنثوي في بعض الأنواع التي تحوي الجهاز التناسلي للنوعين. وهناك أيضا العديد من القصص في الثقافات الإنسانية عن التوالد العذري التي يعود تاريخها إلى قِدم التدوين. ففي أقدم كتابات القدماء المصريين لاحظوا حيوانات مثل الأسماك والافاعي والعقبان البيضاء تتشابه ما بين النوعين مما دفعهم إلى افترض ان أفراد هذه الأنواع كلها اناث وإنها تتوالد عذريًا. ومن ثم اعتقد البعض أن تلك الأنواع مرتبطة بأشخاص أو آلهة فنقلت فكرة التوالد العذري إليها أيضًا وإلى معتقداتنا الإنسانية. اكتشف الباحثون في جامعة هوكايدو أيضًا أنه عند الاحتفاظ بإناث الصراصير في مجموعة، فإنها تتكاثر بشكل أسرع مقارنةً بكونها وحيدة. حتى أنها تقوم بمزامنة دوراتها الإنجابية مما يجعل الخبراء يعتبرون هذا السلوك مثالًا بدائيًا لتعاون الإناث.
4. يعتقد نوع من البط حديث الولادة أن أول شيء يراه هو والدته سواء أكان بطة أم لا. يعود ذلك للتعل م بالطبع، ومن المعروف أن البط يتطبع بأشياء عديدة تتراوح ما بين البشر إلى الصناديق الكرتونية.
تولد صغار البط ولديها معرفة فطرية بأن أول ما يروه بعد فتح أعينهم هو أمهم. لذلك إذا رأت البطة المولودة حديثًا علبة حليب، فسوف تحبها كما لو كانت أمها. تحدث هذه الظاهرة بسبب التعل م بالطبع أو الانطباع الذهني. إذ ينتج عن العملية بشكل أساسي تجربة تعلم سريع في الحيوانات الصغيرة يتم تشغيلها بواسطة حدث معين يقع في الوقت المناسب. لذلك، في حالة البطة المولودة حديثًا، أثار ظهور علبة الحليب استجابة باتباعها. ومن ثم، محبة البطة لها.
5. سمكة المهرج هي سمكة خنثى متسلسلة، مما يعني أنه إذا تم إزالة سمكة أنثى من مجموعة، فإن الذكر المهيمن سيصبح هو الأنثى.
التكاثر في حالات الأسماك أمر معقد. ولكن عندما يتعلق الأمر بأنواع معينة من الأسماك مثل سمكة المهرج، فإن المسألة تصبح مجنونة تمامًا. إذ تولد سمكة المهرج خنثى، مما يعني أنهم يولدون بأعضاء نوعية للذكور والإناث. مع نموهم، يتطورون إلى ذكور أولاً. في النهاية، يتحولون إلى إناث عند الحاجة.
ما الذي يجبر سمكة المهرج الذكر على التحول إلى أنثى؟ حسنًا، تظل أسماك المهرج في مجموعات. تم تصميم المجموعة على أساس تسلسل السيطرة الهرمي، أقوى وأكبر أنثى تقع في قمة الهرم تليها أسماك الذكور الأخرى. يتكاثر ذكر وأنثى واحدة فقط في المجموعة. في أي حال، عندما تموت الأنثى، يتحول الذكر الأقوى والأكبر إلى أنثى ويتزاوج مع الذكور الآخرين المتبقين في المجموعة. ويستمر هذا التسلسل طالما لا توجد إناث أخريات.
6. يستغرق الكسلان أكثر من أسبوعين لهضم طعامه. من المعروف أنه يستغرق أحيانًا حوالي شهر لهضم ورقة واحدة. فهو يملك أبطأ جهاز هضمي بين جميع الثدييات.
عندما يقول أحدهم “مثل الكسلان”، كل ما يمكننا التفكير فيه هو مجموعة من الكائنات البطيئة الكسولة. حسنا، هذا صحيح! حيوان الكسلان بطيء جدًا حقًا في أنشطته اليومية. لكن هناك سبب وراء بطئه في الحقيقة، وهي عملية التمثيل الغذائي. فالكسلان لديه أبطأ معدل هضم بين جميع الثدييات، يستغرق الطعام الذي يأكله هذا الحيوان أكثر من أسبوع ليتحول إلى طاقة.
السبب وراء معدل الأيض البطيء للكسلان هو تصميم بطنه، فلديه معدة معقدة مكونة من أكياس متعددة. تفصل الأكياس الطعام إلى أجزاء حسب مرحلة الهضم، ثم تخمره البكتيريا ببطء. يمتلك الكسلان ذا الثلاثة أصابع معدة أكثر تعقيدًا من الكسلان ذي الأصبعين، مما يجعل معدلها الهضمي هو الأبطأ بين جميع الثدييات. في بعض الأحيان لتسريع عملية الهضم، يرقد الكسلان ذو الثلاثة أصابع في الشمس ويعر ض بطنه للشمس لليزيد من سرعة العملية ولو قليلًا.
7. لا تهتم ذكور بق الفراش بالمهبل عند التزاوج، فهي ببساطة تطعن الأنثى بقضيبها في البطن وتقذف في تجويفها الجسدي.
من المعروف أن أسماك القرش لديها واحدة من أكثر طقوس التزاوج ضراوة، حيث يهاجم ذكر القرش الأنثى بوحشية ويعض رأسها وخياشيمها وزعانفها الصدرية أثناء التزاوج، لكن بق الفراش انتقل إلى مستوى جديد تمامًا. فأثناء التزاوج، تقوم الذكور بطعن الأنثى في البطن بعضوها التناسلي، ما يصنع ثقب في جسدها، فتقذف من خلاله. تُعرف ظاهرة التزاوج هذه باسم “التلقيح الجرحي”. هنا، يخترق الذكر جسد الأنثى بقضيبه الحاد ويحقن الحيوانات المنوية من خلال الجرح الحديث في منطقة البطن. ثم تنتشر الحيوانات المنوية نحو المبايض وتخصب البويضات.
قد تتساءل كيف تنجو الأنثى بعد ذلك ناهيك عن إنجاب الصغار. لقد طورت أنثى بق الفراش زوجًا من أحواض الحيوانات المنوية كجزء من عملية تطورها. ويعتقد الخبراء أن هذه الأحواض تساعد في تقليل تأثير الصدمة في منطقة البطن. لكن لا يوجد أية دراسات تؤكد ذلك. هناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير سبب اعتماد تقنية التزاوج هذه، فيعتقد البعض أنه تم اعتماد آلية للتغلب على مقاومة الإناث أثناء التزاوج. يعتقد البعض الآخر أنه أثناء الجماع، يقوم الذكور بإخراج مادة لزجة تكاد تسد الجهاز التناسلي للأنثى. وبالتالي، كان على الذكور اللاحقين اللجوء إلى هذا النوع لحقن الحيوانات المنوية مباشرة في الدورة الدموية للأنثى.
8. تدفع طيور البطريق بأحد أفرادها في الماء للتحقق مما إذا كانت المياه آمنة وخالية من الحيوانات المفترسة.
طيور البطريق مخلوقات لطيفة، رغم أن لديهم حركة لئيمة، وخاصة بطاريق أديلي Adélie Penguin. فقبل القفز في المياه المتجمدة في القطب الجنوبي، تتجمع طيور البطريق أولاً على طول حافة الجرف، وللتحقق من درجة برودة الماء، تستهدف المجموعة البطريق الأضعف والأسوأ حظًا من بينها وتدفعه بقوة عن الجرف.
تنتظر المجموعة معرفة ما إذا كان البطريق قد نجح في الوصول إلى الأمان على الجانب الآخر، عندها فقط يقفزون من الجرف. ربما بسبب العيش في ظل هذه الظروف القاسية، باتت هذه غريزة بقاء أنانية لا يمكنهم الاستغناء عنها. لكن هذا ليس كل شيء، فهم معروفون بسرقة الحجارة من جيرانهم أثناء بناء أعشاشهم أيضًا!
9. تقضي شياطين تسمانيا الكثير من الوقت في القتال وعض بعضها البعض حتى أصيبوا بسرطان فم مُعدي.
تتقاتل شياطين تسمانيا باستمرار مع بعضها من أجل الطعام أو التزاوج. الإستراتيجية الأكثر شيوعًا التي يستخدمونها أثناء المعارك هي العض بالفم. أدى ذلك إلى ظهور سرطان فموي قاتل في تلك الحيوانات، وقد تمت ملاحظة هذا السرطان المسمى DFTD لأول مرة في عام 1996. يتسبب المرض في ظهور أورام صغيرة على وجه أو داخل فم الحيوانات المصابة، تنمو هذه الأورام بشكل كبير بمرور الوقت وتؤدي في النهاية إلى موت الشيطان التسماني المصاب. أدى ذلك إلى انخفاض هائل في أعداد هذه الحيوانات ووضعها في المرتبة الأولى في قائمة الأنواع المهددة بالانقراض.
في عام 2016، تم التعرف على سرطان جديد بين شياطين تسمانيا. هذا السرطان المسمى DFT2، يؤدي إلى أورام تبدو مختلفة عن تلك التي عُرفت بـ DFTD، والتي أعيدت تسميتها DFT1. لذلك تم البدء في مشروع ممول من الحكومة في إطار برنامج Save the Tasmanian Devil لحماية هذا النوع من الانقراض.
10. لأن أسنان القنادس لا تتوقف عن النمو، يجب أن تقضم الأشياء باستمرار لإبقائها بطول يمكن التحكم فيه. فستنمو أسنانهم إلى ما لا نهاية إذا لم يحافظوا عليها بطول مناسب.
القنادس كائنات غريبة جدًا، إذ يمكنهم قطع الأشجار كاملة بمجرد استخدام أسنانها الأمامية، وفي ليلة واحدة فقط. السبب وراء وجود الأسنان الحادة للقنادس هو أن لديهم مينا أكثر صلابة في قاعدة أسنانهم مقارنة بمقدمتها. لذلك أثناء المضغ، يتآكل المينا الأكثر نعومة بشكل أسرع ويؤدي إلى ظهور أسنان حادة كالشفرة في المقدمة.
لكن لماذا يستمرون في المضغ باستمرار؟ أسنان القندس لا تتوقف أبدًا عن النمو طالما أنها على قيد الحياة. هذا يتطلب منها الاستمرار في مضغ الأشياء وحف وبرد أسنانها حتى يتمكنوا من الحفاظ على طول معقول لها. وإلا، فقد تنمو بشكل كبير جدًا بحيث يصعب على القندس الحياة معها.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
