سيفتتح قريبا أول متحف للأطعمة المقززة بالعالم، بدءاً من سمك القرش المعفن، مرورا بـ "خنزير غينيا" المشوي، قضيب الثور النيء، الجبنة بالدود وفاكهة الدوريان ذات الرائحة المقززة ولاذعة الطعم، وهي من جنوب شرق آسيا ومحظورة في سنغافورة في وسائل النقل العام بسبب رائحتها الكريهة. ومن المنتظر افتتاح المتحف في مالمو ثالث أكبر المدن السويدية، وسيكون موعد الافتتاح نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وسوف يعرض المتحف غير المعتاد العديد من الأطباق المُنفِر َة من جميع أنحاء العالم.
فعندما يخبرك أحدهم أن هذا المطعم يعد أكلات بمذاق رائع ومختلف، فإنك تفكر في الذهاب إليه إذا سمحت لك الفرصة، أما إذا أخبرك صديقك بأن المطعم يقدم أكلات سيئة فإنك تبتعد عنه. نبيذ الفأر، قلب الغنم، وجبنة تحتوي على يرقات حية.. هذه مجرد بعض الأطباق المعروضة في متحف للطعام المثير للاشمئزاز بمدينة مالمو السويدية.
وسيعرض المتحف أيضاً أكلات مثل قضيب الثور النيء، وسمك الرنجة المُخم َر من السويد، وخنزير غينيا المشوي من بيرو، والجبنة بالدود من سردينيا، ومن المقرر أن يفتح أبوابه لمدة 3 أشهر فقط حتى نهاية يناير/كانون الثاني من العام المقبل 2019. تعود فكرة المتحف إلى عالم النفس الأميركي صامويل ويست، وهو أيضاً صاحب فكرة "متحف الفشل" المعروف في هلسنجبورغ بالسويد، وله الآن فروع في تورنتو ولوس أنجلوس، وقريباً في شنغهاي.
وتحد َث ويست لمجلة أمريكية عن فكرتيه قائلاً: "الفكرتان ممتعتان، لكن َ متحف الطعام يحظى بقبولٍ وجاذبية أكبر بين الناس". وأضاف يمكنك أن تتحم َل الأشياء المقززة إلى حد معين، ولكن إذا شاهدت أكلة سمك القرش العفن، ستتمنى لو لم تولد قط". وبينما قال إن َ الهدف الأول والأخير من المتحف هو "المتعة والإثارة وجذب تفاعل الجمهور"، لكن َه أك َد أن َ المتحف يهدف كذلك إلى الاستدامة، قائلاً: "نحتاج إلى أن نناقش مفهومنا عن الاشمئزاز إذا كنا سننظر في بعض مصادر البروتين الأكثر ملاءمةً للبيئة، مثل الحشرات".
ومن المنتظر أن تُحفظ معظم المعروضات النتنة في صناديق زجاجية تُستخدم في الأبحاث الطبية كي تحتوي رائحتها. ومع ذلك، كانت رائحة أكلة الرنجة المخم َرة السويدية الشهيرة "Surstr?mming" قوية جداً لدرجة أن َها شكل َت تحدياً إضافياً. إذ قال ويست: "لقد اختبرناها مراراً وكدنا أن نُطرد من مكتبنا الحالي بسبب الرائحة، أظن أننا توصلنا إلى حل، لكني لست متيقناً، وهذا أحد الأشياء التي تؤرقني ليلاً".
ومن المقرر أن تُجَد َد نحو نصف الأطباق المعروضة مرة كل يومين على الأقل، مما يجعل المتحف مشروعاً مكلفاً. واعترف ويست بذلك قائلاً: "للأمانة، يُعَد المعرض في الحقيقة أمراً مزعجاً، فعندما كنت أصمم المشروع، كنت أفكر في أن َه يجب أن يكون سهلاً واقتصادياً، لأنني أنفق عليه.
ولكن ما هو الأفضل والأمتع، أن ترى أمامك نسخة بلاستيكية طبق الأصل من بعض الأطعمة أم ترى الطعام الحقيقي؟ الأمتع بالطبع أن ترى فاكهة الدوريان الحقيقية القادمة من تايلاند". وأضاف: "إن َه أمر ممتع حقاً لكن َه مُعرضٌ للفشل إلى حدٍ كبير، فإذا لم يأت أحدٌ إلى المتحف، سأخسر أموالاً طائلة". يُذكَر أن َ قيمة أقل تذكرة لدخول المتحف تبلغ نحو 20 دولاراً، بينما سيكون دخول الأطفال بشكل مجاني.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
