حينما تتجول في أراضي قلعة هيكون، التي تقع على ضفاف بحيرة بيوا في وسط اليابان، من المؤكد أنك ستندهش من جمالها الذي يليق بأن يكون على ظهر بطاقة بريدية! وانطلاقاً من عدم توفر أية معلومات دقيقة عن القلاع اليابانية في اللغة الإنجليزية، قررت الكاتبة جينيفر ميتشلهيل، والمصور ديفيد غرين، توثيق زيارتهما لحوالي 24 قصراً يابانياً من عصر الساموراي. ومن هنا، قررت ميتشل إصدار كتابها الأول، وهو "قلاع ساموراي: السلطة والجمال" مع المصور غرين، في عام 2003.
ويتناول الكتاب إحدى أهم القلاع التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا. كما أوضحت ميتشلهيل أن مازال بالإمكان إيجاد بقايا مئات القلاع في جميع أنحاء اليابان. أشارت الكاتبة إلى أن اهتمامها بالقلاع اليابانية يعود إلى هندستها المعمارية. إذ كانت مفتونة بهيكلها العسكري غير القابل للاختراق. لذا، ركز كتابها الأول على التفاصيل المعمارية. ولكن، لا تقتصر هذه القصور على جمالها فحسب، وإنما أيضاً على القصص التي تكمن بداخل كل منها.
أوضحت ميتشلهيل أن الساموراي لم يكونوا مجرد محاربين، وإنما كانوا أيضاً بناة للقلاع وقادة محليين يتمتعون بحس جمالي عظيم. وإذا كنت تتساءل عن عدد القلاع الموجودة، فهي تتفاوت بشكل كبير على مدى الـ 500 عام الماضية، حيث أفادت أنها بُنيت آلاف التحصينات لحماية أرض المحارب خلال فترة القرنين الـ15 والـ16.
ورغم أن قلاع الساموراي متشابهة هندسياً من حيث الجدران الحجرية والخنادق والأبراج الخشبية، إلا أنها تختلف بشكل كبير في الحجم والتخطيط وميزاتها الجمالية. وقالت ميتشلهيل إنه يجب أن تكون كل قلعة فريدة من نوعها لأغراض دفاعية. وبناء على أوامر الدايميو، أي كبار الزعماء الإقطاعيين في اليابان، بنى الفلاحون جدراناً حجرية يبلغ ارتفاعها 30 متراً، كما حفروا خنادقاً يصل عمقها إلى 8 أمتار، بالإضافة إلى نقل صخور ضخمة ووضعها على مداخل هامة.
وأشارت ميتشلهيل إلى جمال قلعة نيجو في كيوتو، فهي من أقدم القصور الموجودة منذ 400 عام. ومن الجدير بالذكر أن هذه القلعة بناها مؤسس شوغونية توكوغاوا، توكوغاوا إياسو، في عصر إيدو، إذ وظف أكثر الحرفيين مهارة لتزيين جدران القصر. كما تحدثت الكاتبة أيضاً عن خصائص قلعة "Water"، التي تميزت بجدرانها الحجرية الشاهقة، وأزهار ساكورا الرومانسية، وأبوابها المضللة لتشويش العدو، فضلاً عن المناظر البانورامية التي تطل على البحيرة.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
