رحل جسد ريم بنا عنا لكنها ستبقى بيننا بروحها الرائعة وفنها الملتزم ونضالها الذي احترمه الجميع.. وفاة ريم بنا.. الخبر المفجع الذي تناقله الاعلام اليوم.. لكن الجميع يؤكدون أنها رمز الصمود والنضال والثورة والقوة، على الصعيد الوطني والشخصي.. هي ابنة مدينة الناصرة الأبية، ومن بين النساء المؤثرات في فلسطين والعالم العربي.. هي امرأة ليست ككل النساء.. ناضلت بصوتها وبشخصيتها وبأيمانها بالقضية الفلسطينية ونصرة المظلومين في كل مكان..
فكيف لا تبقى ريم معنا وبيننا وهي التي أمتعتنا بأغانيها الفلسطينية الأكثر من رائعة؟.. كيف لا وقد صرخت بوجه الاحتلال بكل شجاعة وقالت له "كفى؟.. كيف لا وقد وقفت أيضا في مواجهة مرض السرطان الذي هاجمها، وهزمته لسنوات وأمد ت الكثيرين من الذين أصيبوا بهذا المرض اللعين بالقوة والعزم على مقاومته؟.. كيف لا وهي التي بقيت جب ارة متفائلة الى آخر لحظة في حياتها، تعتذر ان كانت عبئا على البعض وتوصي ان تكون الدعوات لها بالشفاء او بالرحمة بيننا وبين ربنا.. فهي شخصيا لا تريدها في صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي..
ريم بنا.. رحيل جسدك خسارة كبيرة لنا جميعا.. لوطنك الذي عشقتيه فلسطين، لجمهورك العربي أينما كان والذي عشق صوتك وفنك الملتزم، لمتابعيك الذين تعرفوا الى شخصيتك المميزة عن قرب عبر تغريداتك في مواقع التواصل.. نعم رحيل جسدك خسارة كبيرة، لكننا نعلم انك ستبقين معنا كما وعدت اولادك ووعدتينا، وكما قلت قبل أيام في صفحتك في فيسبوك:
"بالأمس .. كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي .. فكان علي أن أخترع سيناريو.. فقلت ... لا تخافوا .. هذا الجسد كقميص رث .. لا يدوم .. حين أخلعه ..... سأهرب خلسة من بين الورد المسج ى في الصندوق.. وأترك الجنازة "وخراريف العزاء" عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام ... مراقبة الأخريات الداخلات.. والروائح المحتقنة... وسأجري كغزالة إلى بيتي ... سأطهو وجبة عشاء طيبة ..سأرتب البيت وأشعل الشموع ... وانتظر عودتكم في الشرفة كالعادة .. أجلس مع فنجان الميرمية .. أرقب مرج ابن عامر .. وأقول .. هذه الحياة جميلة .. والموت كالتاريخ .. فصل مزي ف .. "ريم بنا"...
وقبل ذلك.. وبدل ان تشكو من آلامها الفظيعة، وبدل ان تطلب من الجميع الدعم والمساندة، بقيت ريم بنا قوية واعتذرت من العبء الذي حمله بسببها البعض! قالت ريم: " عبء على الطب .. الذي عجز عن كل ما أُصبت به .. عبء على المشافي .. التي لن تسع جسدي الصغير ...عبء على وطن عشقت ... ولا حيلة في اليد ... فأنا لستُ "شاكيرا أو مدونا" لتستنفر البلاد من أجلها .. عبء على الطبيب .. حين يفقد القدرة على فعل شيء .. رغم أنه وعد بتوفر الحلول دوماً ... ...عبء على الجسد والوجع والروح .. عبء على "أصدقاء متجاهلين" سقطوا في ملذاتهم .. وتسر بوا من بين الأصابع كالهفوة ... عبء على الأنفاس الضيقة ... عبء على ليل لا يحتمل أرق مألوم .. عبء على الهواء وورد الشبابيك الذي لا أصل .. عبء على درب الأحلام الذي لم تعد تطأه قدماي ...عبء على الحب الذي يجعلنا كريشة طائشة خفيفة ... عبء على الومضة مهما لمعت ... عبء على العبء .. وحدهم أحبتي مَن حولي لا يتذمرون ..وحدهم أحبتي لا يفقدون الأمل ولا يكل ون ... وأنا بين حد سيفين.. اتدرب على نهاية ساخرة..
وبعد ذلك اضافت ريم بنا: " رجاء تعليقات الترحم والتشافي غير محببة .. اتركوها لدعواتكم بينكم وبين ربكم ..... اعذروني لن أرد على أي رسالة خاصة في أي تطبيق .. أنا بخير ... لكن كل ما حولي ليس بخير"...
اما والدة ريم بنا، الاديبة والشاعرة الفلسطينية المناضلة هي أيضا زهيرة صباغ، فقد وقفت بجانب ريم تمدها بالأمل وتطلب منها الصمود وهزم المرض اللعين من جديد كمت هزمته سابقا.. وكانت زهيرة صباغ تنشر بعض التدوينات الأدبية في صفحتها في فيسبوك تناجي فيها ابنتها وتتمنى لها الشفاء. وحين فقدتها نعتها قائلة: "رحلت غزالتي البيضاء.. خلعت عنها ثوب السقام ورحلت.. لكنها تركت لنا ابتسامتها، تضيء وجهها الجميل، تبدد حلكة الفراق".
نعم سيدة زهيرة.. ريم تركت لنا ابتسامتها وأكثر من ابتسامتها.. فرغم حياتها القصيرة، لكن إنجازاتها تركت اثرا لا يمحى في قلوب وأرواح الكثيرين منا.. الحياة لا تقاس بعدد السنوات، وانما باللمسات الطيبة التي يتركها الانسان وراءه حين يغادر هذه الدنيا الفانية، وابنتك حبيبتك وحبيبتنا تركت وراءها الكثير الكثير..
نحترم طلبك ورغبتك يا ريم بأن نترحم عليك بيننا وبين ربنا.. ونقد م باسم إدارة وطاقم موقع فرفش بلس ومتابعي الموقع احر تعازينا لوالدتك وأولادك واسرتك وجمهورك الواسع في كل مكان. لقراءة المزيد في فرفش اضغط هنا: تدهور مفاجئ في الحالة الصحية للفنانة الفلسطينية ريم بنا، دعواتكم لها بالشفاء و الفنانة ريم بنا مع موقع فرفش.. غناء يحاكي الوجدان ويخاطب الروح و ريم بنا لا تسمح للسرطان ان يهزمها حتى تغلب عن صوتها مؤقتا و الفنانة الفلسطينية ريم بنا تغادر المستشفى في المانيا وتقول: اسرائيل ضللتني
تعليقات الزوار | اضف تعليق
.jpg "صورة رقم 7 - رحيل فنانة فلسطين ريم بنا، تاركة لنا ارثا فنيا ملتزما سيبقى خالدا")
