تختلف أسباب إقدام المطرب على خطوة التمثيل من فنان لآخر، منهم من يراها فرصةً لدعم نجوميته، وآخرون يجدون فيها مدخلًا غنائيًا جديدًا، إلا أن بعضهم أخفق ولم يُكرر التجربة. منذ البداية الحقيقية للسينما المصرية، في ثلاثينيات القرن الماضي، وبدأت معها ظاهرة اتجاه المطربين إلى التمثيل، ففي عام 1932، تم إنتاج فيلم "أنشودة الفؤاد" الذي يعتبر أول فيلم غنائي مصري ناطق، بينما كان أول مطرب يظهر على الشاشة هو محمد عبد الوهاب في فيلم "الوردة البيضاء" (1933)، حيث اتسعت فيما بعد مساحة نجوم الغناء في الأعمال التمثيلية، ولعب كثيرون منهم أدوار البطولة، ومنهم أم كلثوم، وليلى مراد، وعبد الحليم حافظ، ومحمد فوزي، وشادية، ونجاة، وفريد الأطرش، وصباح، وغيرهم.
وتختلف أسباب إقدام المطرب على هذه الخطوة من فنان لآخر، فمنهم من يراها فرصةً لدعم نجوميته، وآخرون يجدون فيها مدخلًا غنائيًا إضافيًا لهم، حينما يمكنهم من خلالها تقديم عدة أغنيات خلال العمل لجمهوره، وبالتأكيد تلك الثنائية حال نجاحها ستعود بالفائدة على أي فنان. ورغم ذلك، فإن بعض المطربين أخفقوا تجربة التمثيل سواء كانت سينمائية أو تليفزيونية، حيث أن التمثيل أصعب بكثير من الغناء، وحينها تصبح الفائدة المرجوة من هذه الخطوة للممثل مفقودة، بل ويمكن أن تعود عليه بالسلب، وفي الجيل الحالي مطربون كثيرون فشلوا في تلك التجربة، لذا نجد بعضهم لم يُقدموا عليها سوى مرة واحدة ولم يُكرروها، ومن هؤلاء:
1. أنغام:
تجربة تمثيلية وحيدة قد متها الفنانة أنغام، في مسلسلها "في غمضة عين" مع داليا البحيري، وكانت متواضعة للغاية، ورغم ذلك يبدو أنها قررت تكرارها، حيث كشف المؤلف أيمن سلامة عن عقده جلسات عمل مع النجمة الكبيرة واتفاقهما على فكرة مسلسل تعود به بعد غيابها لمدة 6 سنوات، وأكد أنه عرض عليها الفكرة ووافقت، لكنه سيأخذ وقته في كتابتها حتى يخرج المسلسل إلى النور في أفضل صورة.
2. هاني شاكر:
الفنان هاني شاكر قد م عدة تجارب تمثيلية سابقة، منها فيلما "سيد درويش" مع كرم مطاوع وهند رستم، و"عندما يُغني الحب" مع صفاء أبو السعود وناهد يسري وعمر خورشيد، وكان ظهوره في تلك الأعمال متواضعًا للغاية، وآخر ظهور له كان منذ زمن بعيد، من خلال فيلم "المصباح السحري" (1977).
ورغم ذلك، كشف أيضًا السيناريست أيمن سلامة، خلال حوار له ببرنامج "The Insider بالعربي"، أنه كتب مسلسلًا من أجل نقيب الموسيقيين، مشيرًا إلى أنه متحمس لخوض أول تجربة تليفزيونية له، إذ إن شاكر سبق أن قد م أعمالًا سينمائية في شبابه، وأكد أن الأخير سيظهر في المسلسل بشكل مفاجئ ومختلف تمامًا عما نراه في أغنياته الرومانسية.
3. هيثم شاكر:
المطرب هيثم شاكر، الذي غاب لسنوات ماضية عن سوق الغناء، ظهر خلال عام 2017، في دراما رمضان، من خلال مسلسل "أرض جو" مع النجمة غادة عبد الرازق، ولكن ظهوره كان محدودًا وباهتًا للغاية.
4. أحمد سعد:
الفنان أحمد سعد شارك تمثيليًا في عدة أعمال تليفزيونية وسينمائية، وأشهرها مسلسل "إحنا الطلبة" (2011) مع أحمد فلوكس ومحمد نجاتي ومحمد رمضان، وفيلم "على وضعك" (2017) مع مصطفى أبو سريع ونسرين أمين، ورغم أن حضوره وبصمته الغنائية حاضرة في تترات العديد من الأعمال، فإنه لم يُحقق أي نجاح تمثيلي يذكر.
5. لطيفة:
الفنانة التونسية لطيفة سبق أن أقدمت على تجربة التمثيل في فيلم للعالمي يوسف شاهين "سكوت ح نصور" وقد مت شخصية مغنية شهيرة، وكررت التجربة في مسلسل "كلمة سر" (2016) مع هشام سليم وحسن يوسف، إلا أنها لم تُحقق أي نجاح.
6. رامي عياش:
الفنان اللبناني رامي عياش قد م 3 تجارب تمثيلية، وهي فيلما "باباراتزي" (2015)، و"أهلًا بكم في لبنان" (2016) مع وسام صباغ وفيفيان أنطونيوس، ومسلسل "أمير الليل" (2016) مع داليدا خليل، وأسعد رشدان، وميس حمدان، إلا أن أداءه التمثيلي جاء متواضعًا للغاية، كغيره من المطربين.
7. عاصي الحلاني:
الفنان اللبناني عاصي الحلاني له تجربة تمثيل وحيدة في مسلسل "العراب" (2015) المقتبس عن الرواية صاحبة الاسم نفسه لماريو بوزو، وصرح بعدها عدة مرات أنه رافض لفكرة العودة للتمثيل مجددًا، حيث جاء أداؤه باهتًا ولقى انتقادات نقدية عديدة.
8. محمود العسيلي:
الفنان محمود العسيلي له تجربة تمثيلية وحيدة من خلال فيلم "خليج نعمة" (2007) مع غادة عادل وأحمد فهمي، وظهر بأداء متواضع رغم أن العمل حقق إيرادات مميزة، لذا لم يُكرر التجربة.
9. حكيم:
المطرب الشعبي حكيم، خاض التجربة بعد تأجيلات عديدة من خلال فيلم "علي سبايسي" (2005)، من تأليف بلال فضل، وإخراج محمد النجار، ولم يحقق حكيم من خلال الفيلم أي نجاح يذكر، وهو ما جعله يغيب بعدها ويركز في الغناء فقط.
10. مصطفى كامل:
الفنان والشاعر مصطفى كامل، لم يُقد م إلا تجربة تمثيلية وحيدة، من خلال فيلمه "قشطة يابا" (2005) مع جيهان فاضل وصلاح عبد الله، واعترف كامل نفسه أن التجربة كانت فاشلة، وكانت مجرد استغلال لنجاح ألبوماته الغنائية آنذاك.
وهناك مطربون آخرون معاصرون أقدموا على هذه الخطوة وحققوا نجاحات كبيرة، وفي مقدمتهم محمد فؤاد صاحب الفيلم الشهير "إسماعيلية رايح جاي" (1997)، وتامر حسني بأفلام عدة آخرها "البدلة" (2018)، ومصطفى قمر بأفلام عدة آخرها "فين قلبي" (2017)، وعمرو دياب بأفلام عدة أشهرها "آيس كريم في جليم" (1992)، وحمادة هلال بأفلام آخرها "شنطة حمزة" (2017)، وغيرهم. وهذا فضلًا عن اتجاه المطربين إلى غناء تترات الأفلام والمسلسلات، تلك الخطوة التي أفادت الكثيرين منهم، فأغنية واحدة قد تُضيف لعمل ويُضيف إليها وتحقق نجاحًا لم يُحققه ألبوم كامل لفنان، خاصةً في ظل انهيار سوق الكاسيت.
تعليقات الزوار | اضف تعليق