كيف يجرؤ الاعلام العبري في دولة تد عي الديمقراطية أن يجن د نفسه "تطوعًا" لخدمة السلطة بصورة عمياء، لا بل كيف تجرء الدولة "الديمقراطية" على توظيف رقابتها العسكرية بحيث لا تسمح لوسائل الاعلام بالنشر الا بالقدر الذي تسمح به هذه الرقابة.
لقد تخاذل الاعلام العبري في حروب سابقة وخدم السلطة من منطلق الدوافع الوطنية،ولكنه نسي الجوانب الانسانية، فقد تغاضى هذا الاعلام ولا يزال يمتنع عن نشر الصور وعن عرض المآسي التي تخل فها الآلة العسكرية الاسرائيلية في غزة، ويكتفون بالمرور مر الكرام على عدد "القتلى" في الجانب الفلسطيني دون التطرق الى نوع هؤلاء القتلى الذين نصفهم من النساء والاطفال الابرياء. اننا ند عي ان هذا الاعلام هو مجند ولكن الحقيقة هي انه الاعلام مجر د، لا مجن د لانه يعمل على تجريد كل من لا يزال ضميره حي وكل من يملك مشاعر انسانية من هذه المشاهد المؤلمة والمفجعة والرهيبة.
فإذا كانت الآلة العسكرية والصواريخ والقنابل والدبابات والمدفعية تقتل الاطفال والنساء والشيوخ، فإن الاعلام العبري يكم ل الجريمة بقتل الضمير الانساني الحي ويقتل العاطفة والمشاعر والاحاسيس لدى ابناء شعبه بادعاء هذه الحرب صادقة، وقد نسوا انه لا صدق في الحرب والصدق هو في الأمن والامان، في الهدوء والاستقرار، في التفاوض والحوار لا في الحرب! فالحرب هي الحرب هي الدمار هي المآسي هي القتل، الحزن والكرب. اين القدسية في الرسالة الصحفية؟ اين"صاحبة الجلالة" التي تراقب اداة الحكم؟ اين السلطة الرابعة التي تحولت الى سلطة غائبة سلطة تسلطت عليها السلطة لكي تجندها، بل لكي تجرد ها من سلطتها.
ساهموا في هذه الزاوية
موقع "فرفش" يرحب بأية مساهمة من زواره الكرام لنشرها في زاوية "طالع نازل"، شريطة ان تستجيب للشروط والمتطلبات المرعي ة، التي تتلخص في أن تكون الفكرة أو الخاطرة المكتوبة مقتضبة (قدر الامكان) وهادفة ومجد دة ولا تتضمن إساءة لأحد، او سخرية أو بذاءات أو تحريض من أي نوع كان، مع التذكير بأن الهدف المتوخى هو النقد البناء لظواهر او سلوكيات او ما شابه.
نحن بانتظار مساهماتكم في هذا الباب برحابة صدر وسرور.