لم يسمح اب من ذوي الاحتياجات الخاصة لإعاقته، ان تمنعه من حضور حفل تخرج ابنته من كلية المحاماة. فرغم عدم حيازته لكرسي متحرك، استخدم يديه وسط تأثر وتصفيق الحاضرين، ليمشي قرب ابنته الجامعية اثناء توجهها لاستلام شهادتها. وقال الاب الكسندر جوزيه دا سيلفا، 79 عاما، "لا يمكن ان اتغيب عن هذا الحدث الأهم والاسعد في حياة ابنتي وحياتي.."
وقد اتكأ الأب الفخور على يديه رافعا جسمه عن الأرض ليدفع نفسه الى الامام، وهو يسير قرب ابنته روزاني كايتانو البالغة من العمر 30 عاما، والتي كانت ترتدي ثوب التخرج، في الممر الذي يمشي به الطلاب الحريجون لاستلام شهاداتهم. وسارت على جانبها الآخر أمها ماريا البالغة من العمر 68 عاما، واستقبلهم باقي الطلاب والحضور بتصفيق مستمر وحماس كبير.
وبعد ان استلمت روزاني كايتانو (30 عاما) شهادتها، اندفعت مرة أخرى باتجاه والدتها وأبيها واحتضنتهما بينما الجمهور يصرخ منفعلا بحماس وفرحة. وقد تعهدت الابنة البارة التي تدربت على أن تكون قاضية، بأن تصبح قاضية وتساعد عائلتها وقالت: "حلمي هو شراء كرسي متحرك كهربائي لأبي. بسبب فقره، سار دائما على هذا النحو، على يديه، وهو يعاني الآن من بعض المشاكل الصحية وسأعمل بجد للتأكد من أن لديهم كل الأدوية والدعم الذي يحتاجونه لجعل حياتهم أفضل".
تخرجت روزاني من جامعة بياوي الحكومية في شمال شرق البرازيل
وأصبحت المحامية روزاني التي تنتمي الى اسرة فقيرة، تعيش في مزرعة صغيرة في شمال شرق البرازيل، هي أول شخص في الاسرة تواصل تعليمها الجامعي وتحصل على شهادة. وأكدت انها تود أنوأضافت بدمعه تفيض تأثرا ومحبة بعد انتهاء الحفل: "كانت تجربة رائعة أن يكون معي والدي ووالدتي اللذان لهما الفضل الأكبر في وصولي الى ما انا عليه اليوم. سيبقى هذا اليوم اجمل ذكرى في حياتي"..
المحامية روزاني
وقد تخرجت روزاني من جامعة بياوي الحكومية في شمال شرق البرازيل في نيسان / ابريل من هذا العام، لكن فيديو تخرجها المؤثر لم يتم نشره الا الاسبوع الماضي. وعن دراستها الجامعية قالت: "كان علي أن أعيش بعيدا عن المنزل وان اعمل بدوام جزئي لأوفر مصاريفي. قمت بجميع الاعمال الصغيرة دون خجل ومنها التنظيف وعملت أيضا نادلة لدعم نفسي اثناء التعليم. ساعدني والداي بقدر امكانهما لكن حالتهما المادية ضعيفة. وعوضاني بتقديم كل الحب والتشجيع وغرسا بداخلي تصميما على النجاح وروحا قتالية ارفض التخلي عنها".
"هو بطلي والإلهام الذي استقي منه قوتي، إنه شخص متفائل وغير أناني لا يرى نفسه قاصرا أو عاجزا"
وعن والدها قالت: "هو بطلي والإلهام الذي استقي منه قوتي. إنه شخص متفائل وغير أناني لا يرى نفسه قاصرا أو عاجزا. لم يشتك والدي يوما واحدا عن حالته. لقد كان دائما شخصية إيجابية وملهمة. هو بطلي لأنه على الرغم من مواجهته العديد من التحديات والصعوبات، لم يفكر مرة واحدة في التنازل والاستسلام ولكنه عمل دائما بجد في المزرعة رغم اعاقته الصعبة وقدم لنا كل ما نحتاجه".
كان الاب وهو مزارع بسيط وفقير الحال، قد فقد ساقيه في سن 15 عاما
وكان الاب وهو مزارع بسيط وفقير الحال، قد فقد ساقيه في سن 15 عاما، بعد ان حدثت له مشاكل في العمود الفقري ولم يتمكن الأطباء من تشخيصها في الوقت المناسب، مما أدى الى استفحال الحالة المرضية ولم يعد بالإمكان علاج الساقين فتم بترهما. وعب ر الاب بعد حفل التخرج من دهشته بالترحيب الهائل الذي لاقاه هو وابنته اثناء سيره معها باستعمال يديه، وقال انه لا يعرف سبب كل هذه الضجة فهو كأي اب عادي لا بد له من مشاركة ابنته في يوم تخرجها. وأضاف: " طوال عمري كنت احلم لابنتي بأفضل مستقبل، وانا الآن أرى حلمي يتحقق. أنا فخور جدا بها لأنها حققت أكثر مما توقعنا رغم ظروف الاسرة الصعبة. كان من الجميل أن نرى الجميع يشيدون بها ويقومون بتهنئتها في هذا اليوم، وأنا لم يكن من الممكن ان اتغيب عن هذه اللحظات". "ترجمة موقع فرفش".
تعليقات الزوار | اضف تعليق
