spacer
باستخدامك موقع موقع فرفش تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
spacer
spacer
farfesh Twitter Page
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer

أسيل أبو العسل قدرات خارقة تتحدى الاحتياجات الخاصة

راسلونا: news@farfeshplus.online

هي لا تعتبر نفسها معجزة، لكن ما تعرفه جيدًا أنها قاومت الخنوع والاستسلام والتردد كي تتابع مسيرتها التي طالما حلمت بتحقيقها.. أسيل الطالبة الجامعية التي حصلت على اللقب الأول في العلوم الإجتماعية والتي ستحصل قريبًا على اللقب الثاني في إدارة الأعمال، تعترف أنها في مرحلة متقدمة وفي بداية دراستها الأكاديمية داهمها مرضٌ لا زالَ الأطباء يفتشون عن شرحٍ وتعليل دقيق له، كان سببًا في إعاقتها، ولم يكن للعكازين دورٌ مركزي في حياتها، اللهم إلا شحنها بالثقة الإضافية في النفس ومنحها القوة على التحرك.

تعمل أسيل أبو العسل في المستشفى الانجليزي في الناصرة كمنسقة إعلامية وما كانت لتقبل للعمل لولا إيمان المسؤولين بحجم طاقاتها وقدرتها على تنفيذ المهمات، وهي نشيطة وفاعلة في هذا العمل إضافة إلى متابعتها لدراستها وإلى قيامها بدورها في رعاية ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن أجل ذلك انضمت إلى إدارة جمعية الشراع، إلى جانب مدير الجمعية الفنان زاهد حرش، وكلاهما يشكلان حلقة في مشوارِ النجاحات والتحديات.

لقاء زاهد بأسيل

أسيل أبو العسل قدرات خارقة تتحدى الاحتياجات الخاصة

فكرة الشراع، تبلورت قبل سنوات حين كان زاهد مع مجموعة من الفنانين التشكيليين يستعد لإقامة معرض فني ودورات فنية واجتماعية اخرى في إطار الشراع، لم تتطور الفكرة بشكلٍ سريع بسبب نقص الدعم وضعف المبادرات المحلية، لكن شاءت الصدف ان تجمع زاهد بأسيل في الناصرة في دورة أقامتها مؤسسة "جوينت" (وحدة الإعاقات وإعادة التأهيل) والتي تهدف إلى بناء قيادة جماهيرية من المعاقين أنفسهم. خلال الدورة بدت أسيل متحدية، قوية، متصدية لنظرات الشفقة التي يعتقد البعض أنها تحتاجها.

شراع الأمل

اكتشف اسيل وزاهد كيمياء مشتركة وحلمًا واحدًا هو العمل من أجل بناء جمعية داعمة مركز اهتمامها ثقافي فني، كان ينقص بناء هذا المشروع ميزانية، لكن الأمل في النجاح كان الأقوى، وفي آب عام 2007 سجلت الجمعية وبدأ الثنائي أسيل من الناصرة وزاهد من شفاعمرو بالتعامل عبر اللقاءات البيتية والوسائل التكنولوجية الحديثة من هاتف وانترنت بتنفيذ خططهما، وبدأت المعارك التي فيها اتجه كلٌ منهما إلى المؤسسات الداعمة وإلى المجتمع مطالبين بإحقاق حقوق ذوي القدرات الخاصة، وكانت أمسية فنية اجتماعية رائعة اقيمت في شفاعمرو لتقديم هؤلاء القادرين على الاستمرار المتحَدِين لممنوعات المجتمع.

وكان لمؤسسة "جوينت" دور رئيسي في دعم الاحتفال الذي حضره حوالي ال 350 شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، والنجاح الأكبر كان للفئة التي ينتمي اليها ذوو القدرات الخاصة، فجميعهم عمل ودعا للمشاركة وصعد إلى المسرح".

بلا رتوش

أسيل شخصية عنيدة وصريحة لأبعد الحدود وتتحدث عن رؤيتها وطرحها للقضايا بدون رتوش ولا تجميل، ولطالما توجهت الى وسائل الإعلام طالبة إبراز دور هذه الشريحة المُهمشة في المجتمع، لكن لا تُقابلها وسائل الإعلام بنفس الحماس والاهتمام، وتعتقد أسيل أن المؤسسات قادرة على دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، لو عرفت كلٌ مؤسسة دورها وقامت بِه على أحسن وجه.

أسيل أبو العسل قدرات خارقة تتحدى الاحتياجات الخاصة

وأكثر ما يؤلم أسيل صعوبة الوصول إلى كل بيوت المحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة فتقول: "هناك خلف الأبواب أيضًا أناسٌ لا يشاركوننا في آلامهم واحتياجاتهم ورغباتهم، وهذه مسؤولية كل فردٍ في المجتمع أن يدعم شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة ويسلط عليهم الضوء ويمنحهم نور الحياة".

لسنا مخلوقات فضائية

تقول أسيل: "إذا اعتقدنا أن المعاق كائنٌ فضائي اختاره الله ليعيش على الأرض فنحنُ مخطئون، ففي كل بيتٍ هناك تجربة إنسانية حولت أحد الكائنات البشرية الى "معاق"، بفعل حادث سير، أو عامل مرضي... ".

كفانا تذرعًا بالمادة

تنكر أسيل كافة الحجج التي يخبىء مجتمعنا خلفها أخطاءه فتقول: "لا شك ان الحالة المادية تلعب دورًا بارزًا في دعم ورعاية المعاق، لكن هناك ما هو أكبر وأعمق من ذلك، فالمؤسسات الرسمية تدعم ذوي الاحتياجات الخاصة ببعض القوانين التي تسهم في تسهيل مسيرة حياتهم، صحيح أن ما توفره المؤسسات غير كافٍ، لكن ما يثير المشكلة ويساهم في إفشال مسيرة المعاق هو عدم استيعاب المجتمع العربي لحقوق المعاق أو سوء التعامل مع المعاق واستغلال الخدمات المقدمة له في خدمة بعض النفوس المريضة".

نسبة الإعاقة في المجتمع العربي تصل الى 17%

حول نسبة الإعاقة تتحدث أسيل فتقول: "تشير آخر الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد المعاقين العرب يصل الى 170 الف معاق (17%) مقارنة بـ (8%) في المجتمع اليهودي. أما أسباب هذه الظاهرة فهي معروفة ومشار اليها من قبل وتتعلق بـعوامل كثيرة من بينها: زواج الأقارب، الوضع العام للبيئة والمجتمع العربي، الأوضاع الاقتصادية والصحية والسكنية. وعندما نتحدث عن هذه النسبة الهائلة من ذوي الاحتياجات الخاصة نتساءل أين هم هؤلاء؟ لماذا لا نراهم في النشاطات والفعاليات؟ لماذا لا يخرجون من بيوتهم؟ لماذا لا يتلقون دعمًا من المجتمع؟!!"

"شر البلية ما يضحك"

أسيل أبو العسل قدرات خارقة تتحدى الاحتياجات الخاصة



تتحدث أسيل بانفعال فتقول: "شر البلية ما يضحك – تصوري أن الاحتفالات التي تُقام على شرف ذوي الاحتياجات الخاصة، يتحدث فيها جميع المشاركين والمهنئين والداعمين وفي ختام الاحتفال تخصص فقرة فنية قصيرة جدًا يخرجٌ طفلٌ أو شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليقدم فقرة فنية سريعة، وكأنه ضيف شرف لا أكثر... هل ما زلنا نحتاج لكلام معسول وشفقة من بعض المنظمين، وهل المعاق أقل شأنًا من "سليمي الجسم؟!، لماذا هذه المهزلة؟!".

حلمٌ كبير وبرامج مستقبلية

أحلام أسيل وزاهد كبيرة، يجمع بين القول والفعل، كما تقول أسيل: "بدأت جمعية الشراع كمشروعٍ إبداعي، وها هي اليوم تتحول الى مركز ثقافي تربوي فني، أساسه ذوو الاحتياجات الخاصة، وها هو يتحول إلى إطار يضم جميع شرائح المجتمع، لدينا حلمٌ كبير أن نحصل على دعمٍ كافٍ لبناء مركز "الأسيل" برعاية جمعية "الشراع"، هو حلمٌ كبير ولا يبدو بعيدًا، ونحنُ أمام مئات الجمعيات التي تحصل على دعم من صناديق اوروبية واسرائيلية، وهنالك جمعيات تقوم بدورها على أكمل وجه، ونجاح جمعيتنا لا يضير الجمعيات الأخرى في شيء طالما نسعى لإبراز دور المبدعين من ذوي الاحتياجات والقدرات الخاصة".

وتتابع: "لدينا برنامج لاقامة معرض فنون للمعاقين، وهناك قائمة بما يقارب اثني عشر فنانًا سيشاركون برسوماتهم، ونعد بمعرض مهني على مستوىً رفيع، هذا إضافة إلى إجراء بحث ميداني لقضايا المعاقين في الوسط العربي عبر يوم دراسي يشارك فيه مهتمون من كافة القرى والمدن العربية، وهناك البرنامج الكتابي الذي سنتابعه عبر وسائل الإعلام".

وتختتم حديثها بقولها: "أنا أرى وظيفتي ليس فقط في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة بل في تعرية سلبيات المجتمع ووضع حدٍ للاستهتار بعالمٍ واسعٍ فيه طاقات مبدعة، ولا أستطيع لوحدي ولا مع أعزائي ال 170 الف معاق أن أغير الكثير في منطق هذا المجتمع، أحتاج لدعمٍ من أفراد المجتمع ومن أصحاب المسؤولية ووسائل الإعلام بأن يتم الكشف عن التمييز الكبير الذي يضر بالمعاق ويثنيه عن متابعة مسيرة النجاح، آمل أن يصل ندائي إلى عصب المجتمع وصميمه".

spacer
spacer
الاعلانات على مسؤولية اصحابها، ولا يتحمل موقع فرفش أي مسؤولية اتجاهها
spacer