spacer
باستخدامك موقع موقع فرفش تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
spacer
spacer
farfesh Twitter Page
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer
spacer
spacer

المكفوفون في الأدب يحفرون أسماءهم بقوة إرادتهم!

راسلونا: news@farfeshplus.online

"الإلياذ"و"الأوديسا" لهوميروس، و"الأيام" لطه حسين التي جسدت حياته وتجربته الشخصية، و"الفردوس المفقود" لجون ميلتون الذي عاش في القرن الـ17 وحاول أن يصف الجنة والنار من خلال عمله، و"رسالة الغفران" لأبو العلاء المعري... روائع أدبية خالدة استطاع أصحابها وغيرهم من أدباء العرب والعالميين المكفوفين أن يحفروا أسماءهم في التاريخ بقوة إرادتهم، لكن رغم ذلك لا تزال صورة الأعمى غير واضحة في الأعمال الأدبية، اذ رس خ الأدب صورة مشو هة للأعمى استقرت في أذهان العامة، وهي صورة الشيخ المبروك الخارق الذي يستطيع أن يفعل ما لا يستطيعه الآخرون. هذا ما أكده مؤتمر عُقد على مدار ثلاثة أيام في اتحاد الكتاب المصري في مصر بعنوان "الأعمى في الأدب والأسطورة".

المكفوفون في الأدب يحفرون أسماءهم بقوة إرادتهم!

فؤاد قنديل:'الكفيف لديه ملكات خاصة، أهم ُها الإرادة'

اعتبر الكاتب فؤاد قنديل أن الكفيف لديه ملكات لا يملكها أي شخص آخر، أهم ُها الإرادة، فبشار بن برد كان يصف الأشياء بشكل صحيح. قال فيه الجاحظ إنه يرى أكثر من المبصرين، وكثير من الأدباء المكفوفين ساهموا في تطوير الأدب في العالم. أضاف أن العالم العربي لديه قدر كبير من المبدعين المكفوفين مثل طه حسين والمعري والبردوني، مشيرًا إلى أن الأدباء بحاجة إلى التقرب من عوالمهم ليس بذكر أسمائهم في المحافل فحسب. كذلك طالب قنديل النقاد بالتقرب منهم والتعاون بين الأدباء، سواء كانوا مكفوفين أم لا. أشار إلى أن الأدب الروماني واليوناني أيضًا وكل الأعمال الأسطورية كانت بدايتها ملحمة هوميروس.



من ناحيته، أكد الدكتور أشرف الجيار، أستاذ النقد المقارن، أن الأعمال الأدبية لم تستطع أن تعطي للكفيف حقه، وأضاف أن النموذج الأعمى وجوده قليل في الأدب ويتعامل مع الشخصية بشكل غير مباشر، حيث لا يتعمق فيها فتكون من خلال وجهة نظر المبدع. أشار الجيار إلى أنه على مدى العقدين الماضيين لا يوجد اهتمام بالأعمى، وأرجع ذلك إلى اهتمام الروائيين بالأعمال التي تكون انعكاساً لهموم داخلية في غالبية الأحوال نحتاج إلى تقديم مثل تلك النماذج خلال الرواية أو المسرحية. كذلك طالب الإعلام بالاهتمام بالكفيف، فذلك خطوة أولى لاهتمام الأدباء بالكفيف في أعمالهم الإبداعية.



قالت الشاعرة والناقدة رجاء علي إن توظيف الشخصيات المركبة داخل الإطار الروائي ليس يسيراً، نظرًا الى ما يحدثه هذا النمط من الشخصيات من تأثير شديد في جميع أركان البنية الروائية. أضافت أن الصعوبة الكبرى تتجلى عند توظيف شخصية فاقدة لحاسة من حواسها الخمس الطبيعية، نظرًا إلى خصوبة الحالة وتعقيدها، مما قد يثير أزمة فنية لتلك الشخصية داخل النص الأدبي. أكدت علي أن غياب حاسة البصر من أكثر المثيرات التي فجرت ينابيع إشكاليات فنية عدة، نظرًا إلى الحالة الملحة لملء فجوة العجز التي خلقتها الحاسة المفقودة وما ترتب عليها من اللجوء إلى تقنيات فنية جديدة عملت على تجديد الدماء في شرايين الإبداع العربي. أشارت على إلى أن شخصية الكفيف ظُلمت على جميع المستويات الفنية والفكرية ولم تحظَ بالاهتمام المناسب من قبل الأدباء والدارسين على السواء.



أما فاضل متولي، رئيس جمعية شمس العقل للمكفوفين، فقال إن الأدب دائمًا يصو ِر المكفوف على أنه أقدر شخص في النص على اكتشاف الأمور التي لا يستطيع الآخرون اكتشافها، في حين أن هذا النوع من التصوير لن يفيد المكفوفين بشيء. أضاف أن المبدع يأبى فرض فكرة معينة أو أسلوب معين لعرض وجهة نظره، وإذا أراد أن يصو ِر الكفيف فعليه أن يتعايش معه ويختلط به. أشار متولي الى أن الصورة تنعكس على نظرة المجتمع للمكفوفين فتصبح نظرة غير سوية, وأكد أن تصوير الكفيف في الطابع الأسطوري أو الرومانسي ساهم بشكل كبير في تكوين نظرة غير سوية عنه بتقديمه إنسانا مثيرا للشفقة أو السخرية، وأضاف إلى أن هناك نماذج كثيرة من الأعمال الأدبية من ضمنها قصة "بيت لحم" ليوسف إدريس.

المكفوفون في الأدب يحفرون أسماءهم بقوة إرادتهم!

مدحت الجيار:'وجود الكفيف في المسرح يأتي ليشعل سياق السخرية'

أكد الدكتور مدحت الجيار، أستاذ النقد العربي، أن وجود الكفيف في المسرح العربي وجود حائر, لأنه لا يأتي إلا ليشعل سياق السخرية، من خلال معبارات يسخر بها من الآخرين، أو ليقلب الحركة الدرامية عندما يتحول المبصر إلى كفيف فيأتي في سياق درامي ضيق. قال الجيار إن جيل المبدعين المكفوفين مثل طه حسين كان يملك إعاقات كثيرة تغلب عليها بالإرادة وساهم في ظل تلك الإعاقة في الارتقاء بالأدب.

قال الأديب والناقد مختار عبد العليم إن دور النشر لا تقبل على إبداع الشباب من المكفوفين، وأشار إلى أن هذه الحقبة من الزمن أصبحت من نصيب المبدعين الكبار ذي الشهرة الواسعة فحسب، بالإضافة إلى القادة البارزين على الخريطة الثقافية. كذلك طالب دور النشر باختيار الأعمال الأدبية التي تنشرها ولا تعتمد على اسم الكتاب الكبار فحسب من دون استثناءات وانتقد مختار الأعمال الفنية التي تتناول الكفيف خصوصا السينما والتلفزيون، مشيرا إلى أنها تقدمه بصورة عامة وتمر عليه مرور الكرام، حتى مسلسل طه حسين "الأيام" لم يقدم سوى قصة حسين الشخصية وأكد حتمية اعتراف الأدباء والكتاب بالنجاح الذي حققة الأدباء والمبدعون المكفوفون وإسهامهم في إثراء الحياة الثقافية مثل أنور المعداوي وطه حسين.



قال أحمد سويلم، سكرتير عام اتحاد الكتاب المصري، إن المحزن في الأمر ليس في فقد البصر وإنما في فقد البصيرة، مضيفًا أن التاريخ الإنساني يحفل بصفحات مضيئة تسجل لأصحاب البصيرة - المكفوفين - ما لم تسجله لغيرهم ممن تمتعوا بحاسة البصر، مشيرًا إلى بردية أبريز التي يرجع تاريخها الى سنة 1550 ق. م، أقدم وثيقة تحدثنا بجلاء عن حالة أصحاب البصيرة في مصر القديمة. أكد سويلم أن هؤلاء المكفوفين كانوا يدركون أكثر من البصراء وهو ما تحدث عنه الجاحظ في كتاب "اليرصان والعرجان والعميان والحولان"، وأن عالم العميان عالم حافل بالعبقرية والإيمان والأمل وعشق الحياة، مطالبًا المبدعين والأدباء بأن يعترفوا ويؤكدوا تميز هؤلاء المكفوفين ودورهم في بناء المجتمع.

مذكرات عمالقة العالم في "سيرة ذاتية"..

spacer
spacer
الاعلانات على مسؤولية اصحابها، ولا يتحمل موقع فرفش أي مسؤولية اتجاهها
spacer