كشفت شبكة أمريكية أن إحدى الشركات البريطانية تأمل في تحويل غبار من سطح القمر إلى أكسجين، وهو مشروع قد يمهد سبيل المزيد من الجهود الاستكشافية للقمر، أو ربما يتيح الحياة على سطحه. إذ قالت شركة Metalysis، المتخصصة في تكنولوجيا المواد ومقرها في مقاطعة جنوب يوركشاير بإنجلترا، الإثنين، إنها قد وقعت مع وكالة الفضاء الأوروبية عقداً يقضي بتطوير سبيل لاستخلاص الأكسجين الموجود خارج كوكب الأرض من مواد موجودة فوق سطح القمر.
أكسجين من غبار سطح القمر
في دراسة نُشرت هذا العام، قال علماء من شركة Metalysis إن بإمكانهم استخلاص 96% من الأكسجين من حطام موجود على سطح القمر، يُعرف باسم "الريغوليث" أو الثرى القمري، فيما ستتمثل النسبة الباقية من الغبار في هيئة سبائك مختلطة المعادن يمكن استخدامها في أعمال البناء.
هذه العملية التي ابتكرها باحثون في جامعة كامبريدج، قد طُبِ قت بالفعل على كوكب الأرض. أما الآن فقد تلقت شركة Metalysis تمويلاً يبلغ نحو 329 ألف دولار أمريكي من وكالة الفضاء الأوروبية لتطبيق العملية على النحو الأمثل في البيئات خارج كوكب الأرض، حسبما أفاد مدير الشركة إيان ميلور في حديثٍ أجراه مع الشبكة الأمريكية.
إمكانية الحياة على القمر
يمثل هذا المشروع خطوةً في درب تطوير مصدر مستدام للأكسجين على القمر، وهو أمر مطلوب من أجل دعم حياة البشر بشكلٍ دائم على القمر. ويحظى المشروع بدعم عدد من الوكالات، لاسيما وكالة الفضاء الأوروبية التي أبدت دعمها لفكرة "قرية القمر"، وستوفر من جانبها وقود المركبات الفضائية التي تذهب إلى القمر وتنطلق منه.
فيما يأمل الباحثون أيضاً في تخفيض حمولة المركبات التي تحتاج إليها البعثات الفضائية التي تنطلق من كوكب الأرض إذا تمكنوا من الحصول على العناصر الأساسية -مثل الأكسجين- وإنتاجها على القمر. يقول ميلور: "إن أحد الدوافع الأساسية المحركة للمشروع هو القدرة على استخدام الموارد المتاحة بالفعل على سطح القمر، بدلاً من أخذها من الأرض إلى القمر، إذ يكلف نقل الحمولات إلى الفضاء مبالغ طائلة، وكلما استخدمنا المصادر الموجودة بالفعل على القمر كان ذلك أفضل".
رحلة بشرية أولى منذ 1972
جدير بالذكر أنه لم تطأ أقدام البشر سطح القمر منذ عام 1972، ولكن في الوقت الراهن يمثل هذا الجرم السماوي غاية منشودة للعديد من وكالات الفضاء. كجزء من برنامج أرتميس لرحلات الفضاء، تخطط وكالة ناسا أن تهبط أول سيدة على سطح القمر في عام 2024، وستكون هي أول كائن بشري يطأ سطح القمر منذ عام 1972.
بينما في ديسمبر/كانون الأول 2017، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمر الأول لسياسات الفضاء، الذي يحث ناسا على إرسال بشر إلى القمر "لاستكشافه على المدى الطويل واستخدام موارده"، فضلاً عن إرسال بعثات إلى كواكب أخرى. بالتزامن مع ذلك، وُضِعَت اللمسات الأخيرة لاتفاق تعاوني بين ناسا وبين وكالة الفضاء الأوروبية، في أكتوبر/تشرين الأول. ومن المقرر أن تعمل الوكالتان معاً على مشروع قاعدة Artemis Gateway على سطح القمر، التي ستمثل محطة لخدمة رواد الفضاء المسافرين من الأرض قبل الوصول إلى سطح القمر.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
