قامت سيدة مصر الاولى السابقة سوزان مبارك بزيارة نجليها جمال وعلاء مبارك في سجن طرة لأول مرة، الامر الذي كان بمثابة مفاجأة. فبينما كان الجميع يترقب انطلاق مدفع الافطار يوم الاحد الماضي، كانت سيارة سوداء تابعة للحرس الجمهوري وخلفها تشريفه من سيارات الشرطة تسابق الزمن للوصول الى سجن مزرعة طرة. شكل السيارة والتشريفة يوحي لمن يشاهدها بان شخصية مهمة تسارع الزمن للحاق بالافطار.

قامت بزيارة ولديها وعاملها السجن
كأنها ما زالت في السلطة!
الزيارة هي الاولى من نوعها منذ سجن علاء وجمال، وكان بصحبة سوزان ثابت، كل من هايدي راسخ وابنها عمر وخديجة الجمال، واستمرت هذه الزيارة أكثر من 3 ساعات، وتمت في غير أوقات الزيارة الرسمية، إلا أن السجلات في قطاع السجون رصدت أنها تمت بناء على موافقة المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود، النائب العام، وأنها تمت في الفترة من الثانية والنصف ظهراً إلى السادسة مساء، علما بأن قواعد السجون تقضى بعدم فتحها بعد ميعاد الغلق وهو الخامسة مساء.
ومكثت سوزان وهايدي وخديجة داخل السجن، بحسب المصادر، حتى آذان المغرب، وقالت المصادر إنها أفطرت مع علاء وجمال قبل ساعات من مثولهما أمام المحكمة في ثاني جلسات محاكمتهما مع والدهما الرئيس المخلوع في أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس.
وأضافت المصادر أن واقع السجون لم يتغير بعد نقل مأمور سجن المزرعة السابق العقيد أحمد عبدالرازق ونائبه المقدم أيمن المصري والمقدم محمود نافع، المشرف على عنبر رموز النظام السابق، بسبب إقامة حفلات إفطار 5 نجوم لهم، والسماح لهم بقضاء فترة بعد صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر خارج الزنازين والسماح لهم بالتوقيع على عقود بيع وشراء لبعض ممتلكاتهم داخل مكتبه.
واشارت المصادر إلى أن هناك مخالفات أخرى في زيارة سوزان ثابت، فقد تمت الزيارة في غرفة المأمور في الساعة الرابعة والربع، وتمت معاملتها باعتبارها قرينة رئيس الجمهورية، وليس على أنها مواطنة ذهبت لتزور سجيناً. وكانت أولى المخالفات في السماح لها بالدخول إلى داخل السجن بسيارتها الخاصة، وهو ما يعد مخالفة جسيمة لقواعد ولوائح السجون، بل إن وفدي لجنة الحريات بنقابة المحامين وأعضاء بعض منظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني عندما حصلا على إذن من النائب العام لزيارة السجن لم يتمكنا من الدخول بسيارتهم وتم إدخالهم في سيارة تابعة لقطاع مصلحة السجون.

لإرضاء حرم الرئيس السابق تم إغلاق
السجن على الورق فقط
وأوضحت المصادر أن هناك مخالفة أشد جسامة من الأولى، وهي أنه من المعروف أن باب السجن يتم إغلاقه في تمام الخامسة مساء بمحضر رسمي، يقوم بتحريره مأمور السجن، ولكن لإرضاء حرم الرئيس السابق تم إغلاق السجن على الورق فقط والسماح لها بالبقاء مع نجليها حتى الساعة السادسة والربع، وكأنها أيضا مازالت تتحكم في مقاليد الأمور في البلاد.
وكشف المصدر ذاته، عن أن سوزان وصلت إلى منطقة سجون طرة في الثالثة عصرا في سيارة سوداء خاصة بالحرس الجمهوري وخلفها سيارتان من الشرطة، وتم استبقائها لفترة، خوفا من اعتداء أسر المسجونين عليها كما حدث مسبقا مع زيارات رموز النظام حيث قام أهالي المسجونين من قبل بتدمير سيارة كانت تحمل زجاجات المياه المعدنية ومنع دخولها للوزراء. ودخلت سيارة سوزان بوابة سجن المزرعة وكانت تحمل بعض المأكولات والملابس الخاصة بنجليها في حقائب سفر بها عدد من الملابس الرياضية البيضاء والملابس الداخلية.
وظهرت سوزان في الزيارة، ووفقا لشهود الزيارة، فقد بدت في حالة بائسة تماما وظهر عليها تقدم العمر وظهرت خصلات بيضاء بشعرها ووجهها الشاحب على غير عادتها وارتدت إيشاربا ونظارة سوداء حتى تخفي نظرات وجهها عن المسئولين بالسجن، كما التزمت بتعليمات مأموري السجن دون أن تعترض على أسلوب التفتيش وفتح أطباق الطعام أمامها وفحصها ولم تتفوه بكلمة واحدة وحملت نظراتها خجلا شديدا، وفور وصولها إلى نجليها بدأت تتحدث مع علاء وجمال، في حين انفردت بعض الوقت مع جمال في نهاية الزيارة وطمأنت نجليها على صحتها وحالتها النفسية، ثم خرجت سوزان قبل موعد المغرب بأكثر من ساعة.
imagebank - AFP