خلال الفترة الحالية، تلعب استطلاعات الرأي دورا هاما في التكهن بنتيجة الانتخابات بالولايات المتحدة الأميركية. وبهذه الاستطلاعات، تتجه بعض المؤسسات لعينة بسيطة من الشعب الأميركي بهدف سؤالهم عن هوية الرئيس المستقبلي. لاحقا، تقوم هذه المؤسسات باعتماد هذه الأجوبة والعدد الجملي للمشاركين بالاستطلاع للتكهن بنتائج الانتخابات. إلى ذلك، سجلت الاستطلاعات ظهورها منذ نحو قرنين حيث جاءت أبرزها خلال انتخابات العام 1824. وفي الأثناء، ظهرت الاستطلاعات الحديثة التي اعتمدت على طرق الإحصاء الحديثة خلال انتخابات العام 1936 التي شهدت فوز الرئيس فرانكلن روزفلت.
انتخابات 1824
مثلت انتخابات العام 1824 حدثا فريدا من نوعه بالتاريخ الأميركي. فخلال تلك الفترة، سقط نظام الكتل الحزبية الذي اعتمد بالسابق تزامنا مع تدهور الحزب الفيدرالي الذي انحل بحلول العام 1828. ولهذا السبب، انتمى المرشحون الوحيدون بهذه الانتخابات للحزب الجمهوري الديمقراطي الذي تواجدت بصفوفه أسماء سياسية لامعة.
من جهة ثانية، شهدت انتخابات العام 1824 ترشح كل من أندرو جاكسون (Andrew Jackson) وجون كوينسي أدامز (John Quincy Adams) ووليام كراوفورد (William H. Crawford) وهنري كلاي (Henry Clay). وأمام هذا الوضع الذي شهد ترشح أربعة مرشحين من الحزب نفسه، اتجه الناخبون البيض الذكور لتنظيم استطلاعات رأي غير رسمية لمعرفة المرشح الأوفر حظا. إلى ذلك، نظمت هذه الاستطلاعات بشكل عشوائي بجمعيات الميليشيات واحتفالات الرابع من تموز/يوليو، عيد الاستقلال الأميركي، والانتخابات المحلية الأخرى. لاحقا، عمدت بعض الصحف الأميركية لنشر نتائج هذه الاستطلاعات دون أن تضعها في إطار التنبؤ بنتائج الانتخابات.
وخلال هذه الانتخابات، كانت عملية التنبؤ بهوية الرئيس صعبة للغاية. فعلى الرغم من حصوله على معظم الأصوات بالانتخابات الشعبية والمجمع الانتخابي، عجز أندرو جاكسون على الفوز بالرئاسة بسبب عدم حصوله على الأغلبية المطلقة بالمجمع الانتخابي. وأمام هذا الوضع، اختار مجلس النواب الأميركي جون كوينسي أدامز رئيسا للبلاد.
ظهور الاستطلاعات المعاصرة
سنة 1916، أجرت مجلة Literary Digest الأميركية استطلاعا تنبأ بإعادة انتخاب وودرو ولسن رئيسا للبلاد. ولحدود العام 1932، صدقت جميع تنبؤات هذه المجلة حول نتائج الانتخابات الرئاسية وقد كان فرانكلن روزفلت آخر من صدقت التنبؤات حوله. سنة 1932، باشر المتخصص بعلم الاجتماع والإحصاء جورج غالوب (George Gallup) بإجراء استطلاعات فردية مكنته بتلك الفترة من التكهن بانتخابات بأيوا (Iowa).
وسنة 1936، تحدى غالوب، عقب تأسيسه للمعهد الأميركي للرأي العام الذي تحول فيما بعد لمنظمة غالوب، تنبؤات مجلة Literary Digest. وبانتخابات سنة 1936، حقق غالوب الفارق حيث صدقت تنبؤاته بإعادة انتخاب فرانكلن روزفلت بينما أخطأت مجلة Literary Digest التي توقعت فوز حاكم كنساس ألف لاندون (Alf Landon). بالسنوات التالية، كسبت استطلاعات منظمة غالوب شعبية كبيرة بفضل دقتها. وبحلول العام 1948، تلقت منظمة غالوب صفعة عقب توقعها لهزيمة هاري ترومان الذي فاز على منافسه توماس ديوي (Thomas E. Dewey).
تعليقات الزوار | اضف تعليق