تمكنت تقنية الذكاء الاصطناعي الرائدة أخيرا من فك تشفير النصوص القديمة المكتوبة على أقراص عمرها 5000 عام. استخدم البحث الجديد برنامجًا شبيهًا بـ "جوجل ترجمة" لكشف الألغاز الكامنة وراء أقدم أشكال الكتابة البشرية. تبدأ القصة بعد أن كشف فريق من جامعة مارتن لوثر هالي-فيتنبرج، وجامعة يوهانس جوتنبرج ماينز، وجامعة ماينز للعلوم التطبيقية، عن نظام ذكاء اصطناعي قادر على فك رموز النصوص المسمارية القديمة.
واستخدم البحث الرائد ما يقرب من 2000 لوح مسماري، من بين مليون لوح من هذا القبيل في العالم، معظمها نشأ من بلاد ما بين النهرين، وهي منطقة تاريخية في العراق الحالي، والمعروفة باسم مهد الحضارة، يبلغ عمر العديد منها أكثر من 5000 عام، مما يجعلها أقدم السجلات المكتوبة الباقية للبشرية.
تغطي النصوص القديمة مجموعة واسعة من المواضيع بدءًا من قوائم التسوق وحتى أحكام المحكمة. ويقول هيوبرت مارا، أحد الباحثين المشاركين في التجربة: "إن الألواح تقدم لمحة عن ماضي البشرية منذ عدة آلاف من السنين. ومع ذلك، فهي تتعرض للعوامل الجوية بشدة وبالتالي يصعب فك شفرتها حتى بالنسبة للعيون المدربة".
تم نقش اللغة القديمة على شكل رموز وعلامات وأوتاد على ألواح طينية مبللة، ولذلك، أدت آلاف السنين إلى تآكل هذه الألواح، مما جعل من الصعب قراءتها. ووفقا للباحثين، يمكن للتكنولوجيا التقليدية مسح وترجمة المخطوطات وغيرها من المواد ثنائية الأبعاد، ولكنها لا تأخذ في الاعتبار عوامل تشتيت الإضاءة والألوان التي يمكن أن تؤثر على الكائنات ثلاثية الأبعاد مثل الأجهزة اللوحية.
لكن النظام الجديد يلغي الحاجة إلى الإضاءة المثالية، وحتى المعرفة الأساسية باللغة القديمة عند ترجمة النص. ويؤكد جاي جوثرز، عالم الكمبيوتر الذي كان جزءًا من الفريق الذي طور البرنامج: "الأمر المذهل هو أنني لست بحاجة إلى فهم اللغة، يمكنني فقط استخدام الخوارزمية لفهم واكتشاف ما يقوله الماضي".
ويضيف "جوثرز": "يمكن للنموذج الأولي للبرنامج تمييز الرموز بشكل موثوق من لغتين، إحداها هي اللغة الأكادية التي لم يتم التحدث بها أو كتابتها منذ أكثر من 2000 عام"، مشيرا إن ترجمة جميع الألواح التي لم تتم ترجمتها يمكن أن تكشف أسرارا جديدة عن الأيام الأولى من التاريخ، وحضارة هؤلاء الناس، وما آمنوا به، وما كانوا يتحدثون عنه، وما كانوا يوثقونه. يمكن أن تشهد التطورات المستقبلية توسعًا في استخدام التكنولوجيا في نصوص ثلاثية الأبعاد أخرى مثل النقوش المتعرجة الموجودة على شواهد القبور في المقابر.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
