يربط الكثيرون بين السمات الشخصية للأفراد وترتيبهم في العائلة؛ إذ يرون أن الأطفال البكر أكثر مسؤولية واجتهادًا، وأكثر صرامة وقلقًا وانفعالًا، فيما الأطفال الأصغر عمرًا أكثر حرية وأقل اجتهادًا، كما أنهم مدللون يبحثون عن الاهتمام. وبناءً على دراستين أجريتا عام 2015 حول شخصية الفرد وترتيب ميلاده، الأولى نشرت في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم والأخرى في مجلة البحوث، لم تجدا أدلة تذكر بين سمات الشخصية وترتيب الميلاد.
ويضيف البروفيسور هاسلام أن بعض التأثيرات "الصغيرة"، التي وجدت فقط في الدراسة الثانية، تتناقض في الواقع مع الصور النمطية التي لا تزال قائمة، فعلى سبيل المثال، كان المولود الأول أكثر قبولًا قليلًا وأقل عصبية، على عكس التوقعات. وعلى صعيد آخر، عمل بعض المؤلفين على جمع أدلة باستخدام بيانات لعدد من الرجال أجريت لهم اختبارات نفسية عند التحاقهم بالجيش، ووجدوا أن الذين كانوا أعلى في ترتيب الميلاد كانوا أكثر استقرارا عاطفي ًا، ومثابرين، ومنفتحتين اجتماعي ًا، ومستعدين لتحمل المسؤولية، وقادرين على أخذ زمام المبادرة من أولئك الذين يصغرونهم عمرا.
ترتيب الميلاد يمكن أن يؤثر على معدل الذكاء و"النجاح"
وربط بعض الباحثين بين ترتيب أفراد العائلة ومعدل الذكاء ومزايا الحصول على دخل أعلى من أشقائهم الأصغر سنً ا. تقول ماريان فيدال فرنانديز، الأستاذة المساعدة في كلية الاقتصاد بجامعة سيدني، إن الوالدين لا يقضون بالضرورة وقتا أطول مع طفلهم الأول، لكن نوعية الوقت هي ما يحدث الفرق في شخصيته؛ إذ يمنحونه اهتمامهم ويركزون في تحركاته بشكل أكبر.
من جهة أخرى، تشير ماريان إلى أن الوالدين يصبحان أكثر استهتارًا في تربية أطفالهم الأصغر عمرًا؛ ما يؤثر على معدل ذكائهم. وقال البروفيسور هاسلام، إن دراستَي عام 2015 المذكورتين سابقًا، إلى جانب العديد من الدراسات الأخرى، تدعمان أن ترتيب الميلاد يؤثر بالفعل على الذكاء القياسي، كما لاحظ أن كفة الميزان ترجح أن الطفل الثاني من بين الأشقاء سيحصل على درجات أقل في معدل الذكاء من البكر.
تعليقات الزوار | اضف تعليق