عادت الى البلاد نهاية الاسبوع الماضي الفنانة النصراوية ريم بنا، بعد مشاركة مميزة لها في مهرجان الاردن، الذي جرت اعماله في قلعة عمان كبديل لمهرجان جرش الدولي. وقالت ريم بنا في حديث مع موقع "فرفش" انها تلقت دعوة من ادارة مهرجان الاردن، منوّهة الى ان للمهرجان ادارة جديدة، معظم اعضائها من الفلسطينيين.
وقد دعت إدارة المهرجان مجموعة من الفنانين الذين يقدمون مستوى فني راقي، وليس فنانين تجاريين واستعراضيين كما كان في مهرجان جرش، وتقول ريم "كنت سعيدة بهذه الدعوة خاصة انني لاول مرة اشارك في مهرجان بهذا الزخم وبهذا الحجم، وكوني واحدة من ضمن مجموعة من الفنانين العالميين الكبار، كنت في غاية السعادة عندما قدمت الحفل أمام حضور مدهش من حيث العدد وتفاعل الجمهور مع اغنياتي بصورة بعثت بي الامل من جديد. وقد فاق عدد الحضور بقية ليالي المهرجان، وامتلأ المدرج على آخره تقريبا. وأديت مجموعة من اغنياتي عن فلسطين وعن الاسرى وعن المعتقلين وعن اللاجئين وعن الفرح والالم والصمود والمقاومة، والشهداء، وحقا لقد فوجئت من ردود الفعل وتفاعل الحضور."
فرفش: هل كان الجمهور اردنيا بغالبيته الساحقة؟ المرض غيبني عن
جمهوري لمدة ثمانية اشهر
ريم بنا: من الامور الملفتة للنظر والتي جعلتني متفاجئة ان من بين الجمهور حضور من تونس ومن لبنان وسوريا والامارات وقد تأثرت جدا من هذا الحضور.
فرفش: هل كانت لديك لقاءات مع فنانين من العالم العربي؟
ريم بنا: لدي العديد من الاصدقاء الفنانين العرب وقد التقيت بهم في الاردن ولكن ليس في اطار المهرجان بل على هامش الزيارة وغالبيتهم لم يكونوا بين المشاركين في المهرجان.
فرفش: كيف كانت ردود الفعل قبل وبعد الحفل؟
ريم بنا: كان هنالك تفاعلا منقطع النظير قبل وخلال وبعد المهرجان ايضا، غنوا معي واثنوا على حضوري ووعدوا بمتابعة اعمالي ومرافقة كل حفلاتي القادمة.
فرفش: اي الاغاني اثرت فيهم اكثر من غيرها؟
ريم بنا: "انسى المساء" للاجئين الفلسطينيين وغنيت "سارة" للشهداء وغنيت "مشعل" من التراث الفلسطيني وغيرها من الاغاني وكلها كانت مؤثرة والتفاعل معها رهيب.
فرفش: هل غنيت بمرافقة زوجك ليونيد؟
ريم بنا: لا.. كنت مع اعضاء فرقتي التي حضرت خصيصا من اسبانيا للمشاركة في الحفل. واعضاء فرقتي هم جميعهم من اسبانيا ومن المغرب العربي.
فرفش: هل قدمت حفلة واحدة هناك؟
ريم بنا: نعم.. غنيت في امسية واحدة، ولكنني تلقيت بعدها دعوات لا حصر لها للمشاركة في مهرجانات قادمة خاصة ان حفلي حظي باهتمام كبير من قبل الصحافة الاردنية، بمعنى ان الجمهور عاش في فلسطين في تلك الليلة وفلسطين عاشت فيهم ايضا. وعناوين اخرى مثل "ريم بنا حملت فلسطين الى الاردن" وبعضهم كتب انني كسرت الحصار عن فلسطين، وكانت هنالك عدة عناوين جذابة في "الدستور" و"الراي" وغيرها.
فرفش: هل هذه هي اول حفلاتك بعد شفائك من المرض الخبيث؟ وانا اضع الكوفية على رأسي
وارفع يدي باشارة النصر "v"
ريم بنا: لا.. هي ليست اول حفلة، المرض غيبني عن جمهوري لمدة ثمانية اشهر تلقيت خلالها العلاجات الكيماوية والاشعة، ولكنني عدت بعد ذلك وشاركت في الجزائر بحفل كبير ثم كانت لي ثلاثة عروض في النرويج، وحفل في مخيم اليرموك بدمشق واليوم في القلعة بعمان.
فرفش: اين ستكون مشاركتك القادمة؟
ريم بنا: هنالك دعوات لن اكشف عنها في الاعلام كونها ستقام في دول عربية، ولن اتحدث عنها الا بعد عودتي الى البلاد، وستكون لي جولة عروض قريبا في اسبانيا.
فرفش: هل يتم تنسيق خاص لمشاركتك في الدول العربية؟
ريم بنا: طبعا تتم ترتيبات خاصة. فبعد عمل مضني من حمل قضية شعب، والدفاع عن هذه القضية، وعن عذاب النفس الذي يشعر به كل فلسطيني، هذه امور باتت مفهومة للشعب العربي، لذلك عندما يطلبون مني المشاركة يحرصون على التنسيق والترتيبات الخاصة لانني اليوم امثل نموذجا للفنان الفلسطيني المقاوم والمناضل وانا فنانة نشيطة جدا وقد اقمت مؤخرا حفلا في قرية المعثرة قرب بيت جالا في ذكرى النكبة حيث تشهد مظاهرات بشكل اسبوعي، وهي بلدة يغلقها الجيش الاسرائيلي وقد استشهد فيها طفلان قبل اسبوع من حفلي هناك، وقد غنيت على مسرح يبعد امتارا قليلة عن كتيبة للجيش الإسرائيلي المرابط في محيط القرية. وقد خاطرت بحياتي وكانت مغامرة فريدة من نوعها.
ونشرت لي عدة صور من هذا الحفل وانا اضع الكوفية على رأسي وفي خلفية الصور الدبابات الاسرائيلية والعتاد العسكري، وانا ارفع يدي باشارة النصر "v"، لهذا السبب في كل الدول العربية يعرفون انني فنانة مقاومة وانقل الواقع الفلسطيني الى العالم.
للتواصل معنا 