تتشابه أعراض الأمراض المختلفة في الكثير من الحالات، ما يجعل من ارتباك الأطباء في تحديد الأزمة الصحية لدى المريض من الأمور المتوقعة أحيانا، لذا نسعى الآن إلى توضيح الصورة عبر الكشف عن أمراض خفية تتنكر في صورة مشكلات صحية أخرى.
داء لايم والإنفلونزا: يعرف داء لايم بأنه ذلك المرض الذي يصيب المرء عند التعرض للدغة حشرة القرادة، ليظهر في صورة طفح جلدي مزعج، إلا أنه في بعض الحالات لا يظهر هذا الطفح، بل تتمثل الأعراض في صورة تعب عام وحمى، ليظن الأطباء أن المريض مصاب بالإنفلونزا، فيما يحتاج الداء الجلدي إلى علاجات مختلفة من بينها المضادات الحيوية القادرة على إيقاف تأثير المرض على المدى البعيد.
حصوات الكلى وتمدد الأوعية: تعد حصوات الكلى من ضمن مجموعة أمراض خفية، تظهر في صورة مشكلات أخرى، حيث تبدو أعراض تلك الأزمة تحديدا شبيهة بعلامات الإصابة بتمدد الأوعية الدموية بالأبهر البطني، كأن يعاني المرء من آلام قوية في المعدة، وشعور بالغثيان وتقيؤ، على الرغم من أن المعاناة من تلك المشكلة تبدو شبه مستحيلة بالنسبة لمن تجاوزوا الـ60.
القصور الوريدي وأمراض القلب: بينما يعد تورم القدمين من أعراض مرض القلب، فإن الأطباء يعجزون في بعض الأحيان عن اكتشاف حقيقة تعلق هذا التورم بمرض آخر هو القصور الوريدي، الذي يتسبب في عدم تدفق الدماء بصورة صحيحة عبر القدم، لتصاب بتورم مزعج قد يتطور لأزمات صحية أخرى أكثر خطورة.
مشكلات الغدة الدرقية والاكتئاب: تتعدد أعراض قصور الغدة الدرقية المشابهة لأعراض الاكتئاب، مثل زيادة الوزن والحساسية تجاه الحرارة والتعب العام، فيما تتشابه أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية مع علامات المعاناة من ارتفاع ضغط الدم، كفقدان الوزن وسرعة نبضات القلب، لذا تعد مشكلات الغدة الدرقية واحدة من ضمن أمراض خفية مختلفة تحتاج لإجراء فحوصات هرمونات تلك الغدة للتأكد من حقيقة الإصابة بها.
الانسداد الرئوي ونوبات الهلع: كذلك يعد الانسداد أو الانصمام الرئوي واحد من أمراض خفية تتشابه أعراضها مع نوبات الهلع وربما الأزمات القلبية، حيث يعاني المريض من صعوبات في التنفس وآلام في الصدر وقلق شديد يصل به إلى الإغماء، نظرا لانسداد الشريان الرئوي بالدم، فيما يخطئ الأطباء في تحديد حقيقة الأعراض في نحو 33% من الحالات وفقا للدراسات.
الداء الزلاقي وأزمات الجهاز الهضمي: يشير الأطباء إلى الداء الزلاقي بشكل مبسط باعتباره عدم القدرة على هضم الجلوتين، بما يتسبب في الإصابة بآلام في المعدة وإمساك وإسهال وصداع، كما يحدث عند المعاناة من مشكلات مختلفة بالجهاز الهضمي، ليحدث الارتباك عند تشخيص المرض في أغلب الأحوال.
الذئبة الحمامية ومشكلات الرئة والكلى: تتعدد أعراض الذئبة الحمامية بصورة مقلقة، فبينما يظهر المرض أحيانا في صورة طفح جلدي عبر الوجه، فإنه أحيانا ما يتخذ أشكالا أخرى شبيهة بأعراض أمراض الرئة أو الكلى، لذا يتأخر تشخيص مرض الذبة الحمامية في كثير من الأحيان.
السكتة الدماغية وتسمم الكحول: يصاب المرء بالسكتة الدماغية مع عدم تدفق الدم للمخ بالصورة الطبيعية، الأمر الذي يدفع الأطباء أحيانا إلى الاعتقاد بأن المريض يعاني من مجرد دوار أو صداع نصفي بالرأس أو حتى تسمم الكحول نظرا لاحتواء أعراض السكتات الدماغية على صعوبة الرؤية وعدم القدرة على التحدث بكفاءة تامة والتشتت.
السرطان وأمراض أخرى مختلفة: يرى باحثون أن الأطباء لا يتمكنون من تشخيص مرض السرطان في حوالي 44% من المرات، وهي النسبة المرعبة التي تكشف عن مدى خبث هذا المرض اللعين، الذي ربما يدفع الطبيب إلى الاعتقاد بأن أعراض سرطان الرئة هي علامات على الإصابة بعدوى رئوية، أو بأن أعراض سرطان الثدي هي لمرض آخر مثل التهاب تلك المنطقة، لذا يحتاج المصاب إلى الكشف لدى أكثر من طبيب وخاصة عند التشكك في الإصابة بمرض خطير مثل هذا، يتطلب العلاج في مراحله المبكرة كي ترتفع فرص الشفاء.
التهاب الكبد الوبائي والحساسية: من الوارد أن يصاب المريض بالتهاب الكبد الوبائي لسنوات دون ظهور أي أعراض، بما يؤدي إلى معاناة الكبد من آلام ومشكلات معقدة على مدار تلك الفترة الطويلة، تبدو قريبة الشبه بأعراض الحساسية، ما يتطلب الانتباه دائما إلى لون العين واللسان، حيث يعني تحولهما إلى الأصفر ضرورة زيارة الطبيب فورا.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
