قبل مدة، دخل 10 أصدقاء من النوعين إلى مطعم، من النوع الذي يعرض مأكولاته في "بوفيه" جاهزة للتناول، فأقدموا واحداً بعد آخر وملأوا أطباقهم بما يرغبون، ثم مضوا إلى طاولة جلسوا عندها وتناولوا ما اختاروه، من دون أن يدري أي منهم أن الأشرس بين الفيروسات، وهو "كورونا" المستجد، كان كامناً لهم كحصان طروادة بجوف أحدهم، لذلك انتهت الحال بمجزرة فيروسية، من الأسوأ.
القليل جداً في هذا الخبر صحيح، والباقي افتراضي، تم استخراجه من خبر آخر وحقيقي، يقول إن مقطع فيديو انتشر في اليابان وخارجها أمس وقبله، عن تجربة تمت سابقاً بإشراف خبراء صحيين، وقامت بها شبكة تلفزيونية، للتعرف إلى كيفية انتقال الجراثيم من شخص إلى آخر، واعتبروا الفيديو المرفق " خبره موحداً في عدد من وسائل الإعلام العالمية، أنه صالح حالياً كتجربة للتعرف أيضاً إلى كيفية انتقال المستجد الكوروني بسرعة فائقة من المصابين به إلى الأصحاء.
ثشسو تقول بداية الخبر الأصلي عن تجربة المحطة اليابانية، إن القائمين بها وضعوا مادة، لنقل إنها معجون أسنان، في يد واحد من الأص دقاء العشرة، لتمثل دور الجرثومة، بحيث يعجنها بيديه لمعرفة حجم انتقالها إلى الآخرين، فإذا بالنتيجة تظهر بائسة على وجوه من تناولوا الطعام عند تلك الطاولة، وهي بمطعم سفينة سياحية، أجروا التجربة التي خضع لها المتبرعون العشرة فيه، حيث نراهم يختارون ما يرغبون من "البوفيه" بعد وضع المعجون في يد أحدهم أمسك باللاقط قبلهم عمداً.
.jpg)
كان "ملقط" المأكولات من البوفيه، بداية الإصابات الجماعية، لأن كل من أمسك به من التسعة وغيرهم، مضى بعدها إلى الطاولة بيد ملطخة بالجرثومة، أو المستجد، وعلموا ذلك حين سلطوا من مصباح فوق بنفسجي، ما يسمونه Black Light أو "الضوء الأسود" الشبيه بأشعة "فلوريس نت" طيفية، هي من بخار الزئبق العاكس لما ليس من لون المكان المتواجد فيه الفيروس أو الميكروب، لذلك فحين مر الضوء ماسحاً الموجود فوق الطاولة أو بجوارها، كما على الأيادي والوجوه، انعكست الإصابات، سواء "كورونية" أو جرثومية، وظهر حجم التفشي والانتشار الخطير.
واحد ممن عرضوا عليهم الفيديو عن التجربة قبل يومين، هو John Nicholls المعروف دولياً كبروفيسور أسترالي مختص بعلم الأمراض السريرية في جامعة هونغ كونغ، وفقاً لما ذكرته وكالة اخبارية في لقاء اعتبر فيه أن "التجربة تثبت مدى سرعة انتشار الفيروس، خصوصاً حين لا يتم غسل اليدين" واتفق معه البروفيسور الياباني Kentaro Iwata الشهير كأخصائي بالأمراض المعدية في جامعة Kobe University باليابان، فقال إن التجربة تثبت كم ينتشر الفيروس بسرعة، وكم غسل اليدين مهم.
.jpg)
الإبريق والأظافر ومعظم ما كان على الطاولة وبجوارها وصل إليه الفيروس بدقائق معدودات
شخص واحد، معتل "كورونياً" ويدخل إلى مطعم في أي مكان، سيترك وراءه بولدوزر فيروسي على الكرسي والطاولة وشرشفها، كما على الكوب والصحون والملعقة والشوكة والسكين، وعلى أيدي من ينقلها للغسيل في المطبخ، وعلى حنفية المرحاض حين يدخله ليغسل يديه فيه قبل وبعد الطعام، كما سيتركه على أوراق العملة التي دفع بها الحساب، وعلى "بخشيش" تركه للغرسون، ثم يخرج راضياً مرضياً من دون أن يدري أنه ارتكب مجزرة.
تعليقات الزوار | اضف تعليق
