يدعو خبراء الصحة، في العادة، إلى ارتداء الكمامة لأنها تقي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد أو نقله إلى أشخاص آخرين، لكن باحثين كشفوا فائدة جديدة، خلال الآونة الأخيرة. وبحسب ما نقلت صحيفة أمريكية، فإن الشخص الذي يصاب بفيروس كورونا رغم مواظبته على ارتداء الكمامة لا يعاني أعراضا شديدة ويكون مرضه أخف من غيره.
وأكد الباحثون أن ارتداء الكمامة يقلل من "شراسة المرض" حتى وإن أصيب الشخص بالفيروس المؤدي إلى مرض "كوفيد 19". وتشير بيانات الصحة، إلى أن ارتداء الكمامة لا يقي بنسبة 100 في المئة لأن قناع الوجه لا يستطيع تصفية أو "فلترة" كل شيء حتى وإن كانت تحمي من أغلب الجزيئات الفيروسية.

وتبعا لذلك، فإن الشخص الذي يستنشق كمية صغيرة من الفيروس، قد لا يصاب بمرض "كوفيد 19"، أو أنه لن يعاني الأعراض الشائعة مثل ارتفاع الحرارة والسعال وضيق التنفس. أما في حال قام الشخص المصاب باستنشاق كمية كبيرة من الفيروس فمن المرجح بقوة أن يتفاقم وضعه الصحي بشدة.
وصدر هذا الرأي عن الباحثة مونيكا غاندي، وهي أكاديمية في جامعة كاليفورنيا ورئيسة مركز فيروس "HIV" المؤدي إلى الإيدز في مستشفى سان فرانسيسكو العام. وحين سئلت الباحثة حول السند العلمي للقول بهذه الحماية، أجابت بأن دراسة أجريت في سنة 1938 فأظهرت أن التعرض لكمية قليلة من الفيروس يساعد على التخفيف من شدة المرض.

وأوضحت أن تلك الدراسة أعطت فئران التجارب جرعة عالية من فيروس قاتل، فوجدت أن هذه الحيوانات صارت أكثر عرضة لأن تمرض وتموت بسبب المضاعفات. وأضافت أن هذا الأمر ينطبق أيضا على البشر، ففي عام 2015، أعطت إحدى الدراسات جرعات فيروسية متفاوتة لمتطوعين، فتبين أن الوضع الصحي لمن أخذوا المنسوب الأعلى تدهور بشكل أكبر.
وفي سنتي 1918 و1919، كانت الإنفلونزا الإسبانية أشد فتكا في الولايات المتحدة من جراء الازدحام الشديد في معسكرات الجيش بعد نهاية الحرب العالمية الأولى. وكشفت الأرقام، وقتها، أن نسبة الوفيات والإصابات وسط معسكرات الجيش، كانت أعلى بكثير مقارنة بأوساط المدنيين في الخارج، وهو ما يكشف أن التقارب الاجتماعي يزيد من خطورة الوباء.

الصحة العالمية: جائحة كورونا أسوأ حالة طوارئ صحية واجهتها المنظمة في تاريخها
قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الإثنين 27 يوليو/تموز 2020، إن جائحة فيروس كورونا المستجد التي أصابت أكثر من 16 مليون شخص على مستوى العالم هي أسوأ حالة طوارئ صحية عالمية واجهتها المنظمة في تاريخها.
تيدروس أضاف في إفادة صحفية عبر الإنترنت من جنيف أن العالم لن يستطيع التغلب على الجائحة إلا بالحرص على اتباع الإجراءات الصحية من وضع الكمامات إلى الابتعاد عن الزحام. تابع قائلاً: "أينما طُبقت هذه المعايير تتراجع حالات الإصابة في حين ترتفع في الأماكن التي لا تُطبق فيها". وأشاد بكندا والصين وألمانيا وكوريا الجنوبية لتمكنها من السيطرة على التفشي.

تحذيرات الصحة العالمية: لطالما دعت الصحة العالمية في مناسبات سابقة إلى توخ ي الحذر بخصوص رفع القيود التي فرضت لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد. إذ قال المدير العام للمنظمة، تديروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي، إن المنظمة لا تمانع أن تخفف القيود، لكن في الوقت نفسه "فإنَ رفع القيود قد يؤدي إلى عودة فتَ اكة" للفيروس. كما أضاف أن هناك "تباطؤاً" في انتشار الوباء ببعض البلدان الأوروبية، لا سيما إيطاليا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا، لكنَ هناك "تسارعاً مقلقاً" في الانتشار بدول أخرى، ويشمل ذلك العدوى المجتمعية في 16 دولة إفريقية.
يأتي هذا في وقت تجاوز فيه عدد مصابي كورونا بالعالم حتى ظهر الإثنين، 16 مليوناً و442 ألفاً، توفي منهم ما يزيد على 652 ألفاً، وتعافى أكثر من 10 ملايين. ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فقد تم إحصاء 4 ملايين و340 ألف إصابة في أمريكا اللاتينية والكاريبي، وهي المرة الأولى التي يتجاوز فيها عدد الإصابات في هذه المنطقة عددَ الإصابات في أمريكا الشمالية التي أُحصِيت فيها 4 ملايين و330 ألفاً و989 إصابة، معظمها في الولايات المتحدة (4.2 مليون إصابة ونحو 150 ألف وفاة).

فيما أصبحت البرازيل الأكثر تأثراً في أميركا اللاتينية، بتسجيلها مليونين و394 ألفا و513 إصابة، بالإضافة إلى 86 ألفا و449 وفاة السبت. وقالت وزارة الصحة إنها سجلت الأحد 555 وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، مع تسجيل 24 ألفا و578 إصابة مؤكدة بالفيروس.
أما المكسيك، توفي وزير الصحة خيسوس جراجيدا بعد مرو نحو أسبوعين من نقله للمستشفى للعلاج من كورونا. ووصل إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في المكسيك إلى 385 ألفاً، في حين بلغ إجمالي الوفيات 43 ألفاً و500 شخص حتى السبت، لتحتل المركز الرابع في عدد الوفيات على مستوى العالم.
تعليقات الزوار | اضف تعليق





